الفيسبوك كمصدر إخباري

09/03/2017 
5 دقائق للقراءة
كتابة: AkhbarMeter 
التصنيف: أخرى

نظرة إلى عام 2016

قام نيك نيومان الإعلامي المخضرم والباحث في معهد رويترز وأحد الآباء المؤسسين لشبكة البي بي سي الإخبارية بإعداد تقرير شاملا حول الإعلام و تنبؤاته بشأن 2017 . و يعد هذا التقرير مادة مرجعية مؤسسة لكل من يتسائل عن حقيقة خبو نجم الصحافة التقليدية لصالح الصحافة الرقمية ومستقبل الحياد والشفافية في كل منهما

. التقرير مهم جدا و قد قمنا بترجمة أحد أجزائه لكم ،وهو الجزء المتعلق بالأداء الإعلامي لكل المؤسسات الإعلامية الكبرى على مستوى العالم وما بينها من مواجهات.

تحت عنوان نظرة إلى عم 2016 يقول نيومان أن عام 2016 كان عاما تاريخيا حيث انتخب ترامب و حدث البريكست ( الاستطلاع الذي وافق فيه البريطانيون على الخروج من الاتحاد الأوروبي) ،كما ابتليت أوروبا بعدة هجمات إرهابية ،و تم تدمير حلب بالكامل و مات ديفيد بوي ( أحد أهم مغني الروك في العالم) .

هذه الأحداث صدمت العالم ،و لكنه كان عاما تحول فيه الاعلام نفسه إلى خبر . كانت الكلمة التي اختارها قاموس أكسفورد لهذا العام هي : عام ما بعد الحقيقة ،و هي كلمة تعكس كيف أننا أصبحنا في عالم أصبحت فيه الموضوعية أقل تأثيرا في تشكيل الرأي العام الذي بات يميل إلى العواطف" .

لقد شوه بعض الخبراء و المعلقون الأخبار حتى تحولت ليست فقط إلى متحيزة بل إلى مزيفة . كشفت الباز فيد الميكانيكيات الجدلية لتلك الظاهرة مبينة الخطوات الضخمة التي تُظهر كيف أن وكالات الأخبار و التصريحات الكبرى اعتمدت تحقيقات صحفية مبنية على المتابعة والتحقيق . وفي تناقض حاد وجدنا كيف أن البحث الذاتي عبر الصحافة التقليدية أصبح غير موجود تقريبا، وكيف غابت الحقائق أو تعرضت لسوء تقدير في بعض القصص ،و كيف أن الثقة بين القديم و الجديد انخفض إلى أدنى مستوياته .

بالنسبة لكثيرين كان ذلك دليلا قاطعا على الطبيعة الفاسدة للانترنت . هل كانت شركات الإعلام مشغولة جدا بالتريند ( الاتجاهات الخبرية) و التكنولوجيا ؟هل كانوا جزءا من فقاعتهم المفلترة الخاصة بهم ؟ هل نسوا أن يتحدثوا مع الناس الحقيقين؟ و لكن جزءا من التحليل يذكرنا أيضا بالهيكلية االإقتصادية والخلفية الاجتماعية ،و كيف أصبحت الصحافة مليئة بالتجاريف خارج المراكز الميتروبوليتانية.

أدى الإنخفاض المضاعف في الإعلانات إلى اتباع سياسيات الدمج ،وخفض الوظائف و إغلاقات متعددة في أوساط الإعلام التقليدي بحيث أصبح أكثر وضوحا على مدى عام كيف أن المنصات التكنولوجية قادرة على الاستفادة من حجمها للدفع بغالبية الإعلانات ذات الإيرادات الكبيرة لتكون على شبكة الانترنت .

كان ذهب كل النمو تقريبا بنسبة 99% إلى جوجل أوفيس بوك بين الربع الثالث من عام 2015 و نفس الفترة عام 2016 . أنهى الناشرون العام محبطين محاولين البحث عما يمكن فعله للحصول على المزيد من المال ،في الوقت الذي يتحرك فيه الإعلام من المطبع إلى الرقمي و من انترنت المواقع ، إلى انترنت الهواتف الذكية و التطبيقات والمنصات الاجتماعية.

و قد بات من الواضح أن هذه المشكلات لم تعد تؤثر فقط على الإعلام التقليدي . على أي حال فقد اقترحنا في العام الماضي أن الشركات الإعلامية الرقمية الكبيرة سوف يخبو بريقها ، و بريق أسواق بورصاتها العالية .

على سبيل المثال موقع Mashable الموقع الذي رفع ميزانيته إلى 15 مليون دولار قد قام للتو بتسريح ثلاثين شخصا .الموقع الرقمي الرائد المسمى Salon أعلن تخفيضا جديدا في ميزانيته و تسريحا جديدا لعماله. حتى موقع Buzfeed المخضرم أعلن تخفيض أهدافه الربحية في 2016.

بينما يعتبر الاعتماد على إحصائيات فيسبوك ( التي قام الناشرون بإعدادها و نشرها على فيس بوك هم و الشركات الأخرى تم التغاضي عنها في يونيو) . والتي تم نشرها على موقع Elite Daily و هوموقع ترفيهي أمريكي تملكه الديلي ميل ، لقد خسر هذا الموقع أكثر من ضعف ميزانيته التي أعلن خسارتها و كانت 25 مليون دولار ، ما يجعلها فعليا غير ذات قيمة .

ومن غير الممكن تجنب القول أن كثيرا من ويلات الصحافة اليوم و الأخبار المتحيزة و غير الموضوعية يُلام عليها حسابات الفيس بوك. أما المواجهة الأكبر فقد كانت في الرسالة التي أرسلها إسبن إيجل هانسن رئيس تحرير جريدة Aftenposten و الذي وجه رسالة مفتوحة إلى مارك زكربرج ينادي فيها بشفافية أكبر ومسؤلية أعلى عن السياق الذي تتباه الأخبار على شبكته.

اللوغارتمات على فيس بوك لم تستطع التمييز بين صورة في الحرب فازت بجائزة البوليتزر و صورة أخرى لمواد فيلمية إباحية وأزالت الصورة الأيقونية للحرب التي صورها نيك يو تي المعروفة التي صورها في فيتنام . و قال له : " أنت أكثر محرري العالم نفوذا

. و بينما يصر زكربرج أن الفيس بوك ليس شركة إعلامية ،كثير من موظفيه بدأوا يتسائلون ما هي مسؤلية مشروعهم فيما بعد إبقاء الناس متصلين ؟ العام انتهى بينما لا يزال الفيس بوك يتصدر أعلى المراكز بصفته رائدا إخباريا، شركة جوجل أيضا خضعت لضغوط بعد رفضها التحرير اليدوي لنتائجها لإزالة العواقب الناتجة عن الإكمال التلقائي للوغارتماتها.

مزيد من المقالات

نشرة أخبار ميتر
للاطلاع على تقييمات المواقع الأكثر شعبية وأبرز الأخبار الكاذبة.
نحن نهتم بحماية بياناتك. اقرأ سياسة الخصوصية
//in your blade template