كتبت آلاء الكسباني :
إبراهيم نافع، اسم لا يغيب عن تاريخ الصحافة المصرية، وُلِد فى 12 يناير عام 1934 بمحافظة السويس، وحصل على ليسانس الحقوق فى 1956 من جامعة عين شمس، لكنه لم يتجه للعمل بالمحاماة، وإنما ندهته نداهة الصحافة!
عمل نافع فور تخرجه بوكالة رويترز الإعلامية، ثم تقلب به المسار الإعلامي ليصبح محرراً بالإذاعة، ثم محرراً اقتصادياً بجريدة الجمهورية المصرية القومية، وقد كانت الصحافة الاقتصادية سبباً فى ترقيته لمنصب رئيس قسم الاقتصاد بجريدة الأهرام، ليصل بعدها إلى منصب مساعد رئيس تحرير الأهرام فى عام 1979، ثم رئيساً لمجلس إدارتها، ثم رئيساً لتحريرها فى عام 1984.
يفسر البعض هذا التطور الكبير السريع جداً فى مسار المهنة الصحفية لحياة إبراهيم نافع بقربه من مراكز صنع القرار السياسى فى مصر، واعتباره أحد أذرع نظام مبارك السابق فى تعزيز مكانة حاكميه وأعضائه، ومع هذا، فثمة من يرفض هذه النظرة، ويشيد بجهود نافع الصحفية التى جعلته يسير فى عالم الصحافة بخطى حثيثة، ويدعمون رأيهم هذا بدلائل عدة من عمل نافع الصحفى، حيث لم يقتصر عمله على تولى المناصب الإدارية العليا فقط، وإنما أجرى نافع أحاديث صحفية هامة مع عدد كبير من رؤساء وملوك العالم ورؤساء الوزارات، وله أيضاً العديد من المقالات في تحليل وشرح القضايا القومية والعالمية البارزة في مجال السياسة والاقتصاد، كما قام بتأليف عدد من الكتب، منها كتاب "رياح الديمقراطية وسنوات الخطر"، كما قام أيضاً بترجمة كتاب "شركاء في التنمية"، وهو كتاب سياسى هام يُعتد به فى التحليل السوسيو اقتصادى، كما يعلل البعض عدم مساهمة قربه من رموز النظام السابق فى ترقياته الصحفية بإنه قد تمت إقالته من منصبه في رئاسة مجلس إدارة ورئاسة تحرير الأهرام في يوليو عام 2005، وهو ما لم تكن لترتضيه هذه الرموز على أذرعها الصحفية الهامة.
رأس نافع إدارة "المنظمة العربية لمناهضة التمييز"، والتى توجه اهتمامها بشكل خاص لفضح كافة صور التمييز والعنصرية فى دولة اسرائيل، كما ترأس "الاتحاد العام للصحفيين العرب" منذ عام 1996 وحتى عام 2012، فضلاً عن توليه لمنصب نقيب الصحفيين لست دورات متتالية، وهو الذى قد نال من الصحافة وجهيها، ففى حين لقبه البعض ب "عملاق الصحافة"، رآه آخرون مجموعة من البلاغات لدى النائب العام!