الصحافة والنقد الفني

تطالعنا وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي بين الحين والآخر بأحدث الأفلام التي سيتم عرضها في قاعات السينما، سواء المحلية منها أو العالمية، وتتصدر المقاطع الدعائية  للأفلام المواقع والقنوات المختلفة، بل وتُفرَد صفحات كاملة في الجرائد والصحف والمجلات العادية، والخاصة المهتمة بالشأن الفني لتنشر أفيشاتها والتحليلات النقدية بشأنها.

وتعد السينما مادة دسمة للنقاد، خصوصاً مع اللهفة التي تعتري الجمهور جراء انتظارهم لمشاهدة ما يتم عرضه حديثاً من أفلام، وهو ما يجعل تناول هذه الأفلام بالنقد والتصنيف والتحليل أمراً لا يفوته النقاد، وحرصاً منهم على إيجاد نوافذ للوصول لقراءهم ، سعوا للدخول الى عالم الإعلام والصحافة، وهو ما أظهر لنا صحافة النقد السينمائى.

من الضروري أن نبين الخطأ الذي يقع فيه كثير من الناس عند ذكر كلمة نقد، إذ أخذت الكلمة منحى سيئاً في التناول بين الجمهور، حيث دائماً ما تدلل على معنى سلبي يتبادر للذهن بمجرد ذكره، والحقيقة أن كلمة نقد تعني إيضاح وتبيان الشئ المراد، سواء بالتعرض له من جوانب إيجابية أو سلبية أو كليهما،  وعليه فإنه من الممكن التفرقة بين نوعين من النقد الصحفي السينمائى، هما النقد البناء والنقد الهدام، إذ يهتم النوع الأول بإبراز مساوئ وعيوب العمل السينمائى بشئ من الحيادية والموضوعية دون تدخل الأهواء والآراء، وعلى العكس فإن النوع الثاني لا يضع للموضوعية أي اعتبار ويقوم بتقييم أي شيء بشكل تتحكم فيه الأهواء بطريقة ملحوظة سواء كان رفع العمل إلى مستوى أعلى من قيمته أو التقليل من آخر دون وجه حق ، كل هذا دفع