اضطرت المنظمات الإعلامية البريطانية إلى إجراء سلسلة من التصحيحات والمراجعات خلال الأشهر الأخيرة فيما يتعلق بالتغطية الصحفية عن أخبار المسلمين، وقد قام المقداد فيرسي، الأمين العام المساعد للمجلس الإسلامي البريطاني، بتنفيذ مشروع شخصي لتتبع مقالات عن الإسلام والمسلمين من أجل الكشف عن التحريف وعدم الدقة، وقد حصل على ما يقرب من 20 تصحيح وسحب لمقالات، ويجري النظر في 20 شكوى أخرى من قبل منظمة الصحافة "ايبسو"، وقد تم رفض عدد منها.
وذكر فيرسي إنه من بين تلك المنشورات والأخبار التي تم تصحيحها فيما بعد ما نشره موقع جريدة "The Sun" عن هجوم مروع على سوبر ماركت إسباني لشخص يحمل معه حقيبة مليئة بالبنزين والبارود وهو يردد "الله أكبر"، وبعد شكوى فيرسي، تغير عنوان الخبر وإزالة جملة "الله أكبر"، كما اشتمل على إنكار الشرطة المحلية والمتحدث باسم سلسلة محلات السوبر ماركت لهتاف المشتبه به ب "الله أكبر"، وأرفقت "The Sun" اعتذاراً مع التصحيح، في حين لم تصحح "The Daily Mail" ولا "Express" تلك العناوين.
كما ذكر فيرسى خبراً آخر يتعلق بجريمة قتل، فيما وصفه موقع "Mail OnLine" بإنها جريمة شرف ذات دوافع دينية، والذى ذكر الأمر نصاً فى وصفه للحادثة بإعتبارها "Islamic honour Killing"، وتعجب فيرسي من ذلك في شكواه، قائلاً أن "جرائم الشرف" ليست متعلقة بدين معين، وإنما هى شيء متأصل في الثقافة الشرقية بشكل عام، ودافع فيرسي عن الإسلام كونه دين لا يدعم ما يسمى بـ"جرائم الشرف".
أضاف فيرسى "تلعب الصحافة دوراً حيوياً في بريطانيا، وبالرغم من العمل الرائع الذي يقوم به العديد من الصحفيين، إلا إنه يذهب سدى بسبب التدفق المستمر من التقارير السلبية وغير الدقيقة عن المسلمين، ويجب على محرري الصحف النظر بجدية للأمر، ليطرحوا على أنفسهم سؤالاً، فهل مثل هذا العدد الكبير من الأخبار والمقالات غير الدقيقة التى تشوه سمعة الإسلام تتماشى مع المعايير الأساسية للمهنية الصحفية والإعلامية التي يَدَعون إنهم يلتزمون بها، والتى يترتب على عدم مراعاتها عواقب وخيمة، لأن متطرفى اليمين يتقاسمون هذه القصص الكاذبة، ويستخدمونها من أجل تصعيد العداء تجاه المسلمين، كما قال فيرسى إنه يتعين على "ايبسو" أن تنظر فى فرض عقوبات أشد على مثل هذه الاخطاء الصحفية الخطيرة، كما يجب أن يكون هناك رادع قوى للإبلاغ عن أى خروج عن المعايير المهنية التي تعهد بالالتزام بها الصحفيين الأعضاء فى منظمة إيبسو الصحفية.
وقد وجدت دراسة أجرتها جامعة كامبردج في العام الماضي إن التركيز على "الروايات السلبية" في التقارير الإعلامية عن المسلمين في المملكة المتحدة يسهم في جو من العداء المتزايد.
Topics that are related to this one