تشغل الرياضة حيزاً واسعاً من عقول وأرواح مشجعيها، حيث تترك أثراً كبيراً فى نفوسهم، تملأهم بالآدرنالين أثناء ترقبهم لفوز فريقهم المفضل، تُنمى فيهم روح المغامرة والإثارة وأخلاقيات المشاركة والتعاون، تُجلِسهم بالساعات أمام مباراة تحدث في الطرف الآخر من الكرة الأرضية، ليتابعونها فى شغف وتحفُز، فما كان من الصحافة إلا أن تخترق ميادين الرياضة، لتظهر اتجاهات صحفية تهتم بتغطية الأحداث الرياضية العالمية والمحلية فى كل أنحاء العالم، لتنقل للمتابعين تغطية حصرية لكل الأخبار الرياضية فى كل أنواع الرياضات، خصوصاً فى الرياضات الشهيرة التى تشغل الرأي العام، من هنا ظهرت الصحافة الرياضية، والتى برزت مع ازدياد الاهتمام بالأنشطة الرياضية وتطورها في جميع الدول، ذلك التطور الذى أدى لقيام منافسات رياضية عالمية حيث تشارك فيها الدول على المستوى العالمي، مثل الأولمبياد أو كأس العالم لكرة القدم.
يتناول ذلك الجانب من العمل الصحفي أبرز الأحداث الرياضية في كل دولة على حدى وفى العالم بأسره، ويُراعى الاختلافات فى الاهتمامات الرياضية ما بين دولة وآخرى، فبينما يشيع الاهتمام بكرة القدم فى أغلب دول العالم، نجد دول آخرى ذات اهتمامات رياضية أكثر تحديداً، فمثلاً تهتم جماهير الولايات المتحدة الأمريكية بالملاكمة وكرة السلة والجولف وكرة القدم الأمريكية، فى حين تهتم الجماهير فى روسيا بلعبة الشطرنج وبمتابعة مسابقاتها العالمية، بينما تحتل لعبة هوكى الجليد مكاناً بارزاً بين الجماهير الكندية.
لا تقتصر الصحافة الرياضية على نقل أحداث الرياضة وتغطية كل ما يتعلق بشأنها، وإنما تطور الأمر إلى حد ظهور مجال التحليل الرياضى بها، حيث ظهرت برامج حوارية وكتابات صحفية تحليلية، يقوم فيها محللون رياضيون بتحليل الواقع الرياضى ونتائج المباريات وأداء الفرق وكيفية ممارسة تكتيكات الألعاب والتنبوء بنتائج الفوز والهزيمة، ويُراعى فى هذه التقارير الإعلامية والكتابات الصحفية الموضوعية والشفافية والمصداقية.
ولم تكن الرياضة فى معزل قط عن باقى الأحداث المحيطة بها محلياً أو دولياً، فالأولمبياد على سبيل المثال في فترة الحرب الباردة كانت أحد أشكال الصراع بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي، وفِي المباراة الشهيرة بين الولايات المتحدة وإيران في كأس العالم 1998 كانت النظرة لها على المستوى العالمي سياسي أكثر منها رياضي، وهو ما جعل الصحافة الرياضية فى مصاف أنواع الصحافة الآخرى.
على صعيد آخر، باتت الصحافة الرياضية تهتم بالجانب التجارى الخاص بالأحداث الرياضية، من حيث تناولها لصفقات اللاعبين بين الأندية والرعاة الرسميين وأخبار إنشاء بعض المنظمات الرياضية بغرض الربح، كل ذلك جعل من شكل الصحافة الرياضية تأخد شكلا متعدد الأبعاد إذ لم تعد تقتصر على الرياضة الخالصة فحسب.
دينا إبراهيم
تمتلك مديرة المرصد خبرة متميزة في الصحافة تتجاوز 17 عامًا، إلى جانب أكثر من سبع سنوات في مجال الرصد الإعلامي والتحقق من المعلومات، مما أكسبها مهارا...
تمتلك مديرة المرصد خبرة متميزة في الصحافة تتجاوز 17 عامًا، إلى جانب أكثر من سبع سنوات في مجال الرصد الإعلامي والتحقق من المعلومات، مما أكسبها مهارات استثنائية في هذا القطاع. حاصلة على درجة الماجستير في قيادة الاتصالات الرقمية من جامعتي بروسيلز الحرة وسالزبورج، وتواصل حاليًا دراساتها في مجال علوم البيانات، مدفوعةً بشغفها لتعزيز إمكانياتها في خدمة صناعة الإعلام. من أبرز إنجازاتها المساهمة في تطوير منهجيتي تقييم المحتوى الإعلامي المكتوب والتحقق من المعلومات وتأسيس قسم التحقق من المعلومات. نالت تقديرًا دوليًا، حيث حصلت، ممثلة عن الفريق، على المركز الثاني في تحدي الابتكار الشبابي حول الديمقراطية والحكم في إفريقيا، وفازت بتحدي الابتكار في مجال الإعلام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذي نظمته الشبكة العربية الرقمية.
تشرف مديرة المرصد على جميع أنشطته وتضع خطط التطوير بالتعاون مع مسؤولي الأقسام واختيار فريق العمل، كما تتولى التنسيق بينهم وتحديد السياسة التحريرية للمرصد، وتكون المرجع في حال حدوث أي خلافات تحريرية أو تقييمية.
pages.topic.correctionStatement
pages.topic.requestCorrectionText 📱 pages.topic.contactUs