تنتشر العديد من الصحف والمجلات في قارة إفريقيا، وتزخر بالصحفيين المهنيين القادرين على تقصي الأخبار واستقصاء الحقيقة، وبالرغم من كثرتها، إلا إنه ثمة تجربة مؤسسية صحفية ملفتة فى دولة الجزائر، والتي تكثر بها الصحف وتختلف تبعاً للجهة الناطقة والصادرة عنها او موضوعاتها او اللغة التي يتم نشر الصحيفة بها لتعدد اللغات بتلك البلد، ومع هذا فإنه من بين كل هذه الصحف، ثمة جريدة بعينها تعلن عن نفسها كتجربة صحفية واعدة فى القارة الافريقية، آلا وهى، جريدة الفجر...
تأسست جريدة الفجر الجزائرية في الخامس من شهر أكتوبر لعام 2005، وهي جريدة مستقلة يومية متنوعة، تهتم بالشأن الخارجي والداخلي على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية والثقافية.
تصدر الجريدة باللغة العربية، وتعمل على إيجاد أرضية واسعة مشتركة لها بين فئات المجتمع الجزائري المتعددة، فى محاولة منها للاهتمام بكل ما يتعلق بالأن الجزائرى، فضلا عن توجهها الحر في نشر الاّراء المختلفة وتعدد الاتجاهات والأفكار.
ترفع جريدة الفجر فى مشوارها الصحفي بعض الشعارات الصحفية المهنية التى تعبر عن مسيرتها فى عالم الإعلام، مثل فضاء إعلامي حر، والصحافة حرية في القول وصدق في الفعل، وتسعى في تحقيق هذه الشعارات بصورة واقعية، من خلال الاختيار الواعى لكل ما تنشره فى محتواها الصحفي والكتابى، ومن خلال محاولة خلق مناخ صحفي حر يحقق للعاملين فيه مساحة واسعة من القدرة عن التعبير عن الرأى بالقلم.
تترأس تحرير جريدة الفجر الصحفية الجزائرية حِدة حزّام، وهي أحد أهم الشخصيات النسائية في الحقل الإعلامي الجزائري ، بل وأول امرأة تتولى منصب رئاسة تحرير جريدة الفجر، ونظرًا لدورها فقد تم تكريمها من قبل رئيس الجمهورية الجزائرية عبدالعزيز بوتفليقة بمناسبة يوم المرأة العالمي، وقد عقبّت السيدة حِدة من خلال هذا التكريم على عملها وعمل الجريدة، حيث رأته بمثابة تكليل لنجاح المرأة ومكافحتها في نقل الواقع المعيشي وكذلك نقل الكلمة الصادقة والواعية.
تنقسم الجريدة الى عدد من الأقسام أهمها القسم الوطني السياسي والقسم الوطني الجواري حيث يعملان على الاهتمام بشئون الدولة داخليا من النواحي السياسية بالإضافة إلى الأقسام الاقتصادية والرياضية والثقافية وكذلك القسم الخاص بالمجتمع فضلا عن تخصيص أقسام تتناول النواحي الدينية والتقنية.
لاتزال تزخر البيئة الصحافية والإعلامية الافريقية بالعديد من المؤسسات الصحفية والجرائد والمجلات التى تستحق أن تُذكر وأن يتم النظر لها بعين ثاقبة، سواء على الصعيد العربي أو الصعيد الجنوب أفريقي، وهو ما يُدلل على إن الصحافة الافريقية فى تطور مستمر يصل إلى حد العالمية، وعلى إن تركيز المحللين والإعلاميين على الصحافة الغربية والأوروبية هو بمثابة غض الطرف عما يعتمل فى التجربة الصحفية الافريقية الواعدة، والتى ستنتاول بعض صحفها فى بعض المقالات اللاحقة...