انتشرت مؤخرًا على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك (مؤرشف)، منشورات تدّعي أن شركتي "بيبسي" (مؤرشف) للمشروبات الغازية و"ليبتون" (مؤرشف) للشاي تعتزمان بيع وإغلاق فروعهما في مصر (مؤرشف) بعد تكبد خسائر بنسبة 70% نتيجة المقاطعة التي أطلقها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي (مؤرشف) ضد المنتجات الأجنبية الداعمة لإسرائيل في حربها على غزة.
التحقق من الادعاء:
قام فريق "أخبار ميتر" بالتحقق من صحة هذا الادعاء وبعد البحث تبيّن أن:
شاي ليبتون
شركة "يونيليفر" باعت أعمالها العالمية في قطاع الشاي، بما ذلك العلامة التجارية "ليبتون"، لشركة "إيكاتيرا" التي استحوذ عليها صندوق "CVC Capital Partners" في عام 2021 مقابل 4.5 مليار يورو.
وقد أظهرت أحدث تقارير الصندوق، الصادرة في أغسطس 2024، تحقيق نمو في الأصول المالية غير المتداولة بنسبة 63% لتصل إلى 142.4 مليار يورو بنهاية يونيو 2024، مما يتعارض مع الادعاءات المتداولة حول تكبد خسائر.
بالإضافة إلى ذلك، أظهرت خطط "إيكاتيرا" لعام 2025 أن الشركة تهدف إلى تحقيق الاستدامة الكاملة في منتجاتها، ما يؤكد على استمرارها في السوق ويدحض الادعاءات حول نية التصفية أو تكبد خسائر بعد حملة المقاطعة.
حق الرد
تواصل فريق "أخبار ميتر" مع شركة "إيكاتيرا" عبر موقعها الرئيسي للحصول على رد رسمي على الادعاء، سواء بالتكذيب أو بتوضيح مزيد من التفاصيل. قمنا بعرض نص الادعاء وطالبنا بالتوضيح حتى ننشره ضمن سياق التقرير. غير أنه بعد الارسال ظهر رد آلي يوضح استلام الرسالة وأنها قيد المراجعة. وحتى وقت نشر التقرير لم نتلق أي رد.
ولم يكتف الفريق بالتواصل عبر الموقع الرسمي فقط، حيث تم التواصل أيضًا عبر الحساب الرسمي على فيسبوك برسالة أخرى لضمان وصولها بأكثر من طريقة، وأيضًا لم يتم الرد حتى الآن.
بيبسي
بالنسبة لشركة "بيبسي"، تبين من خلال تتبع أرباحها ربع السنوية أن الشركة، حققت في الربع الرابع من 2023 (من أكتوبر إلى ديسمبر) أي في بداية الحرب على غزة، زيادة في الأرباح بنسبة (0.5)%، ونمو بنسبة 4.5%.
بينما حققت في الربع الأول من 2024 (من يناير إلى مارس)، زيادة في الأرباح عن الربع السابق بنسبة 2.3%، ونمو بنسبة 2.7%. وبالنسبة لـ الربع الثاني من 2024 (أبريل إلى يونيو)، حققت الشركة مرة أخرى زيادة في الأرباح بنسبة 0.8%، ونمو بنسبة 1.9%.
وما سبق ينفي بشكل قاطع بالأرقام، ادعاء تكبد الشركة خسائر بلغت 70%. هذا مع الوضع في الاعتبار أنه حتى وقت كتابة هذا التقرير لم تكن "بيبسيكو" قد أصدرت تقرير أرباح الربع الثالث من عام 2024 الخاص بأشهر( يوليو إلى سبتمبر).
حق الرد
كما تم مع "ليبتون"، قام فريق "أخبار ميتر" بالتواصل مع المسؤولين الإعلاميين في شركة "بيبسيكو"، للتعليق على هذا الادعاء، وذلك انطلاقًا من منهج أخبار ميتر الذي يكفل حق الرد.
بيبسي ترد بعد نشر التقرير
وصلنا رد رسمي من الشركة الأم بتاريخ 4 سبتمبر 2024، بعد نشر التقرير، نفت فيه صحة المعلومة المتداولة حول إغلاق فروعها في مصر بعد تكبدهم خسائر كبيرة.
أكدت أندريا فويت، نائب رئيس قسم الاتصالات في شركة بيبسيكو، لفريق "أخبار ميتر"، أن الشركة ملتزمة بشدة بالتواجد في السوق المصري، وهو التزام حافظوا عليه على مدى الـ 75 سنة الماضية.
وأضافت فويت أن مصر تٌعد سوقًا استراتيجيًا لشركة بيبسيكو. في السنوات الأربع الماضية، استثمرت الشركة فيها أكثر من 515 مليون دولار أمريكي، ويعمل لديها أكثر من 14,000 موظف (ما بين موظفين بدوام كامل وقوى عاملة مؤقتة)، بالإضافة إلى 5,000 مزارع، وعشرات الآلاف من الموردين والشركاء، مما يساهم في خلق ودعم آلاف فرص العمل غير المباشرة ويؤثر على حوالي 200,000 شخص بشكل غير مباشر.
أكدت فويت، أن بيبسيكو تمتلك أكثر من 9 مصانع و34 مركز توزيع في مناطق مختلفة من مصر من القاهرة، الجيزة، الإسكندرية، طنطا، المنيا، إلى أسيوط. جميع المنتجات يتم تصنيعها بواسطة خطوط إنتاج يديرها عمال مصريون بنسبة 100%، وهم يعملون دائماً على توسيع التصنيع المحلي والزراعة في مصر.
المقاطعة في مصر
انطلقت حملات المقاطعة في مصر في 23 أكتوبر 2023 احتجاجًا على العدوان الإسرائيلي على غزة، وفي هذا السياق، شهدت الحملات تجاوبًا واسعًا من قبل المواطنين في مصر والعالم العربي، حيث انتشرت قوائم بأسماء الشركات الداعمة لإسرائيل على وسائل التواصل الاجتماعي، تحث المستهلكين على التوقف عن شراء منتجاتها.
ومن بين هذه الشركات، كانت "بيبسيكو" هدفًا رئيسيًا للمقاطعة بسبب ارتباطها بتبرعات مباشرة لدعم جهود الإغاثة في إسرائيل، وهو ما اعتبره كثيرون انحيازًا واضحًا لصالح الجانب الإسرائيلي في الصراع. وقد ساهمت هذه الحملات في زيادة الوعي الشعبي حول تأثير الاستهلاك الفردي على القضايا السياسية العالمية، حيث أصبح المستهلك العربي أكثر حرصًا على معرفة خلفيات الشركات التي يتعامل معها واختيار البدائل المحلية أو تلك التي تتوافق مع مواقفه الأخلاقية والسياسية.
بعد التحقيق، تبين أن الادعاءات حول إغلاق وبيع فروع "بيبسي" و"ليبتون" في مصر نتيجة خسائر بسبب المقاطعة غير صحيحة، وتفتقر إلى الأدلة الداعمة.
تنوية: تم التعديل على التقرير بتاريخ 4 سبتمبر 2024، بعد النشر بيومين فقط، وذلك لإضافة الرد الرسمي لشركة بيبسي الذي وصلنا بشكل رسمي على البريد الإلكتروني، والذي نفت فيه الشركة صحة المعلومة المتداولة حول إغلاق فروعها في مصر بعد تكبدهم خسائر كبيرة.
مصادر الادعاء
مصادر التحقق
يتيح فريق أخبار ميتر المساحة المناسبة لرد الأشخاص المعنيين والجمهور على المعلومات الواردة في عملية تقصي الحقائق بتصحيحها أو رفضها بشفافية كاملة. يمكن التواصل معنا عبر بريد الموقع الإلكتروني أو صفحاتنا على مواقع التواصل الاجتماعي. كما يتكفل الفريق بإجراء التصحيحات اللازمة حال التأكد من صحة المعلومات وقبولها في أسرع وقت ممكن.