منى الشاذلى وجه إعلامى مصرى

أثارت الدهشة والإعجاب فى بداية عملها ببرنامجها السياسي الساخن "العاشرة مساءً"، والذي أطلت من خلاله على جمهور الشاشة الفضية لتثبت جدارتها وكفاءتها كإعلامية متميزة ومحاورة جيدة لفتت الانتباه لها، لتنتقل سريعاً إلى برنامج أشد جرأة "جملة مفيدة"، فتزيد فى بريقها ولمعانها، ولتكون من أنجح الإعلاميات فى مهنة لا تلقى بالاً للنساء إلا من تحاول منهن أن تثبت قدرتها كإعلامية بارزة، إلا إنها اختارت فى النهاية أن تبتعد عن زخم السياسة وسخونتها، واتجهت –كما تقول فى مقدمة برنامجها الأخير والذي لازالت مستمرة فى تقديمه- "أنا اخترت الناس"، ليتمحور برنامجها حول الناس بالفعل، أغلبه من المشاهير والفنانين وبعضهم من العوام، إلا إنهم فى النهاية يكونوا محور الحلقات، فتسير بلقائها معهم داخل أغوار نفوسهم، وتكشف عنهم أسرارهم للجميع!

منى الشاذلي، إعلامية مصرية موهوبة، وُلِدَت فى 1973، ودرست الإعلام بالجامعة  الأمريكية بالقاهرة، وانتقلت فى حياتها خلال الكثير من الوظائف الإعلامية، بدءً من برنامج "فلاش" على "آيه آر تى" منوعات عام 1996، مروراً بـ"العاشرة مساءً" على قناة "دريم"، وانتهاءً بـ"معكم منى الشاذلى" على "إم بى سى مصر".

اشتهرت منى الشاذلى باستضافتها للشخصيات المثيرة للجدل سياسياً واجتماعياً، وإجرائها لحوارات ومقابلات تلفزيونية مهنية وحرفية إلى حد كبير، حيث أجرت مقابلات مع أحمد عز، أحد رجال الأعمال المصريين وأهم رموز النظام السياسى السابق، وجميلة إسماعيل، وأحمد زويل، والبرادعى، وعمر خيرت، بل إنها وصلت إلى حد إجراء مقابلة تلفزيونية مع الرئيس الأمريكى جورج بوش الابن فى 2008م أثناء فترته الرئاسية بالبيت الأبيض، وكان لها السبق فى إجراء مقابلة مع محمد بديع، مرشد الإخوان المسلمين بعد حظر الجماعة فى مصر!

يرى البعض إن منى الشاذلى قد غيرت من جلدها تماماً بتقديمها لبرنامجها الأخير "معكم منى الشاذلي"، كما يرى البعض إن أسلوبها فى إدارة الحوار أصبح أقل مهنية واحترافية لا يتوافق مع كونها إعلامية مخضرمة، حيث تشير إلى تفاصيل تتعلق بالصفات الجسدية أو الشخصية لضيوفها فى استهانة أو تقليل منهم بشكل قد يبدو مازح للجميع، وهو ما دفع البعض إلى اتهامها بالابتعاد عن قواعد الإعلام المهنية، إلى حد وصل لرؤية البعض لها باعتبارها عنصرية!

وبرغم هذا، لازالت منى الشاذلى تحتل مكانة قوية فى الإعلام، وتجلس على أحد أكبر مقاعد منصات التليفزيون المصرى، ومع هذا، لا نعرف ما الذي تخفيه لنا الشاذلى فى جعبتها مستقبلاً...