شم النسيم للصحفيين .. منظور مختلف للأجازة!

17/04/2017 
5 دقائق للقراءة
كتابة: AkhbarMeter 
التصنيف: أخرى

 



كتبت آلاء الكسباني : 


أجلس أمام اللابتوب لأُنهى المقالات التي يتوجب علىّ تسليمها يوم شم النسيم، وهو ما جعلنى أُقدِم على فكرة مجنونة، فلكى اتخذ من شم النسيم أجازة، قررت أن أحاول قدر الإمكان إنهاء "تارجيت" المقالات المطلوبة منى ليومين!


أنهى مقالاً تلو الآخر، أعاقر الكافيين والكتافاست، وكلما كللت أو مللت أتذكر شم النسيم، استيقاظى صباحاً في غير ميعاد محدد، إحساس الفراغ الذي سيملأ يومى، التجمع العائلي اللطيف الذى ينتظرنى، إمكانية أن أتناول وحدى كيلو من الرنجة والفسيخ دونما خوف من أن امتلأ ولا أستطيع أن أقوم بالعمل المطلوب منى، تصارع رغبتى في الانتهاء مما أفعله الآن رغبتي في الراحة وفى كتابة مقالات على مستوى مهنى يليق بعملى ويرضى رؤسائى، فتضمد جراحى أكواب النسكافية المتلاحقة، ويهدئ من روعي الكتافاست رفيق الكفاح.


لفت الأمر نظرى، وجعلنى أتساءل عن مآسى الصحفيين في أجازة شم النسيم، والتي لا تعد إجازة رسمية في بعض الصحف والمؤسسات الإعلامية، فقمت بمقابلة مع مها عمر، الكاتبة الصحفية بآلترا صوت ومصر العربية، لتشرح لى معاناتها مع الصحافة، مهنة العمر...


تقول مها "لم أستطع أن آخذ يوم شم النسيم عطلة لارتباطى بتارجيت معين من المقالات في الشهر، وهو ما لن يمكنني من قضاء أي وقت عائلى مع طفلتى وزوجى، وهو ما جعله ينظر إلىّ شذراً نظرات تُنبِئ بخناقة، كما لم أستطع أن أخرج للتسوق لشراء حاجيات المنزل من فسيخ ورنجة، نظراً لارتباطى بمواعيد تسليم معينة لا يمكننى تجاوزها، فضلاً عن هذا، فقد طُلِب منى مقالاً عن شم النسيم، مقالاً يحتوى على معلومات جديدة لم يتم تداولها في الوسط الصحفى الرقمى، وهو ما دفعني إلى البحث عن معلومات تاريخية عن شم النسيم لوقت طويل، استحال معه وجود أجازة طبعاً"!


لم يكن هذا رأى مها وحدها، حيث يرى الصحفي عبدالرحمن إياد، وهو صحفى مستقل، إن عمله كصحفى مستقل يجعل الناس يظنون أنه باستطاعتي أن أُعطِل وقتما أشاء وأن أعمل وقتما أريد، لكن هذا غير حقيقى بالمرة، فبالرغم من عدم ارتباطى بأى تغطيات صحفية ليوم شم النسيم، إلا إنى مرتبط بتسليم تحقيق صحفى في اليوم الذي يليه، وهو ما يتطلب أن أجلس بالثمانى أو العشر ساعات متواصل في شم النسيم لأستطيع أن أسلمه في ميعاده، وصدقينى، أن ترى الجميع في إجازة بينما أنت تعملين، شيء يجعلك في منتهى الحزن".


هكذا... نرى إنه ثمة ثمن فادح لمهنة الصحافة السامية، لكن الصحفيون يدفعونه عن رغبة وحب، فالصحافة كالإدمان، يجرى في عروق ممارسيه دونما قدرة على الإنسحاب !

مزيد من المقالات

نشرة أخبار ميتر
للاطلاع على تقييمات المواقع الأكثر شعبية وأبرز الأخبار الكاذبة.
نحن نهتم بحماية بياناتك. اقرأ سياسة الخصوصية