ظهر مؤخراً على الساحة الصحفية مصطلح جديد معروف بالكاتب المستقل أو الفرى لانس، والمقصود به أن يكون الكاتب أو الصحفي حراً، حيث يعمل بالقطعة أو بعدد معين من القطع شهرياً أو أسبوعياً أو يومياً لصحيفة أو مجلة أو دورية معينة، وقد ازداد هذا المصطلح ازدياداً ملحوظاً فى العالم الصحفى والإعلامى بعد تداخل التكنولوجيا والصحافة إلى حد كبير، بحيث احتلت الصحافة الرقمية والمواقع الالكترونية والصحف والدوريات حيزاً كبيراً من العلم الصحفى والإعلامى، وهو ما أدى إلى ازدهار مثل هذه الوظيفة الصحفية، حيث يتمكن الكاتب من العمل من منزله على قطعة صحفية، سواء أكانت مقالاً للرأي أو تقرير أو حتى تحقيق صحفى، ثم يقوم بإرسال عمله للصحيفة أو المجلة التي يعمل بها إلكترونياً من خلال البريد الإلكتروني.
يسعى الكاتب بنفسه لحفظ حقوق ملكيته ككاتب على الإنترنت، ويتعلم كيفية التسويق لكتاباته بين جمهور مواقع التواصل الاجتماعي كالفيسبوك وتويتر، وهو ما يدفعه إلى الاهتمام بصفحته الشخصية أو حسابه الخاص على مثل هذه المواقع، لزيادة عدد متابعيه، بما يؤدى إلى فتح قنوات أوسع للتواصل بينه وبين القُراء، وبما يسمح لعدد كبير من الجماهير لقراءة مقالاته الالكترونية المختلفة وإبداء رأيهم فيها فى تعليقات على روابط الكترونية تخصها.
وبالرغم من ممي زات هذا النوع من العمل الصحفي والكتابى من حيث القدرة على المرونة فى العمل من أى مكان سواء أكان المنزل أو أى مكان آخر، فضلاً عن فاعليته لأولئك الذين لا يعرفون الالتزام بساعات الحضور والانصراف فى العمل أو الاستيقاظ مبكراً، وفائدته فى تفادى العمل مع زملاء أو فى جماعات لمن لا يحبون عمل الفريق، فضلاً عن إن القدرة على مزاولته من البيت يسهل الأمر للأمهات الكاتبات والصحفيات للاعتناء بالأسرة وممارسة العمل الصحفي فى الوقت ذاته،
إلا إن الأمر يمتلأ أيضاً ببعض الصعوبات والعيوب، من حيث عدم القدرة على حماية الكتابات على الإنترنت، وسهولة اختراق حقوق الملكية الفكرية الخاصة بالكاتب بضغطة واحدة على زرى النسخ واللصق، فضلاً عن عدم الأمان فى تلك المهنة، بحيث لا يوجد تعاقد دائم مُلزِم للصحف والجرائد والمجلات التي يكتب لها الكاتب أو الصحفي، وهو ما يُعرِضه للتخوف الدائم من الاستغناء عنه والبحث عن كوادر آخرى، ولذلك فهى غير ذات دخل ثابت، فضلاً عن تحكم معايير الترافيك بتقييم كتابات الصحفي الفرى لانسر.
ومع هذا، تظل مهنة الكتابة الفرى لانس الصحفية فى ازدهار مستمر.