صاغ الصحفي عمر علي من موقع البوابة نيوز تقريرًا مميزًا ومفصلًا عن مهنة الدليفري وعمالها، بعنوان الدليفري رحلات الموت على الطرق.. الطيارون يروون لـ "البوابة" كواليس معاناتهم اليومية ويطالبون بنقابة وتأمين صحي.. وعامل بصيدلية: ارتفاع درجات الحرارة أكثر ما يهدد عملنا، وحصل هذا التقرير على نسبة تقييم عالية وفقًا للمنهجية العلمية لمرصد أخبار ميتر، بلغت 92%.
ويحكي لنا الصحفي أن ما دفعه لإتمام هذا التحقيق، هو أن هذه المهنة مهمشة للغاية، لذلك أراد أن يقدم للقارئ أبرز ما يخص المهنة من مميزات وعيوب ومشاكل. وفي سبيل ذلك تحدث مع شريحة كبيرة من عمّال الدليفري، من أماكن متعددة، وبالطبع رفض الكثير منهم أن يتم تصوير لقاء معهم؛ خوفًا من حدوث مشاكل في عملهم.
أما عن مدة إعداد التقرير فبلغت أسبوعًا واحدًا، وتم العمل بتوجيه من الدكتورة داليا عبد الرحيم (رئيس التحرير) وإسلام عفيفي (رئيس التحرير التنفيذي). ويعتبر الصحفي أن التنوع في المقابلات أثرى التقرير بتفاصيل غطت جوانب الموضوع للقارئ. كما أشار إلى لقطة يراها مهمة جدا، وهي مقابلته مع دليفري يبلغ من العمر 13 عامًا بهدف مساعدة نفسه وأسرته.
ظهر شغف الصحفي علي بالصحافة أثناء دراسته بالثانوي، فكانت لديه موهبة الكتابة التي تمثلت في كتابته لمواضيع تعبير وخواطر وسيناريوهات من وحي الخيال. وعلى الرغم من أنه تخرج في قسم المحاسبة بكلية التجارة، فإنه أصقل موهبته بدورات في فنون الكتابة والتحرير الصحفي. وذكر لنا الصحفي عدة صحف يحب متابعتها، وأهمها عالميا؛ واشنطن بوست، والجارديان، وديلي ميل، والبي بي سي، أما محليًا؛ المصري اليوم.
ومن أبرز الأماكن التي عمل بها قبل عمله حاليًا كنائب رئيس قسم الحوادث (تخصص محاكم ونيابات) في موقع البوابة نيوز؛ الأنباء العربية الدولية، وجريدة البورصة، وروز اليوسف، وموقع مصراوي الذي يعتبره أهم محطة في حياته المهنية وحاز فيه على جائزة فوربس. كما عمل أيضًا في الدستور، والوطن، وبوابة دار الهلال.
يؤمن علي بأن "التنوع يصقل الصحفي، ويزيد من خبرته بكل تأكيد"، لذلك لا يوجد لديه مجال واحد مفضل، كما جرب العمل في العديد من المجالات، كالاقتصاد والرياضة والفن، وخاض تجربة العمل الميداني أيضًا في وقت ثورة يناير، أثناء عمله في موقع مصراوي.
بدأ الصحفي حديثه عن الصعوبات في مهنة الصحافة بذكر حادث تعرض له أثناء عمله الميداني في فترة ثورة يناير، حينما تعدى عليه البلاك البلوك بالضرب وتسبب ذلك بكسر في قدمه؛ فالبنسبة له أهم عقبة تواجه الصحفيين هي توفير سبل الحماية الميدانية لهم لتسهيل مهمتهم.
ويرى أيضًا أن الصحفيين يواجهون صعوبة في مهمة حصولهم على معلومات من المصادر. كما أن ضعف المقابل المادي يؤثر على إتمام العمل على أكمل وجه، لأن الصحفي يبحث عن مصدر إضافي للدخل لكي يؤمن نفسه ماديًا؛ وقد عانى بنفسه من ذلك في بداياته، حينما اضطر للعمل ثلاثة سنين بدون مقابل، وكان الدافع الوحيد لاستمراره هو شغفه وحبه للصحافة.
واعتبر علي أن نقل صحفي ما لمجهود صحفي آخر وعدم نسبه لمالكه؛ "أمر كارثي"، حسب وصفه، لأنه يعطي فرصة لعديمي الموهبة بأن ينتحلون هوية الصحفيين. وأيضًا في رأيه أنه من السلبي تحويل الجرائد والمواقع الصحفية الصحفي لموظف، عن طريق تحديد مواعيد انصراف وحضور ملزِمة؛ وذلك لأنه يؤمن بأن الصحفي مكانه الحقيقي في الشارع، والجلوس مدة قدرها ثمانية ساعات؛ سيحد من الإبداع ومن فرصته للحصول على المعلومة.
وأضاف بأن تزييف الحقائق ونقل معلومات خاطئة بدون الرجوع لمصادر موثقة؛ سلوك يدمر المهنة لأنه يزعزع ثقة القارئ في الصحفي، كما أن تداول المعلومات الخاطئة يضر بالمجتمع ككل.
وختامًا، نصح علي الصحفيين الجدد؛ بالصبر والابتكار، وبتحديد هدف أمامهم لأنه بلا هدف لا يوجد ابتكار. كما شاركنا أمنيته بأن تنظر الدولة للصحفيين بنظرة مختلفة، "لأن أوضاعهم المالية متدنية جدا، وتم سحب ٩٠℅ من امتيازاتهم". كما يأمل عمر بأن يكون للصحفيين نادي كبير خاص، ومصايف مثل باقي المهن الأخرى. ويتمنى على المستوى الشخصي أن ينال جائزة صحفية دولية ليضيفها لسيرته الذاتية، وأن ترى روايته التي كتبها في فترة كورونا النور.
لقراءة موضوعات أخرى للصحفي:
Topics that are related to this one