الانحياز هل هو ضرورة عصرية حتمية في ظل الأيدولوجيات و الضغوطات الحكومية؟
يقول هتلج أنه ذات مرة ترشح السناتور هنري جاكسون من واشنطون لكي يختاره الحزب الديمقراطي ممثلا له في الانتخابات الرئاسية ،وألقى خطابا في حشد من الناس مكونا من 50 فردا والتقط أحد مصوري الأنباء صورة للحفل من داخل جمهور المستمعين و ظهر في الصورة ثلاثة أشخاص من بينهم طفل على دراجة وأمامهم مباشرة السناتور وهو يتحدث بحماس شديد ، وعندما نشرت الصورة وانتشرت في معظم أنحاء أمريكا دون التوضيح اللازم كان السناتور مثار سخرية من الجميع ،بينما كانت هناك صورة أخرى للحشد الحقيقي ،ولكن اختيار رئيس قسم الأخبار لهذه الصورة أثار حديثا يتداوله الناس عن انحياز الصحيفة ضد السناتور.
- في بوسطن و عندما بدأت سياسية الفصل العنصري في أمريكا تتلاشى إلى حد ما و في افتتاح أحد المدراس تعاون الطلاب و أولياء الأمور على إتمام الأمور بسلاسة و لكن كان هناك بعض المشادات و العنف بين الطلبة والشرطة والحقيقة أنه كان هناك صور للعنف و لطلاب يلقون الحجارة وصور أخرى لأولياء الأمور يقومون بالصلاة ،ومن المفترض ولضمام النزاهة وعدم الانحياز أن تنشر كلتا الصورتين لبيان تضارب المشاعر إلا أن الصور التي نُشرت كانت صور العنف والطلاب يلقون الحجارة مما أعطى انطباعا مشوها عن حقيقة الأحداث .
- في إحدى المرات استدعى «ترامب» عشرات من مقدمي الأخبار والمديرين التنفيذيين في محطات التلفزة ،ووسائل الإعلام المختلفة إلى الطابق الخامس والعشرين من برج ترامب لتوبيخهم على التقارير الخاصة التي قدموها عنه خلال الانتخابات. بعدها وصف الرئيس الأمريكي تغطية وسائل إعلامه بالمخزية و غير الأمينة ووصف قناة CNN بأنها "شبكة من الكاذبين". واتهم قناة NBC باستخدام صور غير لائقة له ،مطالبًا بمعرفة السبب الذي أدى إلى عدم استخدامهم صورًا "أجمل" له.
يرد أحد الصحفيين على ثورة ترامب بقوله " إنه يعتقد أنه من المفترض علينا أن نقول ما يقول، وهذا كل شيء" .
- على سبيل المثال يقول الرئيس دونالد ترامب عن صحيفة الواشنطون بوست أنها قامت بتغطية الأمور السلبية عنه لأن ناشر الصحيفة، جيفري بيزوس، مؤسس شركة أمازون، يعتقد أن الرئيس المنتخب سيقاضيه بتهم تتعلق بالاحتكار،وعندما كتبت نيويورك تايمز أن فريقه الانتقالي كان في حالة من الفوضى ،غرد ترامب بقوله إن الصحيفة كانت "تعاني من حالة اضطراب لأنهم بدوا مثل الحمقى في تغطيتهم لي" خلال حملة الانتخابات الرئاسية.
يقول جميس أستون " إنك كصحفي لا يمكنك أن تنشر الحقيقة مجردة بل عليك أن تفسرها أيضا" و هذه طبعا أحكام تثير الهلع ،فكيف عليك كصحفي أن تتعرف بطريقة عملية على صدق الحقيقة."
من الطبيعي أن يرى كثيرون أن الصحافة الموضوعية التامة غير واقعية بالمرة ، و لكن هل يعني أن الصحافة الموضوعية أصبحت موضة قديمة؟! .