لم تكف التطبيقات الإلكترونية والمواقع الصحفية والإعلامية عن بث أخبار تحت عنوان "عاجل" عن مقتل الآلاف في خان شيخون بسوريا جرّاء مذبحة جديدة، فكل وكالات الأنباء العالمية والإقليمية والمحلية سارعت بالقيام بتغطية مكثفة للموقف، وبث الأخبار بالصور الحية من المشهد للجمهور المتعطش للمعرفة والقلق للغاية من مصير سوريا في كل بقاع الأرض، ومع هذا، فقد فرضت التحيزات السياسية بعض التوجهات التي انتهجتها الصحف المختلفة، سواء في الصحف العالمية أو المحلية والإقليمية.
فبينما تعاملت المؤسسات الصحفية والإعلامية الأمريكية مع الخبر بحيادية سعت بها لنقل الأحداث بتغطية صحفية مهنية، اتخذت الصحافة الروسية موقفاً غامضاً تجاه الأزمة، حيث ذكرتها باقتضاب من باب العلم بالشىء، لكنها لم تتوغل في تفاصيل الأمر، نظراً لمصلحة روسيا القومية في سوريا والمتمثلة في ميناء أبو طرطوس، والذى يدفع روسيا إلى حد التدخل العسكرى لدعم بشار فى سوريا من أجل حمايته، ولذلك لم تسهب في تفاصيل المواقف ولم تحاول اجترار أبعاده، خصوصاً وإن روسيا مازالت تعانى ويلات تفجير مترو بيترسبرج منذ يومين فقط، ولذا فإن الأمر لا يحتمل أي مخاطرات بأمن الوطن، ومن ثم توقفت عند حد ذكر خطوطه العريضة، غير هذا لم تترك صحيفة عالمية الخبر إلا وتناولته بالتحليلات ووثقته بالصور والفيديوهات من قلب الحدث.
وعن الإعلام الإقليمى والمحلى، نجد المؤسسات الصحفية والإعلامية العربية بشكل عام اهتمت بتغطية الحدث وإمداد الجمهور بالأخبار اللازمة عنه، لكن أغلبها لم يراعى المهنية الإعلامية من ضرورة الالتزام بالموضوعية والحيادية في التغطية والتحليل، فيُلاحظ في إعلام الخليج تصوير بشار بمجرم الحرب القاتل غير المتورع عن قتل الأطفال، ونحن لسنا هنا بصدد الحكم على مدى صحة الأمر، وإنما نرى في هذا معارضة الخليج وبخاصة السعودية لوجود بشار الأسد في الحكم خوفاً من انتشار المد الشيعي في المنطقة العربية، وهو ما كان يدفعهم لمساندة المتمردين في المقام الأول، وبالتالي تتأثر المؤسسات الصحفية والإعلامية بما ترتأيه دولتها من أشياء تعد في نظرها مصلحة قومية.
وعن الصحافة المحلية، فقد واكبت المؤسسات الصحفية والإعلامية المصرية الخبر من خلال عرض تفاصيله فحسب للجمهور، بدون التطرق لأى تحليلات أو نقاشات حوله، فقط تذكره من أجل التغطية الصحفية في حد ذاتها لا أكثر ولا أقل.
من كل ما سبق، نستطيع أن نستشف الاختلاف القوى في ردود الفعل الصحفية والإعلامية حول الحادثة من مختلف أنحاء العالم، ونتأكد، إن المصلحة القومية للدولة محركاً أساسياً في رؤية صحافتها وإعلامها لأحداث البيئة الدولية.
دينا إبراهيم
تمتلك مديرة المرصد خبرة متميزة في الصحافة تتجاوز 17 عامًا، إلى جانب أكثر من سبع سنوات في مجال الرصد الإعلامي والتحقق من المعلومات، مما أكسبها مهارا...
تمتلك مديرة المرصد خبرة متميزة في الصحافة تتجاوز 17 عامًا، إلى جانب أكثر من سبع سنوات في مجال الرصد الإعلامي والتحقق من المعلومات، مما أكسبها مهارات استثنائية في هذا القطاع. حاصلة على درجة الماجستير في قيادة الاتصالات الرقمية من جامعتي بروسيلز الحرة وسالزبورج، وتواصل حاليًا دراساتها في مجال علوم البيانات، مدفوعةً بشغفها لتعزيز إمكانياتها في خدمة صناعة الإعلام. من أبرز إنجازاتها المساهمة في تطوير منهجيتي تقييم المحتوى الإعلامي المكتوب والتحقق من المعلومات وتأسيس قسم التحقق من المعلومات. نالت تقديرًا دوليًا، حيث حصلت، ممثلة عن الفريق، على المركز الثاني في تحدي الابتكار الشبابي حول الديمقراطية والحكم في إفريقيا، وفازت بتحدي الابتكار في مجال الإعلام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذي نظمته الشبكة العربية الرقمية.
تشرف مديرة المرصد على جميع أنشطته وتضع خطط التطوير بالتعاون مع مسؤولي الأقسام واختيار فريق العمل، كما تتولى التنسيق بينهم وتحديد السياسة التحريرية للمرصد، وتكون المرجع في حال حدوث أي خلافات تحريرية أو تقييمية.
pages.topic.correctionStatement
pages.topic.requestCorrectionText 📱 pages.topic.contactUs