عمال مصانع يرشون الخضروات والفاكهة بالألوان الصناعية

تداول مستخدمون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر عمالًا داخل مصنع وهم يرشون الخضروات والفاكهة بألوان صناعية لتحويلها من لون باهت إلى ألوان قوية وجذابة. أثار المقطع مخاوف واسعة، إذ اعتقد البعض أنه يوثق عمليات غش غذائي داخل منشآت مجهولة.

ما القصة؟

شارك عدد من الحسابات على مواقع التواصل مقطعًا يُظهر عمالًا يرشون الطماطم والمانجو والعنب بمحاليل لونية، وسط وصف العملية بأنها "غش غذائي". انتشر المقطع بلغات مختلفة وأثار تفاعلًا كبيرًا. (1،2)

كيف تحققنا؟

عند التتبع، وجد فريق "أخبار ميتر" أن المقطع منشور على قناة يوتيوب تحمل اسم Quick Flick Ai، وكذلك على قناة في تيك توك تحمل اسم huqiuju وكلتاهما متخصصتان في نشر مقاطع مُولدة بالذكاء الاصطناعي. ما دفع الفريق لإجراء تحليل تقني موسع. (3)

استخدام الفريق أدوات كشف المحتوى المُصنّع بالذكاء الاصطناعي، وأظهرت النتائج أن المقطع مولد بنسبة 99٪. وفق أداة Is It Ai و87٪ وفق أداة Decopy Ai. 

التحقق البصري كشف مؤشرات واضحة على التوليد الرقمي، منها:

- تجانس غير طبيعي في شكل وحجم الطماطم داخل الماء.

- نظافة مثالية للآلات وحزام النقل لا تتناسب مع بيئة مصانع حقيقية.

- عدم تفاعل أكمام العمال أو الحزام مع رذاذ الصبغات.

- تغيّر لون العنب بشكل آنٍ بعد إخراجه من الماء دون أي أثر للصبغة أثناء الغمس.

- ظهور المانجو بسطح بلاستيكي وتكرار واضح للثمار.

- انعكاسات أرضية وجدران مصنوعة بدقّة مثالية ومظهر غير واقعي.

هل يتم رش الخضراوات والفاكهة بالألوان الصناعية؟

تشير دراسات منشورة في مكتبة الطب الوطنية الأمريكية إلى أن بعض الجهات غير الموثوقة في سلسلة توريد الغذاء قد تلجأ فعلًا لتلوين الخضروات والفاكهة بأصباغ صناعية ضارة لجعلها تبدو طازجة وجذابة. ومن أشهر هذه الأصباغ: كبريتات النحاس، الأخضر المالاكيت، والأحمر السوداني؛ وهي مواد غير مخصصة للاستهلاك البشري وقد تسبب أضرارًا صحية خطيرة، من اضطرابات الكبد إلى السرطان. (4)

كما استخدمت البحوث الحديثة تقنيات مثل الرنين المغناطيسي النووي (1H-NMR) للكشف عن الغش في الخضروات، وأثبتت إمكانية وجود هذه المواد في بعض العينات. وتؤكد المراجعات العلمية أن الغش الغذائي يتزايد عالميًا بسبب تعدد مراحل النقل والتوزيع، ما يسمح للبعض باستغلال غياب الرقابة في بعض الأسواق لتمرير هذه الأصباغ داخل المنتجات الطازجة.