في 29 أكتوبر 2023، نشر محرر ومؤسس جريدة نيويورك صن الأمريكية، دوفيد إيفوني، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، منشوراً يدعي فيه أنه تم العثور على طفل رضيع في فرن، وقد تم خبزه حتى الموت على يد "إرهابيي (حركة المقاومة الإسلامية) حماس"، وفقاً لما قاله المسعف إيلي بيير.
وإيفوني أيضاً رئيس ومؤسس "يونايتد هاتسالا" وهي منظمة خدمات طبية طارئة مستقلة وغير ربحية ومتطوعة بالكامل توفر استجابة أولية طبية طارئة سريعة ومجانية في جميع أنحاء إسرائيل.
- نشرت أيضاً كارولين جليك صحفية ومؤلفة إسرائيلية، تعمل في عدد من الجرائد ومنها الـ "الجيروساليم بوست" ونقابة الأخبار اليهودية، عبر حسابها على "إكس" وقالت "لقد خبزوا طفلاً يهوديًا حيًا في الفرن".
وأضافت أنهم قتلوا والده، واغتصبوا والدته بشكل جماعي مرارًا وتكرارًا وضحكوا طوال الوقت، بينما كانوا يخبزون طفلها حياً في الفرن، الجدير بالذكر أنه خلال كلمته عن "الطفل المخبوز"، لم يذكر إيلي بيير أي شئ عن اغتصاب جماعي لوالدة الطفل، ولا عن قتل والده.
الحقيقة
- على الرغم من انتشار منشور دوفيد إيفوني، بشكل واسع حيث حصد حتى الآن أكثر من 15 مليون مشاهدة، ومن ادعاءات كارولين جليك بقتل والد الطفل واغتصاب والدته التي لا أساس لها، لم يوفر لا دوفيد ولا كارولين ولا حتى إيلي بيير أي صور أو فيديو توثق وجود طفل إسرائيلي مخبوز في الفرن بالفعل.
- الجدير بالذكر أيضاً، خلال كلمته التي ذكر فيها إيلي بيير قصة الطفل المخبوز، لم يذكر إيلي ولا الحكومة الإسرائيلية أي معلومات عن الطفل، لا اسمه ولا سنه ولا أي معلومات عن أهله، على الرغم من أنه ادعى أنه تم وضع الطفل في فرن منزله، مما يعني أنه ليس طفلا مجهولاً ويمكن الحصول على بياناته بسهولة.
- يرجى العلم أيضاً أنه حتى وقت نشر هذا التقرير، لم تصدر الحكومة الإسرائيلية أي معلومات أو نعي للطفل المخبوز، مع العلم أن جيش الاحتلال ينشر أسماء وصور الاسرى وقتلاه بشكل مستمر عبر حسابته على وسائل التواصل الاجتماعي.
هذا وقد قال الصحفي الإسرائيلي يشاي كوهين عبر حسابه على منصة "إكس"، إن هناك قصة معينة تم نشرها على شبكات التواصل الاجتماعي مؤخراً، تحدثت عن "فرن"، وإنه تحقق مع جيش الاحتلال الإسرائيلي ومخيم الزكاة والشورى وغيرهم، وجميعهم ليس لديهم أي معلومة عن هذا الحدث.
- وأضاف يشاي كوهين، أن "نشر القصص غير الصحيحة سيضر بالدعاية الإسرائيلية"، في إشارة إلى أن قصة الطفل المخبوز هي قصة مزيفة ولا يجب الاستمرار في نشرها.
كل اتهام صهيوني هو اعتراف
- رداً على ادعاء الطفل المخبوز نشر عدد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، ومنهم الناشط الفلسطيني محمد الكرد، مقطع من فيلم وثائقي، يدعى "كتاب 1948: الخلق والكارثة" ويتحدث عن الأحداث المروعة التي وقعت في 1948، ويروي قصة قيام إسرائيل الحالية من خلال عيون الناس الذين عاشوها.
- يظهر في المقطع أحد الناجين الفلسطينيين من مذبحة دير ياسين، وهو يحكي قصة خباز يدعى "حامد"، أجبره جنود الإحتلال على رمي ابنه في الفرن.
تاريخ مع الكذب
- الجدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي أصدرت فيها إسرائيل ادعاءات بلا دليل، عن حماس وذبح/قتل الأطفال، في 10 أكتوبر 2023، أخبر تال هاينريش، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، شبكة الـ "CNN"، الأمريكية، أنه تم العثور على أطفال رضع وأطفال صغار “مقطوعة الرأس” في كفار عزة بجنوب إسرائيل بعد هجمات حماس في الكيبوتس.
- لاقت تلك القصة انتشاراً واسعاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصا بعد أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، صرح بأنه رأى صور الأطفال مقطوعة الرأس بنفسه، ليخرج بعدها البيت الأبيض ويسحب تلك التصريحات ويؤكد أن بايدن لم يرى أي صور لأطفال مقطوعة الرأٍس وأنه لا يوجد دليل على هذا الأمر ولا يستطيعوا نفيه أو تأكيده، وتخرج الحكومة الإسرائيلية مرة أخرى وتصرح للـ "CNN"، أنهم لا يستطيعوا تأكيد حقيقة أن حماس قطعت رأس 40 طفل في الواقع، وهو ما يتناقض مع تصريحه السابق.
مصادر الادعاء
مصادر التحقق
يتيح فريق أخبار ميتر المساحة المناسبة لرد الأشخاص المعنيين والجمهور على المعلومات الواردة في عملية تقصي الحقائق بتصحيحها أو رفضها بشفافية كاملة. يمكن التواصل معنا عبر بريد الموقع الإلكتروني أو صفحاتنا على مواقع التواصل الاجتماعي. كما يتكفل الفريق بإجراء التصحيحات اللازمة حال التأكد من صحة المعلومات وقبولها في أسرع وقت ممكن.