Property Image

الولادة القيصرية.. أرقام عالمية مقلقة وتجربة مصرية صادمة

من إجراء منقذ للحياة إلى ظاهرة مقلقة تهدد الأمهات والأطفال.. هكذا تكشف الأرقام واقع القيصرية

تم النشر بتاريخ : 02/09/2025  تم التحديث بتاريخ: 01/09/2025 22:09:54  تصنيف: ورقة حقائق 
  • مصر تسجل أعلى معدل عالمي للولادة القيصرية بنسبة 72%.
  • الإفراط في القيصرية دون داعٍ يحمل مخاطر صحية للأم مثل النزيف، العدوى، الجلطات، وصعوبة التعافي.
  • قد تؤثر على الخصوبة وتزيد من مخاطر الحمل في المستقبل.
  • الأطفال المولودون قيصريًا أكثر عرضة للربو والحساسية واضطرابات المناعة.
  • وزارة الصحة المصرية اتخذت إجراءات ملزمة لتقليل القيصرية وتشجيع الولادة الطبيعية.

ارتفعت معدلات الولادة القيصرية في مصر، التي وصلت إلى 72%، لتجعلها الأعلى عالميًا، متجاوزة بكثير المعدلات الموصى بها من منظمة الصحة العالمية. التقرير يوضح أبرز المخاطر الصحية المرتبطة بالولادة القيصرية على الأم والطفل، ويستعرض الإجراءات الجديدة لوزارة الصحة للحد من هذه الظاهرة.

مع وصول معدلات الولادة القيصرية في مصر إلى 72%، وهو الأعلى على مستوى العالم، يصبح من الضروري تسليط الضوء على مخاطرها الصحية على المرأة والطفل. تستعرض "ورقة الحقائق" أبرز التحديات والمضاعفات الناتجة عن الإفراط في اللجوء إلى القيصرية، مقارنة بالولادة الطبيعية الآمنة.

ما هي أسباب اللجوء لعملية الولادة القيصرية؟

تتعدد أسباب اللجوء للولادة القيصرية وتختلف من بلد لآخر، وتشمل عوامل طبية مثل تعسر الولادة أو وضعية الجنين غير الطبيعية، وأخرى تتعلق بتفضيل الأطباء أو النساء، إضافةً إلى تأثير المعايير الثقافية والاجتماعية. لذلك، فإن فهم الأسباب المحلية بدقة يعد خطوة أساسية قبل وضع أي خطط للحد من ارتفاع معدلات القيصرية. (2)

هل هناك مخاطر لزيادة نسبة الولادة القيصرية؟

الولادة القيصرية قد تكون إجراءً منقذًا للحياة في بعض الحالات الطبية مثل تعسر الولادة أو ضائقة الجنين، لكن الإفراط في إجرائها دون ضرورة طبية يحمل مخاطر عديدة على صحة الأم والطفل. ومع استمرار ارتفاع المعدلات عالميًا – حيث تمثل القيصرية الآن أكثر من 21% من الولادات ومن المتوقع أن تصل إلى 29% بحلول 2030 – تحذر منظمة الصحة العالمية من أن هذا الإفراط يعرض النساء والأطفال لمخاطر صحية غير ضرورية ما لم تكن هناك حاجة طبية واضحة. (1)

هل تزيد الولادة القيصرية من خطر وفاة الأم مقارنة بالولادة الطبيعية؟

نعم، تزيد الولادة القيصرية من خطر وفاة الأمهات خاصة في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، حيث تصل معدلات الوفاة إلى مئة ضعف مقارنة بالبلدان مرتفعة الدخل. وتشير الدراسات إلى أن واحدة من كل 100 امرأة قد تفقد حياتها بعد القيصرية في أفريقيا جنوب الصحراء، كما ترتفع أيضًا معدلات وفيات الأطفال وحدوث ولادة جنين ميت في هذه الدول بسبب ضعف الرعاية الصحية وسوء استخدام العملية. (2)

هل للولادة القيصرية تأثيرات على الحمل المستقبلي؟

نعم، الولادة القيصرية قد تزيد من بعض مخاطر الحمل في المستقبل، مثل الإجهاض في منتصف الحمل أو الولادة المبكرة. هذه المشكلات قد تتكرر في الحمل اللاحق وتكون صعبة العلاج، مما يجعل متابعة الحمل مع الطبيب أمرًا ضروريًا لتقليل المضاعفات. (3)

كيف تؤثر الولادة القيصرية على فترة التعافي للأم؟

باعتبارها جراحة كبرى، تجعل الولادة القيصرية فترة التعافي للأم أطول وأكثر صعوبة مقارنة بالولادة الطبيعية. فقد تواجه بعض الأمهات آلامًا في موضع الجرح وصعوبة في الحركة والعودة للأنشطة اليومية، إلى جانب زيادة احتمالية التعرض للعدوى أو النزيف أو الجلطات الدموية، وكذلك المضاعفات المرتبطة بالتخدير. وبالنسبة للطفل، قد تظهر بعض المشكلات المؤقتة في التنفس خلال الأيام الأولى بعد الولادة، لكنها غالبًا ما تتحسن بسرعة. (4)

