في الحلقات السابقة من سلسلة متابعة ورصد "أخبار ميتر" لتغطية الصحف المصرية لليوم الأخير من عملية الدعاية للانتخابات الرئاسية (مصر 2018)، تابعنا تغطية الصحف القومية (الأهرام والأخبار)، وكيف تناولت كل صحيفة في عددها الصادر بتاريخ الجمعة 23 مارس، الأخبار وبقية الموضوعات المتعلقة بالسباق الإنتخابي والاستعدادات له.
كما تابعنا تغطية الصحف الخاصة (المصري اليوم والوطن)، في عددهما الصادر في نفس اليوم أيضا، وكيفية تناول كلتا الصحيفتين للمواد الإخبارية في قوالب متنوعة، لتغطية الاستعدادات المكثفة للانتخابات.
أيضاً، تابعنا تغطية لصحيفة حزبية يومية (الوفد)، بصفتها الحزبية الوحيدة ذات إصدار يومي ومنتظم، ورصدنا كيف سخّرت الصحيفة فنونها الإخبارية في تغطية الموضوعات والبيانات المتعلقة بالسباق الإنتخابي.
ركزت الصحيفة في أغلب الفنون الصحفية المقدمة على الدعاية للمرشح عبد الفتاح السيسي ليتولى فترة رئاسية ثانية، وفي بعض الموضوعات؛ حدث خلطاً بين الجانب التوعوي والارشادي الواجب تقديمه أثناء فترات الانتخابات، وبين الدعاية الضمنية –والصريحة أحياناً للدعاية والحشد للمرشح.
الصحيفة نجحت في تغطية أكبر كم، الوصول لأكبر عدد من الداعمين ومؤيدي استمرار المرشح السيسي في منصبه.
إلتزمت الصحيفة بالمعايير المهنية والموضوعية في الفصل الواضح بين المادة التحريرية والمادة الإعلانية مدفوعة الأجر، فيما يخص إعلانات تأييد المرشح عبد الفتاح السيسي.
يكاد يخلوا عدد الصحيفة من إفراد موضوع مستقل ومخصص للمرشح مصطفى موسى، أو عرض صور لحملاته الدعائية.
الصحيفة كانت الاكثر تركيزاً على موضوع "الانتخابات" والدعاية للتصويت أو لمرشح بعينه، عن طريق تكرار ذكر المادة المتعلقة على 10 صفحات من أصل 20 صفحة (بنسبة 50%).
استطاعت الصحيفة تناول آراء وتصريحات لشخصيات عامة مرموقة وأسماء كبيرة وذات تأثير في الشارع المصري، للحديث معهم عن توجهاتهم الانتخابية، إلا أنها أبرزت دعايتهم –بالمقام الأول- للمرشح عبد الفتاح السيسي، وخلت تماما من الحشد الدعائي للمرشح الأخر المنافس. العدد أبرز الدعاية للعملية النتخابية ذات الصبغة الدينية، من باب أنها واجب وطني والصوت أمانة، وما شابه.
الجريدة كانت الأبرز في إفراد صفحة كاملة كإعلان مدفوع الأجر لأحد الأفراد، للدعاية للمرشح عبد الفتاح السيسي.
انفردت الصحيفة باستخدام فن الكاريكاتير في تناول المادة الإعلامية المتعلقة بالانتخابات الرئاسية، أو للتركيز على ظواهر "كثافة لافتات الدعاية في الشوارع"، أو للإشارة إلى كلمات مفتاحية متكررة في الآونة الأخيرة مثل "طريق الديمقراطية"، أو للسخرية من توزيع محاوري المرشحين بشكل كوميدي لا يسئ لأي طرف.
كما حافظت الصحيفة على قاعدتها الخاصة، في نسب الصور لمصادرها، وبخاصة المصورين التابعين أو المتعاملين معها بشكل رئيس.
العدد خلى تماما من الإعلانات الدعائية للحشد التصويتي أو لتأيد أي من المرشحين. الصحيفة ألتزمت كذلك درجة عالية من معايير المهنية، حتى في مقالات الرأي، في التفريق بين الجانب التوعوي والجانب الدعائي لطرف بعينه.
حرصت الصحيفة على توزيع عادل للأخبار والتغطيات المتعلقة بأطراف العملية الانتخابية، لا سيما في الموضوعين المطروحين ضمن الصفحة الرابعة، بنفس الحجم والمساحة وبجانب بعضهما البعض، لتناول أخبار حملتي المرشحين للانتخابات الرئاسية.
الصحيفة انفردت بتخصيص "مربع خاص" للتوعية بأرقام واحصاءات متعلقة بالعملية الانتخابية، غير أنها لم توثق المعلومة وفقاً لمصدرها الأصلي صراحةً.
الصحيفة أفردت صفحة كاملة لفن الفيتشر الصحفي، المعتمد على رجل الشارع، و"تناقضات رغباته السياسية وتوجهاته التصويتية"، وبخاصة المجاورين لمقر "مصطفى موسى"، أو الداعمين ضمنياً له، وتفضيلهم اختيار المرشح المنافس "السيسي"، من قبيل "تأثير قوة الرأي العام".
الصحيفة إلتزامت سياسة الحزب الداعمة والمؤيدة لترشح عبد الفتاح السيسي لفترة رئاسية ثانية، وكانت الأقل تناولا بين عينة البحث لتكرار موضوعات متعلقة بالانتخابات، بالنسبة للعدد الإجمالي لصفحات العدد (40%).
اعتمدت الصحيفة على الأخبار الجاهزة، الواردة إليها من بيانات المؤتمرات، والجهات المنظمة، ثم على مقالات الرأي.
تكاد أن تكون الصحيفة قد خلت من تناول سيرة المرشح مصطفى موسى أو الدعاية له، كما أنها خلت من الإعلانات للتصويت أو للمرشحين.
يستعرض "أخبار ميتر" المؤشرات الكيفية للصحف في تغطيتها للموضوعات المتعلقة بالأطراف الثانوية المشاركة بالعملية الانتخابية :
((القوات المسلحة ووزارة الداخلية، الحكومة والبرلمان، الجهات القضائية والنيابات، رجال الدين والشخصيات العامة، المنظمات الدولية والحقوقية، الهيئة الوطنية للانتخابات، النقابات والهيئات والأحزاب)).