لم تنس ماري كولفين بعد وفاتها منذ عام ٢٠١٢، ولكن سلط الضوء عليها بشكل أكبر في الأشهر الأخيرة، بعد أطلاق أكثر من عمل عن حياتها مثل كتاب عن سيرتها الحياتية والمهنية وفيلم وثائقي وأخيرا فيلم روائي.
ماري كولفين الصحفية الحربية التي وهبت نفسها لتوثق الوقائع من بؤر الصراعات وكانت تهتم بالتفاصيل وقدرتها على اضفاء الطابع الإنساني على اللاإنسانية، وهرعت إلى بؤر الصراعات بتجاهل شبة مهمل لحياتها.
كانت كولفين تستغل أي مناسبة لتقديم النصيحة للصحفيين، وكانت تؤمن دوما بقدرة الإعلام على إحداث التغيير.
أمضت ثلاثون عاما تغطي تبعات الصراع على المدنيين في الشرق الأوسط حتى قتلت بحمص عام ٢٠١٢ أثناء تغطيتها الحصار هناك.
قبل أن تبدأ عملها كصحفية عملت لفترة وجيزة في إحدى النقابات العمالية في نيويورك، ثم بدأت مسيرتها الصحفية مع وكالة الأنباء الأمريكية يونايتد برس إنترناشيونال. وعملت لبعض الوقت بمكتبها في باريس، حتى استقرت في الصحيفة البريطانية ذائعة الصيت صنداي تايمز عام ١٩٨٥.
اهتمت الصحفية الأمريكية بشؤون الشرق الأوسط أثناء عملها كمراسلة الصحيفة للشؤون الخارجية عام ١٩٩٥. وغطت أحداث كثيرة ببؤر ساخنة مثل الشيشان وكوسوفو وسيراليون وزيمبابوي وسيرلانكا وتيمور الشرقية.
وكان لها الفضل في إنقاذ ١٥٠٠ امرأة وطفل كانوا محاصرين من قبل القوات المدعومة بإندونيسيا. وحينها رفضت التخلي عنهم وأصرت على البقاء مع القوات التابعة للأمم المتحدة حتى تم إجلاءهم في أربعة أيام.
فقدت عينها اليسرى بسبب انفجار قنبلة يدوية الصنع في سيرلانكا عام ٢٠٠١، جعلتها تكره التواجد في أماكن الصراع لما تسبب لها من أضرار نفسية جسيمة بينها كوابيس حرمتها النوم. لكن سرعان ما ترجع كولفين لبؤر الصراع مرة آخرى لإحساسها بمسؤوليتها تجاه ذلك، محاولة منها بتسليط الضوء على الانتهاكات والجرائم التى يمر بها سكان هذه المناطق، حتى يهتم المسؤولون ويعملون على حل هذه المشكلات.
وثقت كولفين الكثير من الجرائم والانتهاكات التى شهدتها ليبيا إيبان الانتفاضة، من بينها تقاريرها التى أحدثت ضجة كبيرة بشأن أوامر القذافي باغتصاب الفتيات والنساء لمعاقبة كل من شارك بالثورة الليبية.
ومن أهم كلماتها الخالدة "إن الصعوبة الأكبر هي أن تكون مؤمنا أن هناك أشخاص سوف يهتمون حقا بما يحدث بعد أن يقرأون قصتك".
تخليدا لذكرى كولفين أسست مؤسسة ماري كولفين للصحفيات عام ٢٠١٦ من قبل صديقاتها اللواتي أردن تكملة مسيرتها الصحفية. وفي الولايات المتحدة تم تأسيس مركز ماري كولفين للصحافة الدولية مع جامعة ستوني تكريما لذكراها، ولدعم الجيل القادم من الصحفيين الدوليين.
pages.topic.tags
دينا إبراهيم
تمتلك مديرة المرصد خبرة متميزة في الصحافة تتجاوز 17 عامًا، إلى جانب أكثر من سبع سنوات في مجال الرصد الإعلامي والتحقق من المعلومات، مما أكسبها مهارا...
تمتلك مديرة المرصد خبرة متميزة في الصحافة تتجاوز 17 عامًا، إلى جانب أكثر من سبع سنوات في مجال الرصد الإعلامي والتحقق من المعلومات، مما أكسبها مهارات استثنائية في هذا القطاع. حاصلة على درجة الماجستير في قيادة الاتصالات الرقمية من جامعتي بروسيلز الحرة وسالزبورج، وتواصل حاليًا دراساتها في مجال علوم البيانات، مدفوعةً بشغفها لتعزيز إمكانياتها في خدمة صناعة الإعلام. من أبرز إنجازاتها المساهمة في تطوير منهجيتي تقييم المحتوى الإعلامي المكتوب والتحقق من المعلومات وتأسيس قسم التحقق من المعلومات. نالت تقديرًا دوليًا، حيث حصلت، ممثلة عن الفريق، على المركز الثاني في تحدي الابتكار الشبابي حول الديمقراطية والحكم في إفريقيا، وفازت بتحدي الابتكار في مجال الإعلام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذي نظمته الشبكة العربية الرقمية.
تشرف مديرة المرصد على جميع أنشطته وتضع خطط التطوير بالتعاون مع مسؤولي الأقسام واختيار فريق العمل، كما تتولى التنسيق بينهم وتحديد السياسة التحريرية للمرصد، وتكون المرجع في حال حدوث أي خلافات تحريرية أو تقييمية.
pages.topic.correctionStatement
pages.topic.requestCorrectionText 📱 pages.topic.contactUs