Property Image

الأرض تموت ببطء.. كيف يهدد التصحر مستقبل الزراعة في مصر؟

تم النشر بتاريخ : 11/03/2025  تم التحديث بتاريخ: 16/03/2025 

ما هو التصحر؟

أسباب التصحر

أثر التصحر على الطبيعة والسكان

نسب واحصائيات مقلقة 

التصحر والأمن الغذائي

تدهور الأراضي الزراعية

جهود مكافحة التصحر 

يُعد التصحر وتدهور الأراضي الزراعية من أخطر التحديات البيئية التي تواجه العالم اليوم، خاصةً في الدول التي تعتمد على الزراعة كمصدر رئيسي للغذاء. في مصر، يتفاقم خطر التصحر بفعل العوامل المناخية والأنشطة البشرية، مما يهدد الأمن الغذائي ويؤثر على استدامة الموارد الطبيعية. فكيف يحدث التصحر؟ وما أسبابه؟ وما هي الحلول الممكنة لمواجهته؟

ما هو التصحر؟

- التصحر هو عملية تدهور الأراضي في المناطق الجافة، مما يؤدي إلى فقدانها لقدرتها الإنتاجية.  

- يحدث نتيجة لعوامل طبيعية، مثل تغير المناخ، وعوامل بشرية، مثل إزالة الغابات والزراعة غير المستدامة. (1)

- في مصر، تتعرض الأراضي الزراعية لخطر التصحر بسبب نقص المياه وزحف الرمال واستنزاف التربة.  (2)

أسباب التصحر

1- الأنشطة البشرية

- إزالة الغطاء النباتي: يؤدي قطع الأشجار والشجيرات إلى تدهور التربة وفقدان خصوبتها.

- الرعي الجائر: تدمير الأعشاب والغطاء النباتي بفعل المواشي يسرّع من تآكل التربة. 

- الزراعة غير المستدامة:  استنزاف التربة دون تعويض المغذيات يضعف الإنتاجية الزراعية. 

2 - التغيرات المناخية

- إزالة الغابات: لم يبقَ سوى 60% من الغابات العالمية، وهو أقل من النسبة الآمنة التي حددتها الأمم المتحدة (75%). (1)

- تعرية التربة: تنقل الرياح والمياه التربة السطحية، ما يترك مساحات قاحلة غير صالحة للزراعة. (3)

- تراجع قدرة الأراضي على امتصاص الكربون: يؤدي سوء إدارة الأراضي إلى تقليل قدرتها على امتصاص ثاني أكسيد الكربون، مما يزيد من تغير المناخ. (1)

أثر التصحر على الطبيعة والسكان

- تراجع التنوع البيولوجي: فقدان الغطاء النباتي يؤثر على الكائنات الحية ويخلّ بالتوازن البيئي. 

- تزايد النزوح البشري: يُتوقع أن يُجبر التصحر 50 مليون شخص على الهجرة خلال العقد القادم.

- انخفاض الإنتاجية الزراعية: الأراضي المتدهورة تزيد بمعدل 30-35 ضعف المعدل التاريخي. 

- نزوح السكان إلى المدن: يعتمد مليارا شخص على الأراضي الجافة، ومع تدهورها، يضطر السكان للانتقال إلى المدن، مما يضغط على الموارد الحضرية.  (3)

نسب واحصائيات مقلقة 

- 40% من الأراضي الزراعية في العالم قد تدهورت، مما يستدعي جهودًا غير مسبوقة لإعادة تأهيل أكثر من 5 مليون هكتار بحلول عام 2030 لتحقيق أهداف تحييد تدهور الأراضي. (4)

- يتم فقدان نحو 100 مليون هكتار من الأراضي المنتجة سنويًا، أي ما يعادل مساحة دولة مثل مصر.

- تزداد موجات الجفاف عالميًا، ومن المتوقع أن يعاني 75% من سكان العالم من ندرة المياه بحلول عام 2050. (1)

التصحر والأمن الغذائي في مصر

مصر تفقد خمسة أفدنة زراعية كل ساعة بسبب التصحر، ما يجعلها من أكثر الدول تأثرًا بهذه الظاهرة عالميًا.

تتضرر المناطق الصحراوية أكثر بسبب قلة الأمطار، التربة غير المناسبة، وزحف الرمال. التصحر والتغير المناخي يؤثران على الإنتاج الزراعي، ما يستدعي حلولًا مستدامة. (2)

تدهور الأراضي الزراعية

تدهور الأراضي هو فقدان الإنتاجية البيولوجية أو الاقتصادية بسبب العوامل الطبيعية أو البشرية، مثل التلوث، تآكل التربة، أو إزالة الغابات.  (5)

أسباب التدهور 

- الزراعة المكثفة: استنزاف التربة يؤدي إلى فقدان الطبقة الخصبة. والزراعة المكثفة هي أسلوب زراعي يهدف إلى زيادة الإنتاجية من المحاصيل أو الثروة الحيوانية في مساحة صغيرة من الأرض، وذلك من خلال استخدام تقنيات متقدمة مثل الأسمدة الكيماوية، المبيدات، الري الصناعي، والزراعة الآلية. غالبًا ما تُستخدم في الزراعة التجارية لتحقيق أقصى عائد اقتصادي.

- إزالة الغابات: يؤدي إلى انجراف التربة وفقدان المغذيات.  هناك بعض الغابات في مصر، لكنها ليست واسعة النطاق كما في دول أخرى. تتركز الغابات بشكل أساسي في مناطق محدودة مثل الغابات الشجرية في شمال سيناء وبعض المناطق الساحلية. تعتبر هذه الغابات ملاذًا للعديد من أنواع النباتات والحيوانات. ومع ذلك، تعاني الغابات من تهديدات متعددة مثل التوسع العمراني وإزالة الغابات لأغراض الزراعة.

- التلوث الزراعي: المواد الكيميائية والمبيدات تؤثر سلبًا على التربة والبيئة.  (6)

إحصائيات صادمة

- 19 مليون كيلومتر مربع من الأراضي في العالم متدهورة، أي 65% من موارد التربة العالمية.  

- تآكل التربة مسؤول عن 85% من التدهور.  

- 1.5 مليار شخص يعتمدون على الأراضي المتدهورة في معيشتهم.

- 36 مليار طن من التربة الخصبة تُفقد سنويًا بسبب التآكل.  

- 400 مليار دولار تكلفة التدهور الزراعي عالميًا سنويًا. (6)

جهود مكافحة التصحر في مصر

1. مشاريع التشجير  

- تشجير المناطق المستصلحة مثل مديرية التحرير، وادي النطرون، والواحات البحرية وتشجير الطرق الصحراوية في القاهرة والمحافظات.

- زراعة الأشجار والحواجز الميكانيكية في المناطق الصحراوية مثل الأكاسيا والخروع في الساحل الشمالي الغربي ومنطقة القصر. 

2. تطوير البنية التحتية  

- إقامة السدود لحجز مياه السيول وزراعة أشجار الفاكهة والزيتون في شمال سيناء والشمال الغربي.   

- تحسين الصرف الحقلي باستخدام تقنيات حديثة لتحسين الأراضي في الواحات الجنوبية ومناطق الدلتا ومشروعات الاستصلاح الجديدة. 

- تنمية المناطق الرعوية: في الساحل الشمالي وشمال سيناء لتحسين المراعي ومكافحة التصحر. (2)

3. إدارة الموارد الطبيعية  

- مراقبة المسطحات المائية مثل البحيرات للحفاظ على التوازن البيئي.  

- تطبيق نظم حصاد مياه الأمطار في الزراعة المصرية.  

4. التشريعات البيئية     

 - حماية الأراضي الزراعية من التدهور والتلوث.  

- منع التوسع العمراني العشوائي على الأراضي الزراعية.  

- ضبط استخدام المبيدات والمخصبات الكيميائية.

5. الالتزامات الدولية  

- مصر عضو في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (UNCCD) منذ 1994، ووزارة الزراعة مسؤولة عن تنفيذها بالتعاون مع مركز بحوث الصحراء.  (2)

الخلاصة

التصحر وتدهور الأراضي في مصر يشكلان خطرًا حقيقيًا على الأمن الغذائي والاقتصاد. تفقد البلاد مساحات زراعية شاسعة يوميًا، ما يتطلب تدخلات عاجلة، تشمل تحسين إدارة الموارد، دعم التشجير، وتطبيق تشريعات بيئية فعالة، لضمان مستقبل زراعي مستدام.

تصنيفات الموضوعات

Profile Picture

مريم رأفت (مدققة معلومات)

صحفية حاصلة على بكالوريوس إعلام من جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، تخصص إذاعة وتليفزيون (2023/2024...

سياسات التصحيح

يتيح فريق أخبار ميتر المساحة المناسبة لرد الأشخاص المعنيين والجمهور على المعلومات الواردة في عملية تقصي الحقائق بتصحيحها بشفافية كاملة. يمكن التواصل معنا عبر بريد الموقع الإلكتروني [email protected]. كما يتكفل الفريق بإجراء التصحيحات اللازمة حال التأكد من صحة المعلومات وقبولها في أسرع وقت ممكن.

مزيد من المقالات

نشرة أخبار ميتر
للاطلاع على تقييمات المواقع الأكثر شعبية وأبرز الأخبار الكاذبة.
نحن نهتم بحماية بياناتك. اقرأ سياسة الخصوصية