خوسيه أورتيجا سبوتورنو .. صحفي أسباني شهير

خوسيه أورتيغا سبوتورنو، صحفي وناشر إسباني، كان والده الفيلسوف الشهير خوسيه أورتيجا ياجاسيت ووالدته هي روزا سبوتورنو توبيت، وأنشأ خوسية مؤسسة النشر الورقية "Allianza Editorial " وصحيفة "El País" الإسبانية اليومية، التي سرعان ما أصبحت الصحيفة الإسبانية الأكثر مبيعاً، وتُعد تلك الصحيفة من أهم إنجازاته على الإطلاق.

وُلد سبوتورنو وتعلم في مدريد، ودرس في كلية البكالوريا في معهد مدريد، ويجزم أى من تتبع مسار حياته المهنية إن تعليمه بمعهد مدريد هو السبب الرئيسى فى أن يتجه لهذا المسار، حيث كان لتلك الفترة اثراً بالغاً فى تكوين أفكاره ومعتقداته حيث أدت إلى انتهاجه واعتناقه الأيديولوجية الليبرالية والاتجاه العلماني.

وبعد انتهاء الحرب العالمية الثاني في عام 1946 أطلق أورتيجا سبوتورنو مجلة " La Revista de Occidente"، وهي مجلة ثقافية شهرية أسسها في الأصل والده في عام 1923، وعلى الرغم من دراسته لعلوم الزراعة، إلا أن قيامه بدور محرر لتلك المجلة عزز لديه الاهتمام بالكتابة والنشر.

رأى أورتيجا سبوتورنو ضرورة إنشاء دار نشر، فقام بإنشاء واحدة باسم أليانزا، كان يهدف من خلالها إلى زيادة عدد القراء فى اسبانيا، وتطوير حركة نشر الأدب، وتقديم منتوج جديد للجماهير، وذلك من خلال نشر كتب الأدب الكلاسيكي والأدب الجديد للكتُاب الإسبان والأجانب وبيعها بأسعار معقولة، وكان لكتب أليانزا لها تصميم ومظهر رائع، وهي ميزة استُخدمها أورتيجا سبوتورنو فى محاولة ذكية منه لجذب الناس للقراءة، وقد كان هذا شيء مهم بشكل خاص في بلد لم تكن القراءة فيه هواية شعبية.

وعلى عكس دار النشر أليانزا، فإن مشروع أورتيجا سبوتورنو القادم لم يكن ليتم إلا بسقوط الحكم الفاشي في إسبانيا، وذلك بعد وفاة ديكتاتور إسبانيا فرانكو في عام 1975، حيث وأتت فرصة لأورتيجا بتأسيس "إل بايس" في مايو 1976، وسرعان ما استطاعت جريدة بايس تحقيق أعلى تداول من أي صحيفة في إسبانيا.

وُصفت إل بايس على أنها "راية التحول الديمقراطي في إسبانيا"، حيث اتخذت فور إنشائها موقف قوي مؤيد للعفو وللمطالبة بالإفراج عن جميع السجناء الذين سجنهم فرانكو بسبب جرائم سياسية.

كان أورتيجا سبوتورنو لفترة وجيزة عضواً في الجمعية الدستورية التي صاغت الدستور الديمقراطي الجديد لإسبانيا، بين عامي 1977 و 1979، وتنحى عن رئاسة مجلس إدارة "إل بايس" في عام 1984، وتم تكريمه والاعتراف بدوره في تأسيس الصحيفة، وبين ترك "إل بايس" ووفاته، نشر أورتيغج سبوتورنو ثلاث روايات وكان على وشك الانتهاء من الرابعة عن تاريخ عائلته إلا أنه توفي بسبب إصابته بالسرطان في عام 2002.