خطاب الكراهية يُفاقم معاناة السودانيين في مصر

03/07/2024 
5 دقائق للقراءة
كتابة: أمنية حسن 
التصنيف: المهنية الإعلامية
خطاب الكراهية يُفاقم معاناة السودانيين في مصر

في الآونة الأخيرة، تصاعدت في مصر الحملات الموجهة ضد السودانيين الفارين من الحرب في السودان، والتي تحمل رسائل كراهية وعنف في ظل استمرار النزاع المسلح بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني منذ 15 أبريل 2023.


 

 

هذه الحملات تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام لتصوير اللاجئين السودانيين بصورة نمطية سلبية، واتهامهم بتهديد أمن مصر وزيادة الضغط على الدولة في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة.

 




 

دعوات للترحيل وصورة نمطية للاجئين

 

 

 

في حادثة أثارت الجدل، نشر طبيب سوداني عبر فيسبوك إعلانًا لإجراء عمليات ختان بالمنازل في القاهرة، مما أدى إلى موجة غضب وتعليقات تحمل خطاب الكراهية تجاه السودانيين والمطالبة بترحيلهم. هذا المنشور أثار أيضًا الإعلامية أميرة بدر، التي هاجمت الطبيب في برنامجها "آخِر النهار" على قناة النهار الفضائية في 26 يونيو 2024، مما أدى إلى موجة تعليقات معادية ضد السودانيين.

  

 

 

 

هذا الحادث ليس الوحيد؛ فقد انتشرت حملات أخرى على مواقع التواصل الاجتماعي تحمل خطابات كراهية ضد السودانيين. في شهر يونيو الماضي، تم تداول صورة لصالون حلاقة قام صاحبه - سوداني الجنسية - بوضع صورة لعلم بلده على لافتة محله ولكن مع إضافة منطقة حلايب وشلاتين المصرية ضمن حدود الخريطة السودانية، وبعد تداول أنباء عن ترحيل صاحب هذا المحل بسبب ذلك الموقف، طالب رواد مواقع التواصل الاجتماعي بترحيل باقي أصحاب المحال السودانية الذين قاموا بإضافة نفس الخريطة على واجهة محالهم.

 

 

 

 

كما انتشر فيديو لسودانية تنتقد الحياة في القاهرة عبر موقع "إكس"، مما أدى إلى هجوم وسخرية منها ورسائل كراهية ضد السودانيين.

 

 

 

 

تأثير الحملات الموجهة على اللاجئين

تشمل هذه الحملات معلومات مضللة وغير صحيحة حول تأثير وجود السودانيين في مصر، مثل زيادة أسعار السلع والخدمات. كما يتم ذكر جنسية السودانيين في الأخبار الصحفية دون داعٍ، مما ساهم في زيادة حدة التوتر والكراهية.

 

 

 

       

  

 


 

 

 

وفي سياق مختلف، تعرضت حركة الأفروسنترك - التي تصفها الموسوعة البريطانية المحدودة عبر موقعها، أنها تعتبر أن المصريين القدماء كانوا أفارقة من سود البشرة - للهجوم من بعض الجهات التي تربط تواجد السودانيين في مصر بدعم هذه الحركة، وهو ما ساهم في زيادة خطابات الكراهية ضدهم.

 

 



 

 

 

 

العلاقة المصرية السودانية
 


 

تعتبر العلاقات بين مصر والسودان تاريخية ومبنية على روابط جغرافية وثقافية مشتركة. في عام 1952، تقدمت حكومة الثورة المصرية بمقترحات لحل مشكلة السودان، وتم تنفيذ حق تقرير المصير في عام 1953.

 

 

ووقعت مصر والسودان اتفاقية للتعاون العسكري بين البلدين، في مارس2021، بهدف تحقيق الأمن القومي للبلدين، وترسيخ الروابط والعلاقات مع السودان، وفي الجانب التجاري بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والسودان 1.4 مليار دولار خلال عام 2023 . 

 

 

وفي 2004، وقعت مصر اتفاقية الحريات الأربعة مع السودان وهي "العمل، والتنقل، والتملك، والإقامة" والتي قضى بموجبها إلغاء كافة القيود الهجرية الخاصة بالحق في حرية الدخول والخروج والتنقل والامتلاك، ومع نزوح مئات السودانيين عبر الحدود المصرية، شن مستخدمي مواقع التواصل وسم إلغاء تأشيرة الدخول للسودانيين مطالبًا بمنعهم من الدخول وفي يونيو 2023، أصدرت مصر قرارًا جديدًا بضرورة الحصول على تأشيرة دخول شرطًا للعبور.

 

 

 

تحليل خطاب الكراهية

في دراسة تحليلية بعنوان خطاب الكراهية والتحريض ضد اللاجئين في مصر على موقع تويتر التي أعدتها الباحثة نجوى إبراهيم ضمن مجلة بحوث الصحافة بجامعة القاهرة، أوضحت أن الثورة الرقمية والانتشار الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي أدت إلى تنامي خطاب الكراهية عالميًا بشكل غير مسبوق، رصدت الدراسة وجود العديد من المتغيرات التي تؤثر على إدراك خطاب الكراهية، أهمها المتغيرات الديموغرافية والنفسية مثل القيم الإنسانية والتحيز والعدوان وسلوك وسائل التواصل الاجتماعي والمواقف تجاه المهاجرين والهجرة والثقة في المؤسسات، كما أكدت النتائج على أن الإدراك تجاه خطاب الكراهية يتناقص مع زيادة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

 

منذ اندلاع الصراع بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني في 15 أبريل 2023، نزح 7.3 مليون سوداني حتى يونيو 2024، بينهم حوالي 500 ألف إلى مصر هربًا من الحرب.

 

 

 

 

مستقبل خطاب الكراهية ضد اللاجئين

في تقرير أعده مرصد "أخبار ميتر" في 28 مايو 2024، تم رصد زيادة حدة الخطاب التحريضي ضد اللاجئين في بعض وسائل الإعلام المصرية. على سبيل المثال، تناولت الإعلامية عزة مصطفى في برنامجها "صالة التحرير" تأثير اللاجئين على معدلات التضخم في مصر، مستضيفة الخبير الاقتصادي الدكتور يسري الشرقاوي واللواء إبراهيم المصري.

 

 


 

في ظل تصاعد الخطابات العنصرية ضد السودانيين في مصر، يتعين على المجتمع الدولي والمصري تذكر ما حدث في لبنان وتركيا، حيث أدى تصاعد التحريض والعنف ضد السوريين إلى وقائع عنف وقتل متكررة. علينا جميعًا العمل على تعزيز التسامح والتفاهم بين الشعوب، والابتعاد عن خطاب الكراهية الذي يزيد من معاناة اللاجئين. 

 

 

 


 

مصادر التقرير

Vovo Nabieh

رحال حول العالم

النهار إنتي

Mohamed Malash

AlArabiya

Arabi21 - عربي21   

  juristGirl 

HalaElZieny

Britannica 

 الحادثة الإخباري  

AklMohamed1

 Alaa_foox

egypt1431

Mohamed Abbass 

  Bery Abu Deif

الهيئة العامة للاستعلامات

منشورات قانونية

خطاب الكراهية والتحريض ضد الاجئين في مصر

المرصد المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية

الهيئة الوطنية للإعلام

Egypt Visa

صدى البلد - يوتيوب

Human Rights Watch

  france24

 مكتب تنسیق الشؤون الإنسانية

الإعلام وخطاب الكراهية ضد اللاجئين.. تحريض ودعوات للترحيل

المرصد السوري لحقوق الإنسان

 منصة اللاجئين في مصر

 

مزيد من المقالات

نشرة أخبار ميتر
للاطلاع على تقييمات المواقع الأكثر شعبية وأبرز الأخبار الكاذبة.
نحن نهتم بحماية بياناتك. اقرأ سياسة الخصوصية