الصحافة والأمن القومي

الصحافة والأمن القومي

تم النشر بتاريخ : 11/03/2017  تم التحديث بتاريخ: 30/04/2025 10:04:10  تصنيف: أخلاقيات الإعلام 

 لازلنا مع نصائح إل هاتلنج في كتابه أخلاقيات الصحافة وهو يقول: 

كثيرا ما يواجه الصحفي في موقعه بصفته محررا أو رئيسا للتحرير بحكم عمله كمراقب ومتتبع لأنشطة الحكومة مجموعة من الاختيارات التي تصيبه بالحيرة والتشتت، فبعض المعلومات بغض النظر عن قيمتها الصحفية قد تضر بالأمن القومي، وفي هذه الأحوال كيف يلتزم الصحفي بنشر الأخبار، أو هل يلجأ إلى كتمانها من أجل المصلحة القومية؟

أثناء حالات الحرب تقوم الصحف طواعية بالتوقف عن نشر المعلومات التفصيلية عن القوات أوتحركات الأساطيل ،حتى لا تجد نفسها تقدم معلومات مجانية للعدو، ولكنها تكتفي بالأرقام الإجمالية عن تحرك القوات مثلما حدث في حرب فيتنام. وهذا كان على أساس تلبية رغبة الرأي العام في معرفة مدى تورط الولايات المتحدة في الحرب.

يقول هاتلنج أن رؤساء تحرير صحيفة النيويورك تايمز استطاعوا أن يعرفوا مقدما خطة غزو كوبا عام 1961 والمعروفة بالعملية "خليج الخنازير" ولكن بعد أن طلب الرئيس كينيدي من الصحيفة أن تقتل القصة، قام رؤساء الصحف بحذف أية إشارة للغزو المحتمل على أنه عملية تقوم بها المخابرات المركزية الأمريكية و تغير العنوان الرئيس للقصة "المانشيت" من أربعة أعمدة إلى عامود واحد، على الرغم من أن الرئيس كينيدي و رؤساء تحرير الصحف والمحررين كانوا حتى اللحظات الأخبرة غير واثقين من أن قتل القصة هو الصواب.

وفي مثال آخر يوردلنا هاتلنج بقوله: بعدأن استولى رجال الحرس الثوري الإيراني على سفارة أمريكا في طهران عام 1979، وأخذوا مجموعة من الأمريكين كرهائن (القصة الكاملة لهذه العملية مُثلت في فيلم أمريكي بعنوان Argo) كان بعض الصحفيين ووكالات الأنباء و المجلات العالمية، وبعض شبكات الإذاعة والتليفزيون يعلمون و لمدة أسابيع طويلة أن هناك ستة أمريكيين لجأوا إلى السفارة الكندية في طهران ولكن وسائل الإعلام لم تذكر كلمة واحدة عن الخبر ،حتى نجح الكنديون في تهريب المجموعة بأمان خارج طهران ،و لم يشك  أحد وقتها في قرار منع النشر.

مثال آخر أكثر إمتاعا يورده هاتلنج و يقول أن مجلة بروجريسيف عندما اقترحت أن تنشر مقالا عن أسرار القنبلة الهيدروجينية عام 1979 ،حاول المتحدثون باسم الحكومة أن يوقفوا القصة، وقالوا أن هذا سيؤدي إلى إفشاء أسرار عسكرية وتهديد للأمن القومي ولكن في هذه الحالة اختلفت ردود أفعال رؤساء تحرير الصحف في الصحافة الأمريكية، فبعضهم رآي أن النشر سيؤدي إلى تهديد للأمن القومي والبعض الآخر رأي أن المحتوى قد تم نشره بالفعل وأنه في جميع الأحوال فإن المجتمع الأمريكي في حاجة إلى معرفة بسياسية التسلح في أمريكا.

بعض المحررين يستخدم ذريعة الأمن القومي فقط لمحاصرة الصحافة الجريئة أو لحماية البعض ممن يكونون في أماكن حساسة. ولكن في النهاية يجب تحكيم البصيرة والضمير الأخلاقي وأن تكون هناك رؤية أبعد لنتائج النشر.. فهل تتفق مع هاتلنج؟

الخلاصة

يلفت هاتلنج في كتابه "أخلاقيات الصحافة" إلى التحدي الأخلاقي الذي يواجه الصحفي عند موازنة الحق في نشر المعلومات مع ضرورات الأمن القومي. يسوق أمثلة مثل غزو كوبا، وأزمة الرهائن في طهران، ومقال القنبلة الهيدروجينية، ليظهر كيف اتخذت الصحافة أحيانًا قرارات واعية بعدم النشر رغم أهمية المعلومات. يرى أن بعض الجهات قد توظف ذريعة الأمن القومي للتضليل، مشددًا على ضرورة تحكيم الضمير والبصيرة قبل اتخاذ قرار النشر.

Profile Picture

AkhbarMeter Team ()

سياسات التصحيح

يتيح فريق أخبار ميتر المساحة المناسبة لرد الأشخاص المعنيين والجمهور على المعلومات الواردة في عملية تقصي الحقائق بتصحيحها بشفافية كاملة. يمكن التواصل معنا عبر بريد الموقع الإلكتروني [email protected]. كما يتكفل الفريق بإجراء التصحيحات اللازمة حال التأكد من صحة المعلومات وقبولها في أسرع وقت ممكن. قدم من هنا

مزيد من المقالات

نشرة أخبار ميتر
للاطلاع على تقييمات المواقع الأكثر شعبية وأبرز الأخبار الكاذبة.
نحن نهتم بحماية بياناتك. اقرأ سياسة الخصوصية