هل تؤثر الولادة القيصرية على الخصوبة؟

تشير بعض الدراسات إلى أن الولادة القيصرية قد ترتبط بانخفاض بسيط في فرص الحمل والولادة مستقبلاً مقارنة بالولادة الطبيعية. لكن هذا التأثير ما زال غير محسوم تمامًا، لأن كثيرًا من الدراسات تعاني من قيود منهجية، وقد تلعب عوامل أخرى مثل عمر الأم أو حالتها الصحية دورًا مهمًا. لذلك لا يمكن الجزم بأن الولادة القيصرية وحدها سبب مباشر لانخفاض الخصوبة. (5)

ما هي الآثار طويلة المدى على صحة الطفل المولود قيصريًا؟

تشير الدراسات إلى أن الأطفال المولودين بعملية قيصرية قد يكونون أكثر عرضة للإصابة ببعض المشكلات الصحية طويلة المدى مثل الربو والحساسية واضطرابات المناعة. ويرجَّح أن هذا مرتبط بتأخر تعرضهم للبكتيريا الطبيعية التي يمر بها الطفل أثناء الولادة الطبيعية، والتي تساعد في بناء جهازهم المناعي. ومع ذلك، تظل هذه المخاطر نسبية ولا تصيب جميع الأطفال المولودين قيصريًا. (6)

ما هو العبء الاقتصادي لزيادة الولادة القيصرية؟

تشكل الزيادة في معدلات الولادة القيصرية عبئًا اقتصاديًا كبيرًا على أنظمة الرعاية الصحية، إذ تُعد العملية أكثر تكلفة بكثير من الولادة الطبيعية من حيث الأدوات الطبية، الإقامة في المستشفى، وفترة التعافي الأطول. ومع ارتفاع نسبها عالميًا، يزداد الضغط على ميزانيات الصحة العامة خاصة في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، ما قد يؤثر على جودة الخدمات الصحية الأخرى المقدمة للنساء والأطفال. (1)

ماذا فعلت وزارة الصحة لتقليل الولادات القيصرية في مصر؟

أطلقت وزارة الصحة والسكان حزمة إجراءات ملزمة للمنشآت الطبية الخاصة، بهدف الحد من العمليات القيصرية غير المبررة وتشجيع الولادة الطبيعية الآمنة. وتشمل هذه الإجراءات إلزام المستشفيات بتقديم تقارير شهرية عن نسب الولادات القيصرية وأسبابها، وتطبيق أدوات عالمية مثل البروجرام لمتابعة المخاض وتصنيف روبسون لتوثيق الحالات. كما شددت الوزارة على متابعة دورية من مديريات الصحة لضمان الالتزام بالمعايير وتحسين جودة خدمات النساء والتوليد، بما يعزز سلامة الأمهات والأطفال.

الخلاصة

مصر تسجل أعلى معدل عالمي للولادة القيصرية بنسبة 72%، وهو رقم يتجاوز كثيرًا توصيات منظمة الصحة العالمية. الإفراط في القيصرية دون ضرورة طبية يضاعف مخاطر صحية على الأمهات مثل النزيف والجلطات، ويؤثر على خصوبة النساء وعلى صحة الأطفال بزيادة احتمالية الإصابة بالربو والحساسية. كما يشكل عبئًا اقتصاديًا ضخمًا على قطاع الصحة. وللحد من هذه الظاهرة، أطلقت وزارة الصحة إجراءات ملزمة للمستشفيات الخاصة لتعزيز الولادة الطبيعية الآمنة ومتابعة دقيقة للإحصاءات الطبية.

Profile Picture

Mariam Rafaat (مدققة معلومات)

صحفية حاصلة على بكالوريوس إعلام من جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، تخصص إذاعة وتليفزيون (2023/2024...

سياسات التصحيح

يتيح فريق أخبار ميتر المساحة المناسبة لرد الأشخاص المعنيين والجمهور على المعلومات الواردة في عملية تقصي الحقائق بتصحيحها بشفافية كاملة. يمكن التواصل معنا عبر بريد الموقع الإلكتروني [email protected]. كما يتكفل الفريق بإجراء التصحيحات اللازمة حال التأكد من صحة المعلومات وقبولها في أسرع وقت ممكن. قدم من هنا

مزيد من المقالات

نشرة أخبار ميتر
للاطلاع على تقييمات المواقع الأكثر شعبية وأبرز الأخبار الكاذبة.
نحن نهتم بحماية بياناتك. اقرأ سياسة الخصوصية