رودولفو خورخي والش، كاتب و صحفي أرجنتيني من أصل إيرلندي، يعتبر مؤسس الصحافة الاستقصائية في الأرجنتين، كان مقاله المُعنوَن بـ " رسالة مفتوحة من كاتب إلى المجلس العسكري" سبباً كبيراً فى شهرته الواسعة، ومع الأسف سبباً أكبر فى تصفيته، حيث نُشر قبل يوم من اغتياله، لأنه كان بمثابة احتجاج شرس على السياسات الاقتصادية للحكومة الديكتاتورية العسكرية الأرجنتينية آنذاك، والتي كان لها تأثير كارثي على المواطنين الأرجنتينيين، أكثر حتى من سياسات انتهاك حقوق الإنسان التي قامت بها الحكومة.
وُلد والش في التاسع من يناير عام 1927 بـ لامارك، وهي مدينة في مقاطعة أفلانيدا بمقاطعة ريو نيغرو، الأرجنتين، انتقل إلى بوينس آيريس، وعلى الرغم من إنه بدأ دراسته الجامعية بقسم الفلسفة، إلا إنه تخلي عنها والتحق بعدد من مختلف الوظائف، معظمها في مجالي الكتابة والتحرير الصحفي، وفي 1953 حصل على جائزة بوينس إيريس الأدبية عن كتابه "ڤارياسيونيس أون روخو".
فى البداية قام بدعم ثورة الحرية التي انقلبت على حكومة خوان بيرون الديمقراطية في 1955، ومع حلول 1956 بدأ والش يعلن رفضه بصوت عال سياسات الحكومة العسكرية المتشددة بقيادة أرامبورو من خلال كتاباته، وفي 1957 أنهى تقرير له بعنوان operación masacre ) ( أو "عملية المجزرة"، وهو تحقيق صحفى استقصائى عن قيام الحكومة بعمل غير مشروعي وغير قانوني بتنفيذها لحكم الإعدام على مجموعة من المنتمين لحركة بيرونيسم السياسية في عام 1956، ثم ذهب إلى كوبا في 1960 لتأسيس وكالة أنباء "برينسا لاتينا" مع صديقه جورج ماسيتي، كما انضم إلى فيدل كاسترو في كفاحه ضد الولايات المتحدة خاصة في عملية خليج الخنازير، حيث يُقال إنه من قام بفك شفرة خاصة بالمخابرات الأمريكيةCIA " "،والذي كان سبباً فى تفوق كاسترو عليهم.
بعد عودته إلى الأرجنتين فى 1973، قام والش بالانضمام إلى مجموعة راديكالية، واشترك في حرب العصابات المسلحة، ولكن في نهاية المطاف قرر ترك السلاح ومواجهة الدكتاتورية والكفاح ضدها بسلاح القلم لا البنادق، فكانت أبرز كتاباته "رسالة مفتوحة من كاتب إلى المجلس العسكري".
في 25 مارس 1977، وبعد يوم واحد فقط من نشر مقالته، قامت مجموعة من الجنود من المدرسة البحرية للميكانيكا بتوقيف والش عند صندوق بريد وأمره بالاستسلام، قاوم والش بمسدس صغير كان يحمله معه، وعلى ما يبدو إنه أطلق النار أولاً، حيث أُصيب أحد الجنود، فأُصيب هو بجروح قاتلة بنيران الرشاشات.
وقد دُرست شخصية رودولفو والش في الأوساط الأدبية كمثال نموذجي للتوتر بين المفكر والسياسي، أو بين الكاتب والثوري. إلا أن والش اعتبر نفسه ثوريا أكثر من كاتب، وذكر ذلك علنا. ومن خلال كتاباته وشخصيته وحياته قامت عدة أعمال سينمائية ومؤلفات عليها، ليُخلد اسم رودولفو والش في جميع أنحاء الأرجنتين.
Topics that are related to this one