نظرة إلى عام 2016..
قام نيك نيومان الإعلامي المخضرم والباحث في معهد رويترز وأحد الآباء المؤسسين لشبكة البي بي سي الإخبارية بإعداد تقرير شاملا حول الإعلام و تنبؤاته بشأن 2017. ويعد هذا التقرير مادة مرجعية مؤسسة لكل من يتسائل عن حقيقة خبو نجم الصحافة التقليدية لصالح الصحافة الرقمية ومستقبل الحياد والشفافية في كل منهما.
. التقرير مهم جدا و قد قمنا بترجمة أحد أجزائه لكم ،وهو الجزء المتعلق بالأداء الإعلامي لكل المؤسسات الإعلامية الكبرى على مستوى العالم وما بينها من مواجهات.
تحت عنوان نظرة إلى عم 2016 يقول نيومان أن عام 2016 كان عاما تاريخيا حيث انتخب ترامب و حدث البريكست (الاستطلاع الذي وافق فيه البريطانيون على الخروج من الاتحاد الأوروبي)، كما ابتليت أوروبا بعدة هجمات إرهابية، وتم تدمير حلب بالكامل ومات ديفيد بوي (أحد أهم مغني الروك في العالم).
هذه الأحداث صدمت العالم، ولكنه كان عاما تحول فيه الاعلام نفسه إلى خبر. كانت الكلمة التي اختارها قاموس أكسفورد لهذا العام هي: عام ما بعد الحقيقة، وهي كلمة تعكس كيف أننا أصبحنا في عالم أصبحت فيه الموضوعية أقل تأثيرا في تشكيل الرأي العام الذي بات يميل إلى العواطف".
لقد شوه بعض الخبراء والمعلقون الأخبار حتى تحولت ليست فقط إلى متحيزة بل إلى مزيفة. كشفت الباز فيد الميكانيكيات الجدلية لتلك الظاهرة مبينة الخطوات الضخمة التي تُظهر كيف أن وكالات الأخبار والتصريحات الكبرى اعتمدت تحقيقات صحفية مبنية على المتابعة والتحقيق. وفي تناقض حاد وجدنا كيف أن البحث الذاتي عبر الصحافة التقليدية أصبح غير موجود تقريبا، وكيف غابت الحقائق أو تعرضت لسوء تقدير في بعض القصص، وكيف أن الثقة بين القديم والجديد انخفض إلى أدنى مستوياته.
بالنسبة لكثيرين كان ذلك دليلا قاطعا على الطبيعة الفاسدة للانترنت. هل كانت شركات الإعلام مشغولة جدا بالتريند (الاتجاهات الخبرية) والتكنولوجيا؟ هل كانوا جزءا من فقاعتهم المفلترة الخاصة بهم؟ هل نسوا أن يتحدثوا مع الناس الحقيقين؟ ولكن جزءا من التحليل يذكرنا أيضا بالهيكلية االإقتصادية والخلفية الاجتماعية، وكيف أصبحت الصحافة مليئة بالتجاريف خارج المراكز الميتروبوليتانية.
أدى الإنخفاض المضاعف في الإعلانات إلى اتباع سياسيات الدمج، وخفض الوظائف وإغلاقات متعددة في أوساط الإعلام التقليدي بحيث أصبح أكثر وضوحا على مدى عام كيف أن المنصات التكنولوجية قادرة على الاستفادة من حجمها للدفع بغالبية الإعلانات ذات الإيرادات الكبيرة لتكون على شبكة الانترنت.
كان ذهب كل النمو تقريبا بنسبة 99% إلى جوجل أوفيس بوك بين الربع الثالث من عام 2015 ونفس الفترة عام 2016. أنهى الناشرون العام محبطين محاولين البحث عما يمكن فعله للحصول على المزيد من المال، في الوقت الذي يتحرك فيه الإعلام من المطبع إلى الرقمي ومن انترنت المواقع، إلى انترنت الهواتف الذكية والتطبيقات والمنصات الاجتماعية.
وقد بات من الواضح أن هذه المشكلات لم تعد تؤثر فقط على الإعلام التقليدي. على أي حال فقد اقترحنا في العام الماضي أن الشركات الإعلامية الرقمية الكبيرة سوف يخبو بريقها، وبريق أسواق بورصاتها العالية.
على سبيل المثال موقع Mashable الموقع الذي رفع ميزانيته إلى 15 مليون دولار قد قام للتو بتسريح ثلاثين شخصا. الموقع الرقمي الرائد المسمى Salon أعلن تخفيضا جديدا في ميزانيته وتسريحا جديدا لعماله. حتى موقع Buzfeed المخضرم أعلن تخفيض أهدافه الربحية في 2016.
بينما يعتبر الاعتماد على إحصائيات فيسبوك (التي قام الناشرون بإعدادها ونشرها على فيس بوك هم والشركات الأخرى تم التغاضي عنها في يونيو) . والتي تم نشرها على موقع Elite Daily وهو موقع ترفيهي أمريكي تملكه الديلي ميل، لقد خسر هذا الموقع أكثر من ضعف ميزانيته التي أعلن خسارتها وكانت 25 مليون دولار ، ما يجعلها فعليا غير ذات قيمة.
ومن غير الممكن تجنب القول أن كثيرا من ويلات الصحافة اليوم والأخبار المتحيزة وغير الموضوعية يُلام عليها حسابات الفيس بوك. أما المواجهة الأكبر فقد كانت في الرسالة التي أرسلها إسبن إيجل هانسن رئيس تحرير جريدة Aftenposten والذي وجه رسالة مفتوحة إلى مارك زكربرج ينادي فيها بشفافية أكبر ومسؤلية أعلى عن السياق الذي تتباه الأخبار على شبكته.
اللوغارتمات على فيس بوك لم تستطع التمييز بين صورة في الحرب فازت بجائزة البوليتزر و صورة أخرى لمواد فيلمية إباحية وأزالت الصورة الأيقونية للحرب التي صورها نيك يو تي المعروفة التي صورها في فيتنام. وقال له: أنت أكثر محرري العالم نفوذا.
وبينما يصر ز،كربيرج أن الفيس بوك ليس شركة إعلامية ،كثير من موظفيه بدأوا يتسائلون ما هي مسؤولية مشروعهم فيما بعد إبقاء الناس متصلين؟ العام انتهى بينما لا يزال الفيس بوك يتصدر أعلى المراكز بصفته رائدا إخباريا، شركة جوجل أيضا خضعت لضغوط بعد رفضها التحرير اليدوي لنتائجها لإزالة العواقب الناتجة عن الإكمال التلقائي للوغارتماتها.
في تقريره عن الإعلام عام 2016، يصف نيك نيومان السنة بأنها لحظة فاصلة شهدت صعود الأخبار الكاذبة وتراجع الثقة بالإعلام التقليدي، وسط هيمنة شركات التكنولوجيا مثل فيسبوك وجوجل على سوق الإعلانات. سلط التقرير الضوء على تحديات الصحافة في عصر الرقمنة، منها تقليص الوظائف وتراجع الموضوعية. كما انتقد دور المنصات الاجتماعية في نشر محتوى مضلل وغياب الشفافية، مشددًا على الحاجة لتحمّل هذه الشركات مسؤوليات تحريرية أكبر.
AkhbarMeter Team (-)
.
.
The Akhbarmeter team provides a space for stakeholders and the public to respond to information contained in the fact-checking process and correct it with complete transparency. You can contact us via our email at [email protected]. The team will also undertake to make the necessary corrections as soon as possible once the information is confirmed and accepted. Apply here
Do you have a correction or missing information you would like to add? 📱 Contact us
Topics that are related to this one