قالت الفنانة لقاء الخميسي، خلال مقابلة تليفزيونية في برنامج أسرار مع الإعلامية أميرة بدر على قناة النهارة، إن مصر قبل الإسلام والمسيحية كانت دولة يهودية.
الحقيقة
تشير الروايات التاريخية إلى ارتباط الوجود اليهودي في مصر بقدوم النبي يوسف عليه السلام لمصر وتوليه خزينة مصر حينها، ثم قدوم النبي يعقوب عليه السلام وعشيرته إلى مصر.
تلك الروايات توضح أن عشيرة يعقوب تناسلت وكثرت مع مرور الوقت، حتى خرج منهم نبي بني إسرائيل موسى عليه السلام.
ثم خروج اليهود أو "بني إسرائيل" من مصر مع سيدنا موسى بعد تنكيل فرعون لهم، ثم عادوا مرة أخرى في عهد إرميا النبي، تزامنا مع حكم ملوك الأسرة 26 الفرعونية.
ووفقاً لـ سفر إرميا، بدء اليهود دخول مصر في فترة حكم الملك إبريز أحد ملوك الأسرة الـ 26 وحكم مصر في الفترة (589 قبل الميلاد - 570 قبل الميلاد)، ورحب إبريز باللاجئين اليهود
وخصص لهم بعض قرى بالقرب من مستعمراته الحربية في «دافني» (ادفينا الحالية)، ومن ثم انتشروا في المقاطعات المجاورة حتى الوجه القبلي، كانت مصر تلك الفترة تحت احتلال كلاً من الآشوريين عام 670 قبل الميلاد، ثم الفرس حتى انتهى حكم الفراعنة مع الأسرة الــ 30 ودخول الإسكندر الأكبر مصر، ومن بعده بداية العصر البطلمي.
في القرن العشرين، تم اكتشاف واحدة من أقدم النقوش اليهودية الموجودة في مصر، بكفر الدوار على لوح رخامي، وتحتوي على إهداء للملك بطليموس الثالث يورجيتس الأول (246-221 قبل الميلاد) وعائلته، وحسبما ذكر كتاب اليهود في مصر الهلنستية والرومانية (صفحة 107-108)، فهذا يعني أن المجتمع اليهودي خلال فترة حكم الإسكندر الأكبر والعصر البطلمي، كانوا مستقرين بالإسكندرية وما يجاورها، وخدم جزء منهم بالجيش وكان بعضهم فيما يسمى وقتها بـ "شرطة النيل"، وكان لهم مدافن في حي الإبراهيمية، استمر حكم البطالمة لمصر حتى عام 30 قبل الميلاد.
دخلت المسيحية مصر فى منتصف القرن الأول الميلادى، ومع دخول القديس مرقس الإسكندرية عام 65 ميلادياً تأسست أول كنيسة في مصر، وكانت مصر وقتها مازالت تحت الحكم الروماني، تم تدمير المجتمع اليهودي في مصر على يد الرومان خلال ثورة في أوائل القرن الثاني وفقاً لكتاب The Coming of Roman Rule، واتخذ القبط من السنة التى اعتلى فيها دقلديانوس العرش عام 284 ميلادياً بداية للتقويم القبطى.
في ديسمبر 639، دخل الصحابي عمرو بن العاص مصر لأول مرة بمصاحبة 4 آلاف رجل، وكان حاكم مصر الحالي وقتها بطريرك الإسكندرية سايروس ووفقاً لكتاب "تاريخ الحروب الصليبية"، كان سايروس غير حكيم وفاسد وكان حكمه مكروهًا للغاية لدرجة أن عمرو لم يجد صعوبة في العثور على حلفاء بين رعاياه، وحسبما ذكرت بوابة محافظة القاهرة رحب اليهود بعمرو بن العاص لسخطهم من البطريرك السكندري.
في أوائل عام 640، دخل عمرو بن العاص قلعة بيلوزيوم الحدودية الكبرى، بعد حصار دام شهرين، وفي نوفمبر 641 وقع سايروس استسلام الإسكندرية، وتم فتح مصر بشكل كامل.
من خلال التحقق من عدد من المصادر التاريخية، اتضح لمعدة التقرير، أنه على الرغم من تواجد اليهود في مصر على مر العصور، إلا أنهم لم يصلوا قط إلى الحكم، وهو ما يعني أن مصر لم تمر بفترة حكم "يهودي" في تاريخها، وهو ما ينفي ادعاء لقاء الخميسي.
تجدر الإشارة إلى أن لقاء الخميسي، كانت قد أدلت بتصريحات مثيرة للجدل خلال المقابلة، ومنها أنها مسلمة رغم ديانة والدتها مسيحية، وكذلك اتفاقها مع ما يتم الترويج له حول ما يسمى "الديانة الإبراهيمية".
مصادر الادعاء
- ادعاء 1
مصادر التحقق
- اليهود في مصر الهلنستية والرومانية
يتيح فريق أخبار ميتر المساحة المناسبة لرد الأشخاص المعنيين والجمهور على المعلومات الواردة في عملية تقصي الحقائق بتصحيحها أو رفضها بشفافية كاملة. يمكن التواصل معنا عبر بريد الموقع الإلكتروني أو صفحاتنا على مواقع التواصل الاجتماعي. كما يتكفل الفريق بإجراء التصحيحات اللازمة حال التأكد من صحة المعلومات وقبولها في أسرع وقت ممكن.