أصدرت روزاليوسف، أو فاطمة اليوسف، بعد اعتزالها الفن جرّاء خلاف حاد مع يوسف وهبى مجلة فنية في أكتوبر 1925م، أسمتها بمجلة "روز اليوسف".
انتشرت المجلة انتشاراً واسعاً، وحققت نجاحاً باهراً غير متوقع، وكانت بمثابة خطوة مميزة على طريق أهم أنواع الصحافة المتخصصة فى مصر، الصحافة الفنية، حتى إنها كادت تنافس الصفحات الفنية للجرائد المصرية الكبيرة ذات التوزيع المهول والجماهيرية العريضة، إلا إن نجاح المجلة أغرى روز بالتطرُق إلى الكتابات السياسية، فتحولت المجلة شيئاً فشئياً من الفن إلى السياسة، وسارت فى نهج لم يعجب الآخرين.
اجتر النهج السياسى الجديد للكتابات الصحفية على روز ومجلتها الويلات، ما بين الغدر من المقربين والتنكر من المعارف، وما بين الحروب الضارية مع الصحف الكبرى بسبب المنافسة السياسية، حيث أصبحت المجلة تمتلك من القوة والانتشار بحيث هددت مكانة صحف كبيرة مثل الأهرام، فشلت بعد عشرة أعوام من الصمود، وخبا نورها، وتعرضت لضوائق مالية شديدة في ذلك الوقت، حتى رفض باعة الصحف بيعها بسبب اتجاهاتها السياسية، وهذا ما أدى إلى تراكم الديون على روز اليوسف، فتعرضت لأزمة مالية خانقة تراجعت مكانة المجلة على إثرها.
كانت مجلة روزاليوسف علامة مميزة على طريق الصحافة المصرية، ليس لكونها من أوائل الصحف الفنية المتخصصة فى مصر فحسب، بل لإنها قادت إلى خطوة أكثر جرأة وقوة، وهو تحويلها إلى جريدة يومية تتناول كافة الأحداث والشئون المصرية والعربية، ويُنظَر إليها بإعتبارها منصة لمواجهة الملك والاحتلال الإنجليزى على مصر، فضلاً عن كتابات عمالقة الأدب والصحافة بها كأحمد رامى، محمد التابعى، وعباس العقاد.
لم تقف إسهامات روزاليوسف عند حد إنشاء المجلة والجريدة، بل كانت سبباً فى انتعاش حركة الأدب والثقافة مصر من خلال إصدارها الكتاب الذهبي، ونشرها لسلسلة كتب فكرية وسياسية، كما أصدرت عام 1956م كتاباً بمذكراتهاً، أسمته "ذكريات"،ثم قامت بإنشاء مجلة "صباح الخير"، والتى لم تأخذ شهرة مجلة روزاليوسف، مع إنها كانت آنذاك رمزاً للقلوب الشابة والعقول المتحررة، كما كان يقول شعارها، بل كانت بمثابة جامعة تخرج منها أكثر نجوم الصحافة في العصر الحديث!