يُعد رئيس التحرير هو العمود الفقرى لأى صحيفة أو مجلة مطبوعة أوإلكترونية، فهو المشرف الرئيسى على جهاز التحرير في أي مطبوعة دورية سواء كانت جريدة أو مجلة.
يعمل رئيس التحرير على تنفيذ السياسة الصحفية العامة للجريدة، وهو صاحب القرار التنفيذي بشأن المادة الصحفية والعمل اليومى، بالإضافة لهذا يجب عليه توكيل الأعمال للمحررين، فضلاً عن مواكبة الوقت الذي يستغرقه كل منهم لإكمال مهمتهم، كما تقتضي مهمته أيضا متابعة المطبوعات المنافسة وكشف أسباب التفوق لديهم لمراجعة ذلك و المضي قدما في إنجاح مطبوعته.
وثمة خلط كبير بين مُدراء التحرير ورؤساء التحرير، حيث يُعد مدير التحرير وظيفة إدارية تقع أسفل رئيس التحرير فى التدرج الهرمى للوظائف الصحفية، ومع هذا فهو ثانى أعلى مرتبة بعد رئيس التحرير، كما يُلقَب أحياناً برئيس التحرير التنفيذى، وتتفاوت مهامه من مؤسسة صحفية أو إعلامية لآخرى.
ولرئيس تحرير كافة صلاحيات رؤساء الأقسام -بالتنسيق معهم بالطبع- وعليه أيضا نفس الواجبات، فإذا اختار الرئيس قسم من أقسام المؤسسة الصحفية ليكتب به، يُعَامَل كمحرر فى القسم الذى يكتب به، ومن ثم تتأتى له نفس الحقوق ويكون عليه نفس واجبات المحررين فى ذلك القسم.
ولرئيس التحرير الناجح شروط رئيسية فى مهنته، فلا يوجد قائد لا يتسم بالقدرة على القيادة والتنسيق بين أعضاء الفريق وإدارة الخلافات بحنكة وتحقيق أكبر قدر من الانسجام وتعزيز روح التعاون من أجل إبراز عمل صحفى وإعلامى خلّاق فى جريدته، ولابد أن يكون مضطلعاً، يتوفر له قدراً كبيراً من المعرفة والثقافة العامة والإلمام بكل مناحى الكتابة التقريرية والأدبية، وعلى دراية بشئون العالم كله، وأن تتميز كتاباته بالموضوعية والمصداقية والحيادية، ويراعى الدقة فى اختيار المواضيع التى تُنشّر فى جريدته بحيث تتفق مع المعايير الصحفية من بلاغة وعدم ركاكة الأسلوب وعدم فبركة الأخبار.
وبرغم وصول عدد لا بأس به من الصحفيات ذوات القدرة والكفاءة إلى منصب رئاسة التحرير فى العالم العربى، إلا أن الأمر لايزال مقصوراً بعض الشىء على الصحفيين الرجال، ولكن الأمر يختلف كلياً فى الصحف والمؤسسات الإعلامية الغربية، حيث تُتاح منصات القيادة الصحفية للنساء بالتوازى مع الرجال.
ومن أهم رؤساء التحرير فى العالم، فريد زكريا، صحفى أمريكى من أصول هندية، تولى رئاسة تحرير مجلة "تايم"، وآرثر ووترز، صحفى بريطانى تولى رئاسة تحرير جريدة "أخبار العالم" البريطانية أثناء الحرب العالمية الأولى، وحققت على يده مبيعات خرافية، وإبراهيم عيسى، رئيس تحرير جريدة الدستور المصرية.