التدريب الإعلامي.. "ما نريد" أم "ما نحتاج"

29/12/2019 
5 دقائق للقراءة
كتابة: AkhbarMeter 
التصنيف: المهنية الإعلامية
التدريب الإعلامي..  "ما نريد" أم "ما نحتاج"

محمد الهواري

تشعر في حياتك اليومية، في الدراسة أو العمل أو حتى بين أصدقائك، أنك تفتقد البوصلة، لا تعرف ما تريد على وجه التحديد، وربما تدخل في نوبة تفكير عميق ما قبل نومك، وتسأل أسئلة وجودية عن معايير جودة الحياة التي تريدها، وتلك التي تعيشها بالفعل، لكن هنا بالضبط ما أود التحدث إليك عنه "المعايير".

أكتب إليك سطوري من خلال نافذة "أخبار ميتر"، أول مرصد إعلامي رقمي في مصر والعالم العربي، يُقيِّم محتوى المواقع الإعلامية؛ وفقًا لمصداقيتها والتزامها بالمعايير المهنية والأخلاقية. إنها المعايير مجددًا، والتي تشبه المسطرة التي نحتكم إليها ونسير على هديها، لأنه دون معايير للجودة لا معنى لما نقوم به.

من هنا فإن أحد مهام "أخبار ميتر" رصد مدى الالتزام بتلك المعايير، والتي أصنفها إلى 4 أنواع، أولها تلك المرتبطة بمعايير اختيار أفكار القصص الصحفية المنشورة، لأننا ببساطة ننشر ما يهم أكبر عدد من المتابعين والقراء والمشاهدين، والأقرب إليهم نفسيًا ومكانيًا، والأحدث في الزمن أو الطرح. كما أن هناك معايير للمعالجة الرشيدة، تتمثل ببساطة في قدرة صانع المحتوى على الإجابة عن الأسئلة البديهية الأكثر إلحاحًا، وهي ماذا حدث؟ متى حدث؟ أين حدث؟ من في الحدث؟ لماذا حدث؟ وكيف حدث؟ ويرتبط بها معايير عمق المعالجة، والتي تشترط توفير سياقات وخلفيات للقصص المنشورة.

وأخيرًا وليس آخرًا، معايير الأداء المهني، فلا يمكن أن تكون لديك معايير في اختيار الأفكار، وأخرى في المعالجة الجيدة، وعمق المعالجة، وأنت تفتقد لمعايير تحكم أداءك، وإلا لما استطاع "أخبار ميتر" رصد تلك الأخطاء، والتي تعود في معظمها إلى أداء يفتقد إلى معايير مهنية.

تشكل المعايير السابقة ما نسميه "معايير جودة العمل الصحفي"، ونظرًا لأننا في سوق يشهد ما يصل إلى "جرائم للنشر"، بالإضافة إلى ضيق مساحة سوق الإعلام، فإن فرص العناصر الجيدة تتزايد، على عكس المتوقع، فقط لأنها عناصر تعمل وفقًا لمعايير ليست محلية بل ودولية أيضًا، وهذا ما يصل بنا إلى نقطة التأهيل والتدريب ودوام التطوير.

ومثلما يقدم "أخبار ميتر" برامج تدريبية للإعلاميين والمهتمين بالشأن الإعلامي، فإن التدريب الإعلامي من شأنه الالتزام بمجموعة من المعايير هو الآخر. وقبل الحديث عن المعايير التي يجب وجودها مجتمعة لنجاح خطط الأفراد والمؤسسات للتدريب والتطوير، علينا تحديد عناصر عملية التدريب بعناية.

تشمل عملية التدريب، أهدافًا واضحة ومتوقعة من التدريب، مجموعة من المتدربين المختارين بعناية، منهج تدريبي قائم على احتياجات المتدربين، أو تطلعات المؤسسة التي يعلمون بها، مدرب محترف ومعتمد ممارس للمجال الذي يقوم بالتدريب فيه، وأخيرًا مكان التدريب ذاته.

ولنبدأ بك، عليك تحديد ما تحتاجه بدقة، وهناك فوارق بين ما تريده، وما تحتاجه، وما ترغب فيه. على سبيل المثال، أنت صحفي فيديو، تحتاج تطوير مهاراتك في استخدام "الموبايل"، لإنتاج قصصك الصحفية، ما تريده في هذه المرحلة تدريب على استخدام هاتفك المحمول في التصوير، أو ربما شراء هاتف جديد بإمكانيات تساعدك على تحقيق هدفك بشكل أفضل.

المدرب، الطرف الثاني الأصيل في العملية التدريبية، تأكد أنه حصل على دورات متقدمة كي يصبح مدربًا، ومن مؤسسات معتمدة، وأنه مهني ومحترف في مجال عمله. وأنه يستطيع إعداد المنهج الذي يحقق أهداف التدريب، ويربطها بالأنشطة التي تختبرها وتحققها، في إطار من التفاعل والمرونة.

يمكننا أن نُطلق عليها "تدريب ميتر"، أو المعايير التي يجب توافرها في العملية التدريبية، وبالتالي عليك أن تسأل عن الجهة المقدمة للتدريب، والقائمين عليها أولًا، وعليك أن تعلم بأن التدريب خدمة، يجب تقديمها بجودة عالية، وبمقابل متوازن، لا تكن ضحية عملية نصب، من جانبي أعلم أنك لن تكن ضحية، لأنه أصبحت لديك الآن "المسطرة" التي ستقيس عليها.

 

استشاري التدريب والتخطيط الإعلامي *

[email protected]

 

مزيد من المقالات

نشرة أخبار ميتر
للاطلاع على تقييمات المواقع الأكثر شعبية وأبرز الأخبار الكاذبة.
نحن نهتم بحماية بياناتك. اقرأ سياسة الخصوصية