نشر حساب باسم موسكو | MOSCOW NEWS (مؤرشف)، على "إكس"، مقطع فيديو يظهر فيه مالك شركة ميتا (الشركة الأم لفيسبوك، واتساب، وإنستجرام)، مارك زوكربيرج، وهو ينفخ في بوق كبير. وادعى الحساب أن هذا الفيديو مسرب ويظهر زوكربيرج يعلن ولاءه للنظام الصهيوني. وقد حصد الفيديو أكثر من 845 ألف مشاهدة حتى وقت كتابة هذا التقرير.
الحقيقة
عند تتبع أصل الفيديو باستخدام البحث العكسي، تبين أن الادعاء يحتوي على خطأين رئيسيين:
1- الادعاء بأن الفيديو مسرب: الفيديو في الحقيقة ليس مسربًا، بل منشور علنًا على صفحة زوكربيرج الرسمية على "فيسبوك" بتاريخ 11 سبتمبر 2018.
2- الادعاء بأن النفخ في البوق يرمز للولاء للصهيونية: زوكربيرج كان يحتفل في الفيديو برأس السنة العبرية "روش هشنه"، والبوق الذي نفخ فيه يُدعى "الشوفار"، ويُستخدم ضمن طقوس دينية يهودية مرتبطة بالتوبة.
سياسات ميتا المناهضة لفلسطين
يأتي هذا الادعاء في سياق الجدل الدائر حول سياسات ميتا المتعلقة بفلسطين. وفقًا لتقرير صادر عن منظمة "Humans Rights Watch"، بتاريخ 21 ديسمبر 2023، قامت ميتا بحذف أكثر من 1050 منشورًا بين أكتوبر ونوفمبر 2023. وعند مراجعة المحتوى المحذوف وجدت المنظمة أن 1049 من المنشورات المحذوفة هي فقط محتوى سلمي يدعم فلسطين.
ووفقاً للتقرير السابق لما تكتفِ ميتا بإزالة المحتوى الداعم لفلسطين فقط، بل اتبعت أيضًا نمطًا قمعيًا مع المستخدمين شمل:
1- إزالة المنشورات والصور والتعليقات.
2- تعليق أو تعطيل دائم للحسابات.
3- قيود على القدرة على التفاعل مع المحتوى، مثل الإعجاب والتعليق والمشاركة لفترات تتراوح بين 24 ساعة إلى ثلاثة أشهر.
4- فرض قيود على متابعة الحسابات أو الإشارة إليها.
5- تقييد استخدام ميزات معينة، مثل البث المباشر، وتحقيق الربح وتوصية الحسابات للآخرين. 6- "الحظر الخفي"، وهو تقليل ظهور المنشورات بشكل كبير دون إشعار المستخدمين، من خلال تعطيل البحث أو تقليص توزيع المحتوى.
وارن وخطاب قمع المحتوى
استمرت سياسات ميتا في إزالة المحتوى المتعلق بفلسطين، وفي 25 مارس 2024، أرسلت عضو الكونجرس الأمريكي إليزابيث وارن خطابًا إلى زوكربيرج تنتقد فيه استمرار سرية الشركة حول سياسات إدارة المحتوى وقمع المحتوى المتعلق بفلسطين على إنستجرام وفيسبوك.
يأتي هذا الخطاب بعد رسالة سابقة من وارن إلى زوكربيرج في ديسمبر 2023، حيث استفسرت عن تقارير مزعجة تفيد بأن ميتا قمعت المحتوى المتعلق بفلسطين بعد هجمات حماس القاتلة في 7 أكتوبر.
كتبت وارن: "(ميتا) لم تقدم أيًّا من المعلومات المطلوبة لفهم (معاملتها) للمحتوى باللغة العربية أو المتعلق بفلسطين مقارنة بأشكال المحتوى الأخرى. من الضروري أن تقدم ميتا هذه المعلومات حتى يتمكن الشعب الأمريكي وممثليهم المنتخبون من فهم تأثير سياسات ميتا على تلك المجتمعات والنقاش العام."
وأضاف الخطاب أنه بينما عادةً ما تخفي ميتا التعليقات المصنفة على أنها تنتهك سياسات المنصة فقط عندما تكون أنظمة إدارة المحتوى لديها متأكدة بنسبة 80% من حدوث انتهاك، فقد خفضت هذه النسبة للمستخدمين في الأراضي الفلسطينية إلى 25% في الأيام التي تلت هجوم 7 أكتوبر. تشير التقارير العامة وسجل ميتا في إدارة المحتوى القادم من المنطقة إلى أن هذه الرقابة كانت مبالغًا فيها بشكل خاص على المحتوى الفلسطيني والمتعلق بفلسطين.
استجابةً لخطاب السيناتور وارن الأولى الذي أوضح هذه المخاوف وطلب مزيدًا من المعلومات حول قمع المحتوى من قبل ميتا، اعترفت ميتا (في خطاب للسيناتور) بأنها "أزالت " أكثر من 2.2 مليون قطعة من المحتوى باللغة العبرية والعربية في الأيام التسعة التي تلت 7 أكتوبر 2023، بعد إجراء تغييرات غير رسمية في سياسات إدارة المحتوى لديها لتخفيض العتبة للمحتوى الذي تعتبره مخالفًا لشروطها. على الرغم من نفيها التمييز ضد المحتوى المتعلق بفلسطين على منصاتها، لم تقدم ميتا أي دليل لدعم هذا الادعاء، أو أي من البيانات التي طلبتها السيناتور وارن بشأن اللغة أو المنطقة التي جاء منها المحتوى.
ثورة داخلية في ميتا
ورغم سياسات الشركة، وقع موظفو ميتا عريضة تعبر عن استيائهم من قمع الآراء المتعلقة بفلسطين على منصات التواصل الاجتماعي، وطالبوا بإنهاء الرقابة الداخلية ودعم زملائهم الفلسطينيين.
وأضاف البيان أن موظفي ميتا، أنه على الرغم من اعتراض الموظفين، يتم حذف الآراء المخالفة وإسكات الموظفين الذين يحاولون تعزية زملائهم أو رفع الوعي حول بناء منتجات أكثر أمانًا. بينما يُسمح للموظفين في شركات أخرى بالاتصال والتحدث بحرية مع بعضهم البعض في مجموعات موارد الموظفين. كما أن مجموعات الموظفين "المسلمة" و "الفلسطينية" تعرضت لدرجة كبيرة من الرقابة، لدرجة أن أحد الموظفين اقترح حذف المجموعة بالكامل.
وضح البيان أن الرقابة في ميتا جعلت العديد من الموظفين يشعرون بالاضطراب إلى درجة أن عددًا منهم قرروا الاستقالة. مشيراً إلى أنه يتم حذف أي إشارة لفلسطين:
- حتى عندما كانت المنشورات من زميل يعبر عن حزنه.
- حتى عندما كانت المنشورات للاحتفال باليوم الدولي لدعم الشعب الفلسطيني.
- حتى عندما كانت المنشورات عبارة عن رابط لجمع تبرعات لمساعدة الغزيين.
- حتى عند طرح أسئلة حول مشاكل في المنتج تؤثر على أصوات الفلسطينيين.
طالب موظفو ميتا بانهاء الرقابة ودعم الزملاء الفلسطينيين، والاعتراف بالأرواح التي فقدت في الأزمة الإنسانية المستمرة في غزة للاعتراف بإنسانيتنا المشتركة. كما طالبوا بتخصيص موارد مخصصة للتحقيق في قضايا الرقابة والتحيزات على منصات مينا والإفصاح علنًا عن النتائج لبناء الثقة بين الموظفين والجمهور.
بيان مارك زوكربيرج
في 11 أكتوبر 2023، نشر زوكربيرج بياناً على فيسبوك قال فيه: "الهجمات الإرهابية من حماس هي شر خالص. لا يوجد أي مبرر لتنفيذ أعمال إرهابية ضد الأبرياء. المعاناة الواسعة التي نتجت عن ذلك مدمرة. تركيزي يبقى على سلامة موظفينا وعائلاتهم في إسرائيل والمنطقة"، وكان هذا هو تعليق زوكربيرج الأول والأخير عن الأزمة في فلسطين.
مما سبق، يتبين الفيديو الذي نُشر على أنه يظهر ولاء زوكربيرج للصهيونية هو في الواقع فيديو قديم له وهو يحتفل برأس السنة العبرية، ولا علاقة له بالادعاءات المطروحة. يُنصح دائمًا بالتحقق من المعلومات عبر البحث العكسي والمصادر الموثوقة قبل مشاركة أي محتوى لتجنب نشر معلومات مضللة.
مصادر الادعاء
مصادر التحقق
يتيح فريق أخبار ميتر المساحة المناسبة لرد الأشخاص المعنيين والجمهور على المعلومات الواردة في عملية تقصي الحقائق بتصحيحها أو رفضها بشفافية كاملة. يمكن التواصل معنا عبر بريد الموقع الإلكتروني أو صفحاتنا على مواقع التواصل الاجتماعي. كما يتكفل الفريق بإجراء التصحيحات اللازمة حال التأكد من صحة المعلومات وقبولها في أسرع وقت ممكن.