ذا اندبندنت .. من النزاهة إلى الاتهام بالسرقة
جريدة "ذا اندبندنت" البريطانية، صحيفة ذات مكانة صحفية عليا، تأسست فى عام 1986 كصحيفة وطنية مستقلة فى لندن، وكانت تابعة لمؤسسة "اندبندنت نيوز& ميديا" لتونى أوريلى، وهو إعلامي بريطاني مشهور، حتى تم بيعها إلى "الكسندر ليبيديف" فى عام 2010، وقد ظلت اندبندنت ورقية حتى عام 2016، إلى أن قررت إدارتها التوقف عن استمرار النسخة الورقية منها، لتصبح اندبندنت جريدة إلكترونية بامتياز، بل من أهم الجرائد الالكترونية فى بريطانيا والعالم كله.
جاءت تسميت "اندبندنت" من رغبة مؤسسي الصحيفة على أن تكون "مستقلة" وغير متحيزة لأى تيار سياسى أو اجتماعى فى بريطانيا، خصوصاً بعد أن أسسوا صحيفة "دايلى جراف"، والتى لم تكن قد حققت نجاحاً رائجاً وقتها، ولكن للأسف، ثمة أقاويل تُثار الآن حول مدى استقلال الاندبندنت، حيث يتهمها الكثيرون بإنحيازاتها السياسية ومقالاتها التى توالى سياسات السوق الاقتصادية التى تتبعها الحكومة.
لم تقف الاتهامات المثارة حول الاندبندنت عند هذا الحد، فبعد أن كانت أكبر الصحف البريطانية فى العالم، وبعد اتهامها بالتحيُز مؤخراً، تم تجريد أحد كُتاب أعمدتها "جوهان هارى" من جائزة أورويل الصحفية لعام 2008، بعدما ثبت بالدليل سرقته للمقالة التي نال عنها الجائزة، فضلاً عن عدم تحريه الدقة فى كتاباته، وتم اتهام الاندبندنت بالتستُر عليه وبمعرفة سرقاته الصحفية، نظراً لإنها لم تتخذ ضده أي إجراءات قانونية، وإنما أخذ إجازة مؤقتة ثم أثيرت الأقاويل حول عودته من جديد إليها.
بالإضافة لهذا، يواجه أوريلى حالياً ادعاءات اعتداء جنسى من صحفيات و مذيعات مبتدئات، حيث يُقال إنه كان يتقاضى رشاوى جنسية من المبتدئات بالمجال الصحفي من أجل مساعدتهن فى الوصول، وبالرغم من أنه قد باع الاندبندنت لرجل الأعمال الروسي –كما سبق أن ذكرنا- إلا إن اسمه لايزال مرتبط بالاندبندنت بشكل أو بآخر، فهو مالكها ورئيس تحريرها السابق، بما يعد وصمة عار فى تاريخها.
ومع هذا، فلم يكن مسار الاندبندنت الصحفى ممتلأ بالفضائح الصحفية فحسب، وإنما مر عليها وقت كانت تُراعى فيه المهنية الإعلامية والموضوعية الصحفية، وهو ما أدى إلى فوزها بعدة جوائز صحفية هامة، كجائزة صحيفة العام الوطنية لعام 2003، كما نال العدد الخاص منها والذى كان يُصدَر فى أيام الآحاد فقط –حين كانت ورقية- جائزة أفضل صفحة أولى لعام 2014، كما نال عدد كبير من صحفييها الكثير من الجوائز، وفضلاً عن هذا، فهى بدورها ترعى جائزة لونج فورد الصحفية.
