يمتلأ الواقع الإفريقي فى أواسط القارة وجنوبها بالحروب الأهلية والاثنية والعرقية القائمة بشكل أساسى على التفرقة بين البشر على أساس أعراقهم واثنياتهم وهويتهم الثقافية، وهو ما ينجم بشكل أساسى عن اختلاف الأعراق والثقافات والايديولوجيات والاثنيات السائدة بين الدول المُكَوِنة للمجتمع الأفريقى، والتى عملت على تجذيرها السياسات الغربية التي تهدف للسيطرة على الوَسَط الافريقى لزخره بالموارد الاقتصادية، ومن ثم تعمل على بث الفرقة بين أقسامه ودولة، وهى ما أفضت بالضرورة لإشعال الحروب الأهلية فى هذه الوَسَط.
تلعب الصحافة الافريقية والعالمية دوراً رئيسياً فى تسليط الضوء على الحروب الأهلية القائمة فى هذا الوَسَط الافريقى، من أجل نقل الحقيقة للجمهور، ومن أجل لفت أنظار الرأى العام العالمى بما يتضمنه من منظمات دولية وحقوقية ونشطاء لحقوق الإنسان من أجل السعي الحثيث لوقف هذه الحروب، ومع هذا، فإنه ثمة ازدواجية معيارية تتبعها بعض المؤسسات الصحفية الغربية تحديداً والعالمية عموماً فى تغطيتها لأحداث هذه الحروب الأهلية، حيث لا تعبء بنقل أخبار هذه المذابح والمجائر الأهلية بينما تُركِز بشكل أساسى على الأحداث الغربية وإن لم تكن بذات الأهمية، وتعولمها إلى حد أن تصبح خبر الساعة الذى يتم تداولها وتدويله بين الجمهور فى كل أنحاء العالم، بينما لا تنال أحداث مهمة وحيوية ودموية فى الاقليم الافريقى ربع هذا الاهتمام الذى تناله القضايا الغربية والأمريكية، فنجد إن مذابح الهوتو والتوتسى قد مرت مرور الكرام، دون أن تسهب الصحافة العالمية فى تناولها بالتحليل والاستقصاء، أو حتى بمجرد ذكرها فى عنوان رئيسي، بينما لم تترك الصحافة الغربية فرصة لتذكر أحداث اعتداءات الحادى عشر من سبتمبر 2001 فى الولايات المتحدة الأمريكية حتى يومنا هذا، حيث تقوم بإعادة تحليل الأمور وطرح رؤى جديدة لها وتناوُل نتائجها أسبابها إلى الآن!
يعانى الاقليم الأفريقي الأوسط والجنوبي تجاهل لا بأس به من الصحافة العالمية والغربية، ويتم تناوله فى الصحافة من خلال جهود ابناؤه من الصحفيين، والذى يزخر بهم.