كلاب حراسة بلا أنياب : الصحافة كمهنة البحث عن المتاعب
لا زال هاتلج في كتابه يتحفنا بمزيد من الأمثلة حول الصحفي وما يجب أن يقوم به من أدوار فيقول :
"إن الانتهاكات التي تتحقق من خلال الحذف أكثر من تلك التي تتحقق من خلال الإضافة أوالتكليف ،فمثلا الإلتزام بالرقابة الصارمة على الأنشطة الحكومية يمكن تجنبه بطرق مختلفة ."
يرى هاتلنج أن بعض الصحف تتبني سياسة " لا تهز القارب" أي التغاضي عن بعض الممارسات التي تقوم بها الحكومة ،أو عمليات التقسيم التي تنتهجها الصحف التي تعطي بعض الأشخاص امتيازات معينة تحميها و في المقابل تتغاضى الصحف مثلا عن الأحوال متدهورة في التعليم، و أن يتم تجاهل الأخبار التي تخص بعض الكبار لأن الناشر لا يريد مشكلات ،و لا يريد إثارة غضب أحد منهم ،لذا فإن بعض الحوادث تركز على حوادث روتينية لا ضرر من ذكرها ،وهكذا تظل ميزانية الصحيفة في أمان و لكن هذه الصحافة لا تؤدي مهمتها الأساسية
يوجه هاتلنج أيضا الفشل في أداء المهمة الاحترافية في العمل الصحفي لبعض المحريين مثلا :
-مراسل في أحد الصحف في واشنطن يعرف أن أحد النواب لدية مشكلة إدمان الخمر وأن هذه المشكلة تعيقه عن أداء واجبه في الكونجرس ،ولكن الصحفي يتجنب إثارة هذه المشكلة في صحيفته حتى لا يخاطر بأن يفقد هذا النائب كمصدر كبير و مهم بالنسبة له .
و يوجز هاتلج بالقول أنه من المفهوم أنه يجب على الصحفي الحفاظ على مصادر أخباره وأن يتقرب منها و لكن قيمة هذه المصادر تكمن في الأساس في مدى أهميتها بالنسبة لصحة الخبر ، فلا يجب عليه أن يتلون بلونها (المصادر) و لا بالقيم التي يؤمن بها الأشخاص أو الوكالات ،و أن المهمة تتطلب عينا ترى بوضوح وقدما ثابتة كما يقول هاتلنج .
فهل هذا ممكن من الأصل ؟وهل يوجد في هذه الأيام التي نعيشها صحافة غير متلونة و مصادر غير منحازة ؟ هل تتفق مع هاتلنج؟