ادعاءات متداولة عن تغيير الموقف المصري في القمة العربية الأخيرة وسط نفي رسمي قاطع من السلطات المصرية
انتشرت على منصة التواصل الاجتماعي "إكس" منشورات تزعم أن مصر وافقت على استقبال نصف مليون نازح فلسطيني في مدينة مخصصة لهم بشمال سيناء، مما أثار جدلًا واسعًا بين المستخدمين. فما حقيقة هذه الادعاءات؟
ما القصة؟
في 21 و22 مارس 2025، تداول مستخدمون على منصات التواصل الاجتماعي، خاصةً عبر "إكس"، منشورات تزعم أن مصر غيّرت موقفها خلال اجتماعها الأخير مع القادة العرب، ووافقت على استقبال نصف مليون نازح فلسطيني مؤقتًا في مدينة مخصصة لهم بشمال سيناء، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "الأخبار" اللبنانية. (الأرشفة 1 - 2 - 3 - 4 - 5).
كيف تحققنا؟
بحثت معدّة التقرير عن التقرير الأصلي الذي نشرته صحيفة "الأخبار" اللبنانية حول موافقة مصر على استقبال نصف مليون فلسطيني في شمال سيناء، لكن تبين أنه قد تم حذفه لاحقًا.
وفي 21 مارس 2025، أصدرت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية بيانًا رسميًا نفت فيه بشكل قاطع صحة هذه الادعاءات، مؤكدة أنها عارية تمامًا عن الصحة. وشدد البيان على أن مصر لم توافق على أي خطط لنقل سكان من غزة إلى أراضيها، سواء مؤقتًا أو دائمًا، باعتبار ذلك خطًا أحمر يتعارض مع الأمن القومي المصري.
وأكد البيان أن مصر ثابتة على موقفها الرافض منذ بداية الحرب على غزة في أكتوبر 2023، إذ تعتبر أن أي محاولة لتهجير الفلسطينيين، سواء قسرية أو طوعية، تمثل تصفية للقضية الفلسطينية وتشكّل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي المصري. كما أشار إلى أن مصر طرحت خطة لإعادة إعمار قطاع غزة خلال القمة العربية الطارئة الأخيرة، دون التطرق إلى أي عمليات تهجير، وقد حظيت هذه الخطة بموافقة عربية بالإجماع.
أبرز قرارات القمة العربية الأخير
في 4 مارس 2025 عُقدت قمة عربية طارئة في القاهرة بدعوة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وبالتنسيق مع ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، الرئيس الحالي للقمة العربية، وبناءً على طلب دولة فلسطين لمناقشة التطورات الأخيرة في القضية الفلسطينية.
ومن أبرز القرارات التي خرج بها الاجتماع:
- التأكيد على حل الدولتين كسبيل لتحقيق السلام العادل والشامل، مع ضمان حقوق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
- رفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين أو تغيير التركيبة السكانية في الأراضي المحتلة.
- إدانة سياسات الحصار والتجويع المفروضة على غزة، والمطالبة بدعم دولي عاجل لإعادة إعمار القطاع.
- الدعوة إلى نشر قوات دولية لحفظ السلام ووقف العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية وقطاع غزة.
- المطالبة بدعم الأونروا في تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين، وملاحقة المسؤولين عن الجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.
- إدانة الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا ولبنان، والتأكيد على دعم استقرار وأمن البلدين.
الادعاءات حول موافقة مصر على استقبال نصف مليون فلسطيني في شمال سيناء "غير صحيحة"، حيث نفت السلطات المصرية رسميًا هذه المزاعم، وأكدت رفضها القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين. الموقف المصري ثابت ولم يتغير، ويدعو إلى إعادة إعمار غزة دون تهجير سكانها. لذلك، من الضروري توخي الحذر عند تداول المعلومات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، والتأكد من مصادرها لتجنب نشر الشائعات.
تصنيفات الموضوعات
مريم رأفت (مدققة معلومات)
صحفية حاصلة على بكالوريوس إعلام من جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، تخصص إذاعة وتليفزيون (2023/2024...
صحفية حاصلة على بكالوريوس إعلام من جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، تخصص إذاعة وتليفزيون (2023/2024). لديها خبرة ثلاث سنوات كمراسلة في قسم الأخبار والتحقيقات بجريدة المصري اليوم، وتعمل كمدققة حقائق في موقع أخبار ميتر. وهي متخصصة في تحديد الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة وتفنيدها، وخاصة تلك التي تنتشر على نطاق واسع على منصات التواصل الاجتماعي. ومن خلال عمليات التحقق الصارمة، تضمن وصول المعلومات الدقيقة إلى الجمهور.
يتيح فريق أخبار ميتر المساحة المناسبة لرد الأشخاص المعنيين والجمهور على المعلومات الواردة في عملية تقصي الحقائق بتصحيحها بشفافية كاملة. يمكن التواصل معنا عبر بريد الموقع الإلكتروني [email protected]. كما يتكفل الفريق بإجراء التصحيحات اللازمة حال التأكد من صحة المعلومات وقبولها في أسرع وقت ممكن.
هل لديك تصحيح أو معلومة غائبة ترغب بإضافتها؟ 📱 تواصل معانا