في الأيام القليلة الماضية كشفت لنا عدة قضايا الفقر المهني التي تعاني منه المواقع الإخبارية.
تحول الأمر من البحث عن الخبر الحديث إلى تحويل عدة قضايا لمسلسل إخباري يذاع يوميا ويخوض في أعراض البشر.
بات الأمر وكأن المواقع الإخبارية تنافس السينما في جمع إيرادات.
قضية طالبة المنصورة نيرة أشرف ومقتل الإعلامية شيماء جمال قضيتين أثبتوا لنا مدى الفقر المهني في الأخبار.
نشر محررو الأخبار تسجيلات شخصية وفيديوهات لنيرة ليست حتى جزء من القضية، فما الغرض منها؟ هل هو تبرير لقتلها.
كما تداولو حتى أخبار مفبركة وصلت لتقرير طب شرعي لا نعرف حتى مدى صحته، تقرير يكشف عذرية القتيلة وكأن مثلا لو كانت ليست عذراء فمقبول قتلها.
وانتهك الصحفيون خصوصيتها وشهروا بها وبأهلها وترصدوا عائلتها للفوز ببث مباشر لأخذ كلمة تصبح عنوان لتريند.
وفي واقعة الإعلامية شيماء القضية قيد التحقيقات، مسلسل يومي من تسريبات وفبركة تحقيقات النيابة المعروف عنها أنها ممنوع تداولها أو الإطلاع عليها.
لم يحترم المحررون خصوصية الضحيتين ولا أسرهم ولا أبنه الإعلامية الطفلة التي روعت هي الأخرى بعد مقتل والدتها.
يجب أن يتوقف ذلك الوابل من الانتهاكات من قبل المسؤولين، وعليك أنت كقارئ عدم إعادة نشر تلك الأكاذيب والانتهاكات للأشخاص، فليس من المهنية ولا الأخلاق ما يحدث هذه الأيام في المواقع الإخبارية.