نشر حساب عبر موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، مجموعة صور (مؤرشف) تظهر إحداها افتتاح مقابر "ليشع ومنشه" اليهودية بعد ترميمها، بينما عرض الناشر صورة أخرى لهدم قبة الإمام الشافعي، مشيرًا إلى وقوع الحدثين في نفس التوقيت.
من خلال البحث العكسي وجد فريق "أخبار ميتر" أن الصورة المستخدمة في الادعاء مأخوذة من مقطع فيديو نشرته قناة الحرة بتاريخ 21 نوفمبر 2022، يوثق افتتاح مقابر "ليشع ومنشه" اليهودية بعد ترميمها بمساهمة أمريكية.
وقد افتتحت السفارة الأمريكية في القاهرة المقابر المذكورة بتاريخ 20 نوفمبر 2022 بعد ترميمها، وتُعد هذه المقابر الجزء الوحيد المتبقي من مقابر اليهود القرائين، المعروفة بمقابر البساتين، وتُعتبر أقدم مقابر يهودية قابلة للزيارة في العالم.
قدمت وزارة الخارجية الأمريكية منحة بقيمة 150 ألف دولار أمريكي من صندوق السفراء الأمريكيين للحفاظ على التراث الثقافي، بالشراكة مع المركز الأمريكي للأبحاث (ARCE) ومنظمة "Drop of Milk Foundation"؛ بالإضافة إلى تبرعات خاصة من الجالية اليهودية القرائية في أمريكا. وبذلك يكون تمويل ترميم المقابر قد جاء من الحكومة الأمريكية.
في 22 أكتوبر 2024، نشر مصور فوتوجرافي عبر حسابه على "فيسبوك"، صورًا توثق أعمال الإزالة الجارية في مقابر الإمام الشافعي، ومنها قبة مستولدة محمد علي باشا. وقد انتشرت هذه الصور بشكل واسع، مما أثار استياء العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، فيما علقت شخصيات عامة مثل الإعلامية لميس الحديدي علقت على الحدث.
وفي 23 أكتوبر 2024، أوضح مجدي شاكر، كبير الأثريين، في تصريحات تلفزيونية مع برنامج على مسئوليتي على قناة صدى البلد، أن الموقع الذي جرت فيه عمليات الهدم لا يعتبر جزءًا من الآثار المسجلة وفق قانون الآثار رقم 117 لعام 1983، مشيرًا إلى أن هناك 200 أثر مسجل بجانب القبة التي جرت إزالة أجزاء منها، ولم يتم المساس بهم.
ومن الجدير بالذكر أن وزارة السياحة والآثار لم تصدر أي تعليق على الموضوع حتى الآن.
يتضح مما سبق، أن ناشر الادعاء حاول تضليل مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي من خلال الربط بين ترميم المقابر اليهودية وهدم المقابر الإسلامية. ولكن، وكما تبين، فإن ترميم المقابر اليهودية حدث قديم يعود إلى عام 2022، وبتمويل منحة أمريكية. لذا، يُنصح دائمًا بالتحقق من مصادر الفيديوهات ومراجعة محتواها الأصلي وتوقيتها عبر البحث العكسي، لتجنب تداول معلومات مضللة.
مصادر الادعاء
مصادر التحقق
تداولت حسابات صورًا تزعم تزامن ترميم مقابر يهودية مع هدم قبة الإمام الشافعي، لكن تحقق "أخبار ميتر" كشف أن ترميم مقابر "ليشع ومنشه" تم عام 2022 بتمويل أمريكي، ولا علاقة له بالأحداث الجارية. أما الهدم فقد طال مباني غير مسجلة كآثار، وفق تصريحات مسؤولين أثريين.
ندى محمد (مدققة معلومات)
حاصلة على درجة البكالوريوس في الاتصال الجماهيري من جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا. صحفية متخصصة في...
حاصلة على درجة البكالوريوس في الاتصال الجماهيري من جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا. صحفية متخصصة في كتابة القصص ولديها خبرة في كل من وسائل الإعلام المطبوعة والإلكترونية، وفي تطوير المقالات والتحقيق في القضايا. والاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي لزيادة المشاركة والاستجابة للأخبار العاجلة، مع خلفية قوية في التحقق من المعلومات. عملت كصحفية في جريدة المصري اليوم منذ نوفمبر 2021، وغطت مجموعة من الموضوعات والأحداث. تعمل حاليًا كمدققة للمعلومات في قسم التحقق بأخبارميتر منذ أكتوبر 2023، لضمان دقة المعلومات واكتشاف المعلومات المضللة.
The Akhbarmeter team provides a space for stakeholders and the public to respond to information contained in the fact-checking process and correct it with complete transparency. You can contact us via our email at [email protected]. The team will also undertake to make the necessary corrections as soon as possible once the information is confirmed and accepted. Apply here
Do you have a correction or missing information you would like to add? 📱 Contact us
Topics that are related to this one