Property Image

عروس النيل.. أسطورة كذبها العلماء وجعلتها السينما حقيقة

Published on : 16/08/2023  Updated on: 04/05/2025 04:05:26  Classification: Explainer 

يحتفل المصريون يوم 15 أغسطس من كل عام بعيد وفاء النيل، وقد توارث المصريون تلك العادة عن القدماء الذين اختاروا هذا الشهر للاحتفال بالنيل لأنه شهر الفيضان، ليأتي محملًا بالطمي والماء، وتقديرًا منهم لمكانة النيل وما يبعثه من خير.

علق في أذهان المصريين صورة عن هذا الاحتفال تتمثل بإلقاء فتاة عذراء متزينة في النيل، لتكون قربانًا لإله النيل "حابي" ليتزوجها في العالم الآخر.

ومصدر تلك القصة معروف فهو فيلم عروس النيل للفنانة لبنى عبد العزيز ورشدي أباظة وإخراج فطين عبد الوهاب.

ما هي حقيقة تلك القصة؟

بالبحث عن حقيقة  الرواية اكتشفنا أن لا يوجد مصدر واحد موثوق به أكد إلقاء المصريين القدماء لفتاة حية في النيل كقربان بشري.

جرت العادة قديمًا عن أن المصريين القدماء يلقون عروسة من الخشب في النيل خلال حفل عظيم يتقدمه الملك وكبار رجال الدولة.

القصة مصدرها المؤرخ الإغريقي بلوتراك الذي تحدث عن أن  ملك مصرإيجيبتوس غضب بعد أن توقف النيل عن فيضانه لمدة سبع سنوات، فنصحه الكهنة بإلقاء ابنته في النيل ففعل ثم ندم ندمًا شديدًا فألقى بنفسه فى النيل فهلك مثلما هلكت.

بالبحث عن اسم الملك إيجيبتوس لم نجد له وجودًا إلا في رواية "بلوتراك".

جاءت القصة أيضا في كتاب "فتوح مصر والمغرب" للمؤرخ عبد الرحمن بن عبد الحكم، حيث ذكر أن عمرو بن العاص أرسل للخليفة عمرو بن الخطاب يستشيره في رغبة المصريين بإلقاء فتاة كقربان للنيل، والذي رفضها الخليفة لتنافيها مع الإسلام.

تناقلت الأجيال قصة بن عبد الحكم، على الرغم من عدم ذكر رواية إلقاء فتاة بشرية في النيل في النصوص المصرية القديمة.

يقول العالم المصري رمضان عبده في كتابه "حضارة مصر القديمة" إن ابن عبد الحكم كتب هذه القصة بعد دخول العرب لمصر بنحو 230 عامًا، فمن الممكن أن تكون رويت له من أحد المخرفين أو من تأليفه.

أكد رواية رمضان المؤرخ عبدالحميد زايد في كتابه "مصر الخالدة" وقال إن قصة ابن عبد الحكم أُحذوبة أو سوء فهم ووصفها بغير المعقولة.

توجد لوحات وبرديات تصف أحوال النيل وفيضانه وأزماته، ولم يرد فيها أي إشارة لفتاة عذراء تُقدم كقربان للنيل.

الباحث الفرنسي بول لانجيه تفرغ لدراسة قصة عروس  وتوصل إلى أن المصريين القدماء كانوا لا يلقون بفتاة في النيل، ولكنهم كانوا يحتفلون بإلقاء سمكة من نوع "الأطم" وهذا النوع من السمك قريب الشبه من الإنسان.

وعالم المصريات دكتور أحمد منصور أكد من خلال دراسته أن المصريين كانوا يلقون تماثيل من الفيروز لضمان فيضان وفير، وأن إلقاء فتاة بشرية ما هو إلا خرافة.

مصادر 

https://2u.pw/71YpYk6

القصة عن بلوتراك 

https://2u.pw/bh2dUz5

الشروق 

https://2u.pw/Qpgq9O9

سبب إشاعة القصة 

https://2u.pw/OCUyo9Y

أحمد منصور 

https://2u.pw/0EJAMh1

المؤرخ عبد الحميد زايد 

Conclusion

هذه القصة خرافة لا أساس لها في المصادر المصرية القديمة. استندت في أصولها إلى رواية المؤرخ اليوناني بلوتراك عن “ملك إيجيبتوس” الذي ألقى ابنته انتقامًا من جفاف النيل، ثم قُتل هو أيضًا. ثم كررها ابن عبد الحكم في “فتوح مصر والمغرب”، رغم رفض الخليفة عمر بن الخطاب لها. أثبتت الدراسات (بول لانجيه، وأحمد منصور، ورمضان عبده…) أن المصريين القدماء كانوا يلقيون تماثيل خشبية أو سمكًا من نوع “الأطم” أو تماثيل فيروزية في النيل لضمان الفيضان، لا بشرًا.

Profile Picture

دينا إبراهيم (المديرة التنفيذية)

تمتلك مديرة المرصد خبرة متميزة في الصحافة تتجاوز 17 عامًا، إلى جانب أكثر من سبع سنوات في مجال الر...

Correction policies

The Akhbarmeter team provides a space for stakeholders and the public to respond to information contained in the fact-checking process and correct it with complete transparency. You can contact us via our email at [email protected]. The team will also undertake to make the necessary corrections as soon as possible once the information is confirmed and accepted. Apply here

Related topics

Topics that are related to this one

Want accurate news and updates?
Sign up for our newsletter to stay up on top of everyday news.
We care about the protection of your data. Read our Privacy Policy