التغطية الصحفية والإعلامية لخان شيخون

09/04/2017 
5 دقائق للقراءة
كتابة: AkhbarMeter 
التصنيف: أخرى

لم تكف التطبيقات الإلكترونية والمواقع الصحفية والإعلامية عن بث أخبار تحت عنوان "عاجل" عن مقتل الآلاف في خان شيخون بسوريا جرّاء مذبحة جديدة، فكل وكالات الأنباء العالمية والإقليمية والمحلية سارعت بالقيام بتغطية مكثفة للموقف، وبث الأخبار بالصور الحية من المشهد للجمهور المتعطش للمعرفة والقلق للغاية من مصير سوريا في كل بقاع الأرض، ومع هذا، فقد فرضت التحيزات السياسية بعض التوجهات التي انتهجتها الصحف المختلفة، سواء في الصحف العالمية أو المحلية والإقليمية.


فبينما تعاملت المؤسسات الصحفية والإعلامية الأمريكية مع الخبر بحيادية سعت بها لنقل الأحداث بتغطية صحفية مهنية، اتخذت الصحافة الروسية موقفاً غامضاً تجاه الأزمة، حيث ذكرتها باقتضاب من باب العلم بالشىء، لكنها لم تتوغل في تفاصيل الأمر، نظراً لمصلحة روسيا القومية في سوريا والمتمثلة في ميناء أبو طرطوس، والذى يدفع روسيا إلى حد التدخل العسكرى لدعم بشار فى سوريا من أجل حمايته، ولذلك لم تسهب في تفاصيل المواقف ولم تحاول اجترار أبعاده، خصوصاً وإن روسيا مازالت تعانى ويلات تفجير مترو بيترسبرج منذ يومين فقط، ولذا فإن الأمر لا يحتمل أي مخاطرات بأمن الوطن، ومن ثم توقفت عند حد ذكر خطوطه العريضة، غير هذا لم تترك صحيفة عالمية الخبر إلا وتناولته بالتحليلات ووثقته بالصور والفيديوهات من قلب الحدث.


وعن الإعلام الإقليمى والمحلى، نجد المؤسسات الصحفية والإعلامية العربية بشكل عام اهتمت بتغطية الحدث وإمداد الجمهور بالأخبار اللازمة عنه، لكن أغلبها لم يراعى المهنية الإعلامية من ضرورة الالتزام بالموضوعية والحيادية في التغطية والتحليل، فيُلاحظ في إعلام الخليج تصوير بشار بمجرم الحرب القاتل غير المتورع عن قتل الأطفال، ونحن لسنا هنا بصدد الحكم على مدى صحة الأمر، وإنما نرى في هذا معارضة الخليج وبخاصة السعودية لوجود بشار الأسد في الحكم خوفاً من انتشار المد الشيعي في المنطقة العربية، وهو ما كان يدفعهم لمساندة المتمردين في المقام الأول، وبالتالي تتأثر المؤسسات الصحفية والإعلامية بما ترتأيه دولتها من أشياء تعد في نظرها مصلحة قومية.


وعن الصحافة المحلية، فقد واكبت المؤسسات الصحفية والإعلامية المصرية الخبر من خلال عرض تفاصيله فحسب للجمهور، بدون التطرق لأى تحليلات أو نقاشات حوله، فقط تذكره من أجل التغطية الصحفية في حد ذاتها لا أكثر ولا أقل.


من كل ما سبق، نستطيع أن نستشف الاختلاف القوى في ردود الفعل الصحفية والإعلامية حول الحادثة من مختلف أنحاء العالم، ونتأكد، إن المصلحة القومية للدولة محركاً أساسياً في رؤية صحافتها وإعلامها لأحداث البيئة الدولية.

مزيد من المقالات

نشرة أخبار ميتر
للاطلاع على تقييمات المواقع الأكثر شعبية وأبرز الأخبار الكاذبة.
نحن نهتم بحماية بياناتك. اقرأ سياسة الخصوصية