كيف يتحول الجدار إلى مجرد سياج؟! كان هذا هو السؤال الذي دار في عقول الكثير من الصحفيين يوم الاربعاء عندما قدم شون سبيسر، السكرتير الصحفى للبيت الأبيض، اقتراحاً لتأمين الحدود للمشاهدين على شاشات التلفزيون، وأشار بقوله إلى الصور المعروضة قائلاً "هذا ما يوجد الآن في جميع أنحاء بلادنا"، مشيراً إلى إن هذه الحدود مجرد دفاعات واهية!
أضاف سبيسر إن هذه الصور المؤسفة تمثل الأمن الحدودى الحالى للبلاد، مضيفاً إنه فى كل مرة يقوم فيها شخص ما باختراق تلك الحدود، تتكلف الولايات المتحدة ما يُقارِب الألف دولار، ووجه حديثه إلى أحد المذيعين محاولاً استفزازه، قائلاً "لم تكن لديك أي فكرة عن هذا الواقع الحدودى البائس لبلادنا ، أليس كذلك؟"، مُضشيفاَ إنه سيتم تخصيص ميزانية وافق عليها الكونغرس نهاية سبتمبر، يسُيضاف إليها مبلغاً قدره 497.4 مليون دولار للشراء والبناء والتحسينات، منها 341.2 مليون دولار لبناء حوالي 40 ميل من "السياج الحدودية" على طول الحدود الجنوبية الغربية لأمريكا.
تساءل المذيع عن مجموعة الصور الجديدة التي ظهرت على الشاشة للجدار الذي قيل أنه سيُبنى، حيث كان بناء جدار على الحدود المكسيكية سياسة ثابتة لا تتحول لحملة ترامب الانتخابية المثيرة للجدل، ولكن الصور في غرفة البيت الأبيض عرضت حاجزاً من الصلب مع أشرطة عمودية، وهو ما أبدع المذيع اندهاشه حوله، ليُفسِر سبيسر قائلاً "هذا ما يسمى جدار الحبال أو جدار السد، وهناك أنواع أخرى مختلفة من الجدران سيمكن بناؤها، بموجب التشريع الذي تم تمريره للتو".
وكان تأخير الحكومة الأمريكية فى بناء "سور المكسيك العظيم" قد أثا البلبلة داخل أروقة الصحافة جرّاء ما حدث ولنقد مدى صدق ترامب فيما قاله، حيث علّق صحفيون فى كتباتهم قائلين إن "هذا ليس الجدار الذي وعد به الرئيس"، وهو ما حاول سبيسر تداركه والرد عليه فى مقابلته التلفزيونية، مًصرِحاَ بأن الرئيس فعلياً يقوم ببناء الجدار، ويستخدم أحسن وسائل التكنولوجيا فى هذا، ولذا فلا داعى للكلام الصحافة العارى من الصحة، الذى يتهكم على الحكومة الأمريكية ويتدعى إن الرئيس لا يفعل ما يقول.
ورغم هذا، لاتزال بعض الصحف تؤكد إن رؤية ترامب النهائية للجدار لا تزال غير مؤكدة، ففى الأسبوع الماضى، اعترف الرئيس فى كلمة له أمام جمعية "سلاح البندقية" الوطنية فى اتلانتا إن الجدار لن يُبنى بشكل تام على طول الحدود، حيث توجد انهار تفصل أمريكا عما حولها، وهو يمكن أن يمثل حائلاً كحدود طبيعية!
المصدر: https://www.theguardian.com/us-news/2017/may/03/sean-spicer-border-wall-fence