صورة مزيفة بالذكاء الاصطناعي تُعيد تداول ادعاءات قديمة حول تأثير الأمطار على المتحف المصري الكبير
تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي صورة تُظهر المتحف المصري الكبير وعددًا من عمال الصيانة أثناء سحب المياه، مرفقة بادعاء انهيار سقف المتحف نتيجة سقوط الأمطار، بسبب عدم وجود شبكات لتصريف مياه الأمطار في التصميم المعماري. وأثارت هذه المنشورات جدلًا واسعًا وتساؤلات حول سلامة المتحف بعد أسابيع من افتتاحه للجمهور.
انتشرت صورة تُظهر عمال صيانة داخل بهو المتحف المصري الكبير بجوار تمثال رمسيس الثاني، مع الادعاء بانهيار سقف البهو نتيجة سقوط الأمطار. وزعمت المنشورات المصاحبة أن الحادث وقع بسبب غياب شبكات تصريف المياه أثناء إنشاء المتحف، ما أدى – بحسب الادعاء – إلى تسرب المياه وانهيار السقف. (الأرشفة 1 - 2 - 3)
لاحظ فريق «أخبار ميتر» وجود تشوهات واضحة في أجزاء السقف المزعوم سقوطها، إلى جانب ملامح غير طبيعية في أجسام العمال الظاهرين بالصورة، وهي مؤشرات شائعة في الصور المولَّدة بالذكاء الاصطناعي.
بفحص الصورة عبر أداة AI Or Not، ظهرت مؤشرات واضحة على التزييف العميق. كما أظهر تحليلها باستخدام أداةMy Detector AI أن الصورة مولَّدة بالذكاء الاصطناعي بنسبة 99%، ما يؤكد أنها لا تعكس واقعة حقيقية.
جرى التواصل مع وزارة السياحة والآثار المصرية عبر بريد رسمي للاستفسار عن صحة الصورة المتداولة، ولم يرد أي تأكيد رسمي بوقوع الحادث حتى وقت نشر التقرير.
كشفت جولة ميدانية أجرتها جريدة «اليوم السابع» بتاريخ 12 ديسمبر 2025، بعنوان: «هل أغرقت الأمطار المتحف الكبير؟ جولة بالصوت والصورة تكشف الحقيقة»، عن سلامة سقف المتحف والبهو، واستعرضت محطات تصريف المياه المصممة خصيصًا للتعامل مع مياه الأمطار، دون تسجيل أي أضرار.
في 13 ديسمبر 2025، أصدرت وزارة السياحة والآثار بيانًا أكدت فيه أن المتحف المصري الكبير يواصل استقبال زائريه بصورة طبيعية منذ افتتاحه في 4 نوفمبر 2025، بمتوسط يبلغ نحو 15 ألف زائر يوميًا، دون أي تغيير في مواعيد العمل.
كما نفى الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير، خلال مداخلة هاتفية مع قناة «إكسترا نيوز»، ما أُثير حول تسرب مياه الأمطار، موضحًا أن التصميم المعماري للبهو يعتمد على فتحات هندسية تسمح بدخول الضوء والهواء الطبيعيين ضمن رؤية الاستدامة البيئية. وأكد أن دخول كميات محدودة من مياه الأمطار أمر متوقع ومُخطط له، وأن تمثال رمسيس الثاني المصنوع من الجرانيت الأحمر غير قابل للتأثر بالعوامل الطبيعية، مع وجود شبكات تصريف وأحواض مائية لاستيعاب المياه الزائدة.
وأضاف أن راحة الزوار مؤمّنة من خلال وجود أسقف جانبية تحميهم أثناء التنقل داخل البهو، إلى جانب توافر أفراد أمن وإرشادات واضحة للتنبيه والتنظيم. وأكد في ختام حديثه أن ما يُتداول عن «تسريب» أو «غرق» المتحف لا يتوافق مع الواقع، ولا مع التصميم المعماري الذي أُنشئ بعناية لتحقيق التوازن بين الاستدامة البيئية وحماية الآثار.
سبق تداول ادعاءات مشابهة في أبريل 2023 عقب سقوط أمطار خفيفة داخل البهو، وأكدت وزارة السياحة والآثار آنذاك أن الأمر طبيعي ومدروس ضمن التصميم، ولا يشير إلى أي خلل إنشائي أو خطر على التمثال أو المتحف.
وأكد اللواء عاطف مفتاح، المشرف على مشروع المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة به، أن ما أُثير حول وجود خطورة من سقوط الأمطار غير صحيح، مشددًا على أن تمثال رمسيس الثاني لم ولن يتأثر بمياه الأمطار، وأن المتحف وجميع فراغاته في أفضل حالات الحفظ.
وأوضح أن سقوط الأمطار أمر طبيعي ومتوقع ومُدرَس ضمن التصميم المعماري والهندسي للبهو المفتوح، ولا يشير إلى أي خلل في تنفيذ المتحف. كما أشار إلى أن موقع التمثال محدد مسبقًا في التصميم الأصلي، حيث يقع في منطقة مظللة بأسقف من ألواح الألمنيوم المُفرغة التي تسمح بالتهوية الطبيعية ودخول الضوء، مع تقليل الحرارة وترشيد استهلاك الطاقة.
وأكد أيضًا وجود مسارات وشبكات صرف مخصصة لتجميع مياه الأمطار وإعادة استخدامها في الري، لافتًا إلى أن المبنى المتحفي وقاعات العرض، وكذلك المنطقة التجارية، مغطاة بالكامل ولا تسمح بتسرب أي مياه. واختتم بالتأكيد على أن تمثال رمسيس الثاني، المصنوع من الجرانيت، مُعد للعرض في الأماكن المفتوحة، وقد ظل لعقود في ميدان رمسيس دون أن يتأثر بعوامل الطقس.
الادعاء بانهيار سقف المتحف المصري الكبير نتيجة سقوط الأمطار غير صحيح. الصورة المتداولة مزيفة ومولَّدة بالذكاء الاصطناعي بنسبة 99%. الجولات الميدانية والتصريحات الرسمية أكدت سلامة المبنى والبهو وتمثال رمسيس الثاني، ووجود أنظمة تصريف مياه مُصممة مسبقًا، ما ينفي وقوع أي أضرار أو تهديد للزوار أو المقتنيات.
تصنيفات الموضوعات
Mariam Rafaat (مدققة معلومات)
صحفية حاصلة على بكالوريوس إعلام من جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، تخصص إذاعة وتليفزيون (2023/2024...
صحفية حاصلة على بكالوريوس إعلام من جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، تخصص إذاعة وتليفزيون (2023/2024). لديها خبرة ثلاث سنوات كمراسلة في قسم الأخبار والتحقيقات بجريدة المصري اليوم، وتعمل كمدققة حقائق في موقع أخبار ميتر. وهي متخصصة في تحديد الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة وتفنيدها، وخاصة تلك التي تنتشر على نطاق واسع على منصات التواصل الاجتماعي. ومن خلال عمليات التحقق الصارمة، تضمن وصول المعلومات الدقيقة إلى الجمهور.
يتيح فريق أخبار ميتر المساحة المناسبة لرد الأشخاص المعنيين والجمهور على المعلومات الواردة في عملية تقصي الحقائق بتصحيحها بشفافية كاملة. يمكن التواصل معنا عبر بريد الموقع الإلكتروني [email protected]. كما يتكفل الفريق بإجراء التصحيحات اللازمة حال التأكد من صحة المعلومات وقبولها في أسرع وقت ممكن. قدم من هنا