يُشار إليها دائماً للاختصار باسم صحيفة التلجراف، وإنما هى فى الأصل تُسمى بصحيفة دايلى تلجراف...
تلجراف، أو دايلى تلجراف، هى صحيفة قومية بريطانية تُصدَر عن مجموعة تلجراف الإعلامية فى لندن، وتوُزُزَع محلياً فى أرجاء انجلترا كافة ودولياً، حيث اكتسبت على مر السنين سمعة دولية بإعتباره الصحيفة الأدق فى انتقاء الأخبارنظراً للجودة الصحفية العالية التى تتسم بها، حتى إن ال "بى بى سى" قد وصفتها فى إحدى تقاريرها عن أهم الصحف بإعتبارهاالصحيفة ذات العنواين الأفضل حول العالم"، ويُعد شعار الصحيفة الرئيسى "كان، يكون، وسيكون" من أهم ما يميزها، حيث يظهر فى صفحاتها فى نسختيها المطبوعة والإلكترونية، وذلك منذ أول مرة صدرت فيها فى عام 1858 وحتى الآن!
تأسست التلجراف على يد الكولينول آرثر بى. فى عام 1855، وبالرغم من إن طبعتها الأولى كانت عبارة عن أربع صفحات فقط، إلا إنها شددت على استقلالية صحفيوها وجودة مقالاتهم، لتخط بذلك علامة بارزة فى تاريخ الصحافة البريطانية منذ نشأتها، لكن تلجراف تحت إدارة الكولينول آرثر لم تصمد طويلاً، ولم تحقق المبيعات المطلوبة، وهو ما لم يُمكِنه من دفع مستحقات الطباعة للمطبعة المشرفة على طباعة الصحيفة، والتى كانت مملوكة لجوزيف ليفى، مالك صحيفة "ذا صانداى تايز"، وهو ما أدى إلى إفلاس آرثر بى، فاقترح عليه ليفى شراء الصحيفة منه، يبدأ عهد جديد للصحيفة، ممتلأ بالنجاح والتفوق الصحفى على صعيدى المهنية والانتشار بين الجمهور، لتنافس أكبر صحيفتين بريطانيتين آنذاك، "ذا مورنينج بوست" و"دايلى نيوز"، بل لتبتلع لاحقاً فى 1973 صحيفة "ذا مورنينج بوست" ذاتها لتصبح جزء منها!
كان للدايلى تلجراف الفضل فى تعيين أفضل القادرين على فك الشفرات فى فريق فك شفرة جهاز الاستخبارات الألمانى "انيجما" فى الحرب العالمية الثانية، وذلك عن طريق طرح مسابقة صعبة جداً للكلمات المتقاطعة، يتمكن من يحلها فى الدخول إلى تصفيات لحل آخرى أصعب بقليل فى مقر الجريدة، وذلك فى خلال ثمان ثوانى فقط، ليتفاجئ الفائز فيها لاحقاً باتصال ما يسأله إن كان يرغب فى القيام بعمل مجيد يسهم فى نصرة وطنه فى الحرب العالمية القائمة، ليفاجئ لاحقاً إن الجائزة هى انضمامه لفريق فك الشفرات البريطانى وهو ما حقق مبتغاه بالفعل.
أطلقت التلجراف موقعها الالكترونى فى 1995، وقد أُعيد تصميمه فى 2006 بما يتناسب مع احتياجات القُراء الجديدة، ليصبح موقع Telegraph.co.uk هو الموقع الأكثر شعبية بين جمهور القُراء الانجليز فى عام 2008، وهو الآن يقع فى المرتبة الثالثة من حيث الترافيك وعدد الزوار اليومين بعد الجارديان وميل أونلاين بحوال 1.7 مليون زائر يومياً، ويُتاح للزوار غير المشتركين بالموقع الاكترونى قراءة 20 مقالة شهرياً مجاناً.
كانت التلجراف هى أول من قدم تحقيقات صحفية متميزة عن أخبار مثيرة تُعد بمثابة مجازفة إخبارية فى التطرق إليها، مثلاً كفضيحة نفقات النائب العام فى عام 2009، والتى أدت إلى العديد من الاستقالات بين المناصب السياسية البارزة، والتى أصبحت التلجراف جريدة العالم فى بريطانيا على إثرها لعام 2009، فضلاً عن التحقيق الصحفى السرى الذى قام به أحد صحفييها عن مدير تحاد كرة القدم بانجلترا "سام آلارديس" فى عام 2016، وبرغم هذا، يتهمها الكثير من النقاد والمحللون الصحفيون والذى يُعد من ضمنهم محرر سابق بها بالتأثر فى تغطيتها الصحفية بتوجهات المُعلنين فيها، خاصةً بتوجهات بنك ال "اتش إس بى سى"، بإعتباره صاحب نصيب الأسد من الإعلانات لديها.