صحفي الشهر.. الأسواني عبدالله صلاح يسلط الضوء على إنتاج الورق من نفايات قصب السكر
"كان لدي شغف كبير بمشاركة هذه القصة مع الجمهور، لأنني أرى فيها مثالًا يمكن أن يلهم الآخرين على حل مشكلات الوطن بطرق مبتكرة وعصرية".
بتلك الكلمات عبر لنا عبدالله صلاح الصحفي باليوم السابع، عن سعادته باختيار مرصد أخبار ميتر له كأفضل صحفي لشهر يوليو، وذلك عن تقريره: "إنتاج الورق من نفايات قصب السكر" مشروع بحثى فى أسوان.. طلاب جامعيون يعدون دراسة لاستغلال نفايات المحاصيل وتقليل الأضرار البيئية.. ويؤكدون: نسعى لتحقيق التكامل بين مصنعى كوم أمبو وإدفو.. إنتاج 105 آلاف طن".
ذلك التقرير، راعى معايير الاحترافية والمهنية الخاصة بمرصد أخبار ميتر، حيث قدم تفاصيل الدراسة كاملة، كما تواصل الصحفي مع الطلاب واستمع إلى تجربتهم الخاصة، هذا إلى جانب توثق تقريره بصور حصرية تدعم التفاصيل بشكل كامل، لهذا استحق الحصول على تقييم 100%.
"نقطة تحول في مسيرتي الصحفية"؛ بتلك الجملة استهل عبدالله صلاح، حديثه عن تقريره الفائز الذي كان له تأثير كبير على حياته المهنية والشخصية، مشيرًا إلى أنه سلط الضوء على مشروع بحثي يتعلق بمحافظة أسوان، يقوم فيه طلاب جامعيون بالعمل على الاستفادة من نفايات المحاصيل وتحويلها إلى ورق، وتمكن من إبراز جهودهم في تقليل الأضرار البيئية وتعزيز التكامل بين المصانع المحلية.
"مكالمة هاتفية كانت نقطة البداية في رحلتي لكتابة ذلك التقرير"، حيث تواصل معه وكيل كلية النقل الدولي واللوجستيات فرع جنوب الوادي بأسوان، وقدم له شرحا مفصلا حول مشروع بحثي، وهو ما أثار فضوله الصحفي، نظرًا لأن ذلك البحث يقدم حلاً عمليًا لمشكلة اقتصادية ملحة تواجهها مصر حاليًا، وهي مشكلة استيراد الورق.
رحلة ميدانية؛ انطلق عبد الله نحو طلاب المشروع البحثي واستمع إليهم وأعجبه اهتمامهم بأدق التفاصيل حتى عملية النقل بين مصنع النفايات، ومصنع إنتاج الورق. وتبين أن لديهم حلاً شاملاً ورؤية منطقية وقابلة للتطبيق لهذه المشكلة، حيث استخدموا المعرفة النظرية التي اكتسبوها من دراستهم وقاموا بتطبيقها بشكل عملي، وهذا ما يظهر العمق والتفكير الإبداعي الذي تميز به هؤلاء الطلاب. حسبما أوضح الصحفي.
حان وقت التنفيذ، بحماس شديد أوضح لنا عبدالله صلاح؛ أنه قام بنفسه بإجراء دراسة ميدانية دقيقة للمصنعين، وقام بتوثيق كافة التفاصيل بالتصوير، كما قام بإجراء مقابلات صحفية مع الطلاب والمشرفين لتسليط الضوء على جهودهم المبذولة، ولنقل قصص نجاحهم والتحديات والعقبات التي واجهوها.
يقول "عبدالله"، إن تقريره كان ملهمًا لأساتذة وطلاب آخرين، كما جذب الكثير من المبادرات والمشاريع الجادة التي تهدف إلى تطوير المجتمع، حيث تلقى العديد من الاتصالات من شباب مصري آخرين يسعون لتقديم حلول للعديد من المشكلات الأخرى التي تواجه مصر.
بين والده وابنته، حدثنا عبد الله صلاح عن سعادته بتحقيق حلم والده -رحمه الله- الذي آمن به وبموهبته، وشجعه على تخطي العقبات والتميز في مجاله، أما ابنته سلسبيل التي وصفها بالجريئة والذكية والتي تحمل جينات الصحفية الناجحة، فقد عبرت عن فرحتها بكون والدها أفضل صحفي في شهر يوليو، قائلة: "إنت أفضل أب في الدنيا ..عايزة لعبة بقى نحتفل سوا".
أما عن مسيرته المهنية، فقد أكد لنا عبدالله صلاح، أنها كانت مليئة بمحطات التعلم والاستفادة من الزملاء والزميلات، غير أنه يعتبر ملهمه الحقيقي هو المراسل الكبير الأستاذ موفق أبو النيل، مراسل الأهرام السابق، حيث ساهم أسلوبه وتفانيه في العمل، في أن يكون مثله الأعلى الذي يسعى دائمًا لأن يكون مثله. مسلطًا الضوء على غياب الفرص المتساوية للتدريب والتطوير المهني، لمراسلي وصحفيي المحافظات؛ مقارنة بنظرائهم في العاصمة أو المناطق المجاورة لها، معتبرًا أن ذلك يمثل تحديًا كبيرًا.
وعن أمنياته لتطوير مهاراته في المستقبل؛ فأكد الصحفي الفائز بجائزة شهر يوليو؛ أنه يتمنى أن تهتم أكثر نقابة الصحفيين بمراسلي المحافظات وأن تقدم لهم فرص تدريبية وورش عمل في مناطقهم، ليتمكنوا من تحسين مهاراتهم وتطوير أدائهم بشكل أكثر فعالية. موضحًا أنه في كثير من الأوقات يحتاج الصحفي/ة للتصوير والتدريب على الاستخدام الاحترافي للكاميرا، حيث يعتبر ضروريًا لتحسين جودة الصور وتوثيق الأخبار بشكل أفضل من استخدام صور الهاتف أو صور أرشيفية. وهذا مثال سهل يمكن معالجته من خلال تقديم تدريبات محلية وقريبة للصحفيين في المناطق النائية أو الصعيد.
وفي ختام لقائنا المميز مع عبد الله صلاح، الفائز بجائزة شهر يوليو؛ قدم لنا ترشيحًا لعدد من التقارير التي أنتجها مؤخرًا، والتي يسعده أن يطلع عليها القراء..
مصر والسودان.. الخير الذى لا يعرفه الكثيرون
