كلاب حراسة بلا أنياب: الصحافة كمهنة البحث عن المتاعب

كلاب حراسة بلا أنياب: الصحافة كمهنة البحث عن المتاعب

تم النشر بتاريخ : 10/03/2017  تم التحديث بتاريخ: 30/04/2025 10:04:51  تصنيف: أخلاقيات الإعلام 

لا يزال هاتلج في كتابه يتحفنا بمزيد من الأمثلة حول الصحفي وما يجب أن يقوم به من أدوار فيقول :

"إن الانتهاكات التي تتحقق من خلال الحذف أكثر من تلك التي تتحقق من خلال الإضافة أوالتكليف ،فمثلا الإلتزام بالرقابة الصارمة على الأنشطة الحكومية يمكن تجنبه بطرق مختلفة ."

يرى هاتلنج أن بعض الصحف تتبني سياسة " لا تهز القارب" أي التغاضي عن بعض الممارسات التي تقوم بها الحكومة ،أو عمليات التقسيم التي تنتهجها الصحف التي تعطي بعض الأشخاص امتيازات معينة تحميها و في المقابل تتغاضى الصحف مثلا عن الأحوال متدهورة في التعليم، و أن يتم تجاهل الأخبار التي تخص بعض الكبار لأن الناشر لا يريد مشكلات ،و لا يريد إثارة غضب أحد منهم ،لذا فإن بعض الحوادث تركز على حوادث روتينية لا ضرر من ذكرها ،وهكذا تظل ميزانية الصحيفة في أمان و لكن هذه الصحافة لا تؤدي مهمتها الأساسية

يوجه هاتلنج أيضا الفشل في أداء المهمة الاحترافية في العمل الصحفي لبعض المحريين مثلا:

-مراسل في أحد الصحف في واشنطن يعرف أن أحد النواب لدية مشكلة إدمان الخمر وأن هذه المشكلة تعيقه عن أداء واجبه في الكونجرس، ولكن الصحفي يتجنب إثارة هذه المشكلة في صحيفته حتى لا يخاطر بأن يفقد هذا النائب كمصدر كبير و مهم بالنسبة له.

و يوجز هاتلج بالقول أنه من المفهوم أنه يجب على الصحفي الحفاظ على مصادر أخباره وأن يتقرب منها ولكن قيمة هذه المصادر تكمن في الأساس في مدى أهميتها بالنسبة لصحة الخبر، فلا يجب عليه أن يتلون بلونها (المصادر) ولا بالقيم التي يؤمن بها الأشخاص أو الوكالات ،و أن المهمة تتطلب عينا ترى بوضوح وقدما ثابتة كما يقول هاتلنج.

فهل هذا ممكن من الأصل؟ وهل يوجد في هذه الأيام التي نعيشها صحافة غير متلونة ومصادر غير منحازة؟ هل تتفق مع هاتلنج؟

الخلاصة

يرى هاتلنج أن أخطر أشكال الانتهاك الصحفي تكمن في الحذف المتعمد للمعلومات، حيث تعتمد بعض الصحف سياسة "لا تهز القارب"، فتمتنع عن نشر قضايا تمس مصالح النافذين حفاظًا على علاقاتها ومصادرها. ويشير إلى أن المراسلين أحيانًا يضحّون بالحقيقة لحماية مصادرهم، بينما الصحافة المهنية تتطلب النزاهة والحياد، دون الانحياز لقيم أو مصالح المصادر، بل الثبات على أخلاقيات المهنة.

Profile Picture

AkhbarMeter Team ()

سياسات التصحيح

يتيح فريق أخبار ميتر المساحة المناسبة لرد الأشخاص المعنيين والجمهور على المعلومات الواردة في عملية تقصي الحقائق بتصحيحها بشفافية كاملة. يمكن التواصل معنا عبر بريد الموقع الإلكتروني [email protected]. كما يتكفل الفريق بإجراء التصحيحات اللازمة حال التأكد من صحة المعلومات وقبولها في أسرع وقت ممكن. قدم من هنا

مزيد من المقالات

نشرة أخبار ميتر
للاطلاع على تقييمات المواقع الأكثر شعبية وأبرز الأخبار الكاذبة.
نحن نهتم بحماية بياناتك. اقرأ سياسة الخصوصية