كيف حول الإعلام طفلين لأكلي لحوم بشر

تناولت عدة صحف مصرية الأيام السابقة عبر تقاريرها الإخبارية، استغاثة أب يريد أن يعالج أبنائه من مرض يصفه على حد علمه أنه نادر يحدث ١ في المليون وذلك ما أكده الدكتور أمجد الحداد رئيس قسم الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، كما أكد أنه ليس له علاج محدد حتى الآن.

هذا المرض حسب وصف الأب يدفع أطفاله لأكل اللحم والدجاج النيئة، ويعطل قدرتهم على النطق، وهم يميلون إلى العنف الشديد وينامون ساعات قليلة، وفي بعض الأحيان تنعدم قدرتهم على النوم.

كيف تناولت الصحف المصرية والإعلام استغاثة الأب بهم، والذي كان يأمل أن تصل مشكلته للمسؤولين عن طريق الإعلام للمساعدة في علاج الأبناء.

بتاريخ سنه ٢٠١٥ عرضت الإعلامية ريهام سعيد عبر برنامجها صبايا الخير حالة الطفلين، فيديو مصور للطفلين وهم يأكلون اللحمة النيئة والإعلامية تجلس بجانب الطفلة تنظر إليها باستغراب.

جدد الأب الاستغاثة في ٢٠١٧، وهنا انتشرت أخبار حملت عناوين غريبة تصفهما بأكلي لحوم البشر، وتحمل صورة الطفلين وقصة الأب المعذب معهما.

سافر الأب للعمل في الرياض مجددا طلبه للمساعدة من خلال "العربية.نت" وذكرفي حوار، إن بعض الإعلاميين استغلوا الحالة الصحية للطفلين، ووصفوهما بآكلي لحوم البشر، مما عرض الطفلين للتنمر الدائم، ما يدفعه إلى الشجار الدائم مع المحيطين بهما.

يبدو أن الأب جدد استغاثته هذا العام إلى الصحافة، مشيرا إلى أن ابنيه أصبح التعامل معهما صعب بعد أن وصل عمرهما إلى ١٣ و١٤سنة ما دفع الصحف لتكرر النشر بانتهاكات السنوات الماضية نفسها.

تعامل الإعلام والصحف في تلك الواقعة بعدم مهنية واضحة من خلال:

انتهاك خصوصية الأسرة بأكملها من خلال نشر صور الأطفال وأسمائهما وتصويرهم في حالة غير مناسبة للعرض على الجمهور وتصوير والدهما وهو في حالة عدم السيطرة، مما قد يؤثر على زيادة الألم النفسي للأسرة والتنمر المجتمعي الذي يعانوا منه.

أيضا خطاب الكراهية والذي وجهته الصحف بوصفهم بأنهم آكلين لحوم بشر في عناوينهم مع عرض صورهم، مما يرسخ في أذهان البعض فكرة غير حقيقية ومخيفة عن تلك الأطفال.

التشويه والتشهير الذي عانوا منه الأطفال بنعتهم بآكلين لحوم بشر مما يؤثر على سمعتهم بعد أن يشفيهم الله.

مصادر

https://bit.ly/3qVYzXk
https://bit.ly/32e2PY8
https://bit.ly/3qOooZx
https://bit.ly/3qOuqt9
https://bit.ly/3oI8M76
https://bit.ly/3ntQ2sU