الصورة مزيفة ومولّدة بالذكاء الاصطناعي، رغم أن حادث التسرّب الحقيقي وقع بالفعل في نوفمبر 2025
تداولت منصات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية صورة تُظهر قاعة عرض أثرية مغمورة بالمياه مع انتشار كتب ومجلدات وقطع أثرية متضررة، وزُعم أنها توثق فيضانًا وقع داخل مكتبة الآثار المصرية في متحف اللوفر. وانتشر الادعاء على نطاق واسع مصحوبًا بإشارات إلى إتلاف ما يقارب 400 كتاب ووثيقة أثرية. وقد أثار انتشار الصورة جدلًا واسعا حول حقيقة ما جرى داخل المتحف، خصوصًا أن الحدث يرتبط بأحد أهم الأقسام البحثية المتخصصة في علم المصريات.
نشرت حسابات على "فيسبوك" و"إكس" صورة لقاعة تتضرر فيها الكتب والوثائق بسبب غمرها بالمياه، وزعمت أن الصورة تعود لمكتبة الآثار المصرية في متحف اللوفر، وأن الفيضان دمّر مئات الوثائق الثمينة. وتزامن انتشار الادعاء مع تأكيد تقارير إعلامية حدوث تسرّب مياه فعلي في المتحف، مما زاد من قابلية تصديق الصورة رغم أنها لم ترد ضمن أي من الصور الرسمية للحادثة.(الأرشفة 1 - 2 - 3)
أظهر الفحص البصري وجود عناصر غير منطقية، مثل شكل المياه وتوزّعها، إذ بدا أنها تغمر بعض العناصر دون غيرها بطريقة غير واقعية. كما ظهر توقيع "@grok" أسفل الصورة، وهو مرتبط بنموذج ذكاء اصطناعي تابع لـ xAI. إضافة إلى ذلك، لا يطابق المشهد أي صور حقيقية أو وصف رسمي للمكان المتضرر في حادث التسرّب داخل المتحف. وبناء عليه، يرجّح أن الصورة مصممة بالكامل بالذكاء الاصطناعي.
أخضع فريق "أخبار ميتر" الصورة لتحليل عبر عدة أدوات كشف للذكاء الاصطناعي:
أشارت أداة AI Or Not إلى أن الصورة مولّدة بالكامل بالذكاء الاصطناعي.
أكدت أداة Hivemoderation أن الصورة مُنشأة بنسبة 99.6% عبر الذكاء الاصطناعي.
تدعم هذه النتائج ما كشفه التحليل البصري من عدم واقعية العناصر داخل الصورة.
استعان فريق "أخبار ميتر" بأداة Grok للتحقق من أصل الصورة، والتي أكدت أنها مولّدة بالذكاء الاصطناعي، موضحة أن وجود توقيع "@grok" هو مؤشر مباشر على كونها ناتجة عن نموذج xAI. كما أشارت الأداة إلى أن المشهد المعروض تخييلي ولا يمت بصلة للمكان الحقيقي الذي شهد التسرّب داخل المتحف، وفق التقارير الرسمية المتاحة.
رغم أن الصورة مزيفة، فإن حادث التسرّب حقيقي ووقع بالفعل في 26 نوفمبر 2025 داخل مكتبة الآثار المصرية المخصّصة للباحثين في جناح موليان.
وكانت صحيفة "La Tribune de l’Art" أول من كشف عن الواقعة، موضحة أن السبب يعود إلى فتح صمام بالخطأ في نظام هيدروليكي قديم سيُستبدل ابتداءً من سبتمبر 2026.
ووفقًا لفرانسيس شتاينبوك، نائب المدير العام للمتحف، تأثر بين 300 و400 عمل، ما بين مجلات متخصصة ووثائق علمية تعود إلى أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين.
وأكد شتاينبوك في تصريح لوكالة فرانس برس، نقله هافينغتون بوست: "لم تتأثر أي من القطع التراثية"، مؤكدًا أنه "لا توجد خسائر دائمة لا يمكن إصلاحها" في المجموعات. ورغم أن الوثائق المتضررة بالغة الأهمية ويُرجع إليها الباحثون باستمرار، إلا أنها ليست نسخًا فريدة على مستوى العالم.
الصورة المتداولة التي قيل إنها توثق فيضانًا داخل مكتبة الآثار المصرية في متحف اللوفر غير حقيقية ومولّدة بالذكاء الاصطناعي. وقد أكد الفحص البصري والتقني، وكذلك أداة Grok، أنها صورة مُنشأة وليست توثيقًا لأي حدث. ورغم أن المتحف شهد فعلًا تسرّب مياه في نوفمبر 2025 أدى إلى تضرّر مئات الوثائق، فإن الصورة المنتشرة لا علاقة لها بالحادثة ولا تُظهر المكان الحقيقي المتأثر.
تصنيفات الموضوعات
Mariam Rafaat (مدققة معلومات)
صحفية حاصلة على بكالوريوس إعلام من جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، تخصص إذاعة وتليفزيون (2023/2024...
صحفية حاصلة على بكالوريوس إعلام من جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، تخصص إذاعة وتليفزيون (2023/2024). لديها خبرة ثلاث سنوات كمراسلة في قسم الأخبار والتحقيقات بجريدة المصري اليوم، وتعمل كمدققة حقائق في موقع أخبار ميتر. وهي متخصصة في تحديد الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة وتفنيدها، وخاصة تلك التي تنتشر على نطاق واسع على منصات التواصل الاجتماعي. ومن خلال عمليات التحقق الصارمة، تضمن وصول المعلومات الدقيقة إلى الجمهور.
يتيح فريق أخبار ميتر المساحة المناسبة لرد الأشخاص المعنيين والجمهور على المعلومات الواردة في عملية تقصي الحقائق بتصحيحها بشفافية كاملة. يمكن التواصل معنا عبر بريد الموقع الإلكتروني [email protected]. كما يتكفل الفريق بإجراء التصحيحات اللازمة حال التأكد من صحة المعلومات وقبولها في أسرع وقت ممكن. قدم من هنا