تعرض مجموعة من طاقم الـ بى بى سى الصحفي فى الصين للهجوم، وهو ما استدعى تدخُل الشرطة لفض الاشتباك وانقاذهم من الاعتداء، وفي حين ظن أعضاء الفريق إن الشرطة قد هبت لنجدتهم، تفاجأوا بإجبار الشرطة لهم على الاعتذار والتوقيع على اعتراف بمحاولة إجراء "مقابلة غير قانونية"، وكان جون سودورث، وهو صحفي يعمل مع هيئة الإذاعة البريطانية، وفريقه يحاولون مقابلة قروية في الريف بالصين تزعم أن والدها قُتل أثناء نزاع على الأراضي مع الحكومة، وقال سودورث في حسابه "عندما وصلنا إلى قرية يانغ لينغ هوا كان من الواضح إنها بانتظارنا"، مشيراً إلى إنها هى من سعت لمقابلة هيئة الإذاعة البريطانية مقابلة معها.
تثير الواقعة بعض الحقائق عن الصحافة الصينية، حيث تعد الصين من أكثر البيئات الصحفية تقييداً في العالم، وتحتل المرتبة 176 من 180 دولة في حرية الصحافة، ووفقاً لـ "مراسلون بلا حدود" تأتي الصين قبل سوريا وكوريا الشمالية وتركمانستان وإريتريا فى التقييد الصحفى! حيث تواجه الصحف الصينية قيوداً شديدة على تقديم التقارير، ويعيش الصحفيون واقعاً أسود بالعقوبات المفروضة على نشر القصص والأخبار الصحفية التي لا تتماهى والتوجهات الحكومية.
تحطمت كاميرات طاقم الـ بى بى سى، واضطروا لمغادرة القرية، إلا إن تفاجأوا بـ 20 رجلاً يتبعونهم خارجها، ورغم محاولاتهم للهروب، قام ما وصفوه بالبلطجية بتطويقهم والتعدى عليهم، بعد الكثير من الضرب المبرح، وصلت الشرطة واثنان من أعضاء الحكومة المحلية، واضطر الصحفيون إلى التوقيع على اعتراف واعتذار رسمى عن "سلوك غير مدروس سبّب فوضى"، وقاموا بحذف بعض اللقطات الفوتوغرافية من القرية ومن اللحظات الأولى للاعتداء تحت التهديد والمزيد من العنف.
ولا يقف الأمر عند هذا الحد، إذ يواجه الصحفيون الكثير من المضايقات من جانب الشرطة والمسؤولين الحكوميين فى الصين، وعادة ًما تقوم قوات الأمن بعرقلة التغطية عن الأحداث الحساسة والأخبار الهامة، خاصةً محاكمات الناشطين في مجال حقوق الإنسان.
كما أدان نادي المراسلين الأجانب فى بيان له ما حدث من مضايقات لطاقم البى بى سى، وأضاف البيان "إن الاتفاقيات تدعو الحكومة الصينية والشرطة إلى اتخاذ خطوات لمنع الصحفيين الأجانب الذين يُسمَح لهم قانوناً بالعمل فى الصين من التعرض لهذا العنف والتخويف المُمارَس لردع التغطية الإخبارية، والذي هو بمثابة انتهاك صارخ لقواعد الحكومة الصينية التي تحكم المراسلين الأجانب، والتي تسمح لهم صراحة بإجراء مقابلة مع أي شخص يوافق على إجراء مقابلات معه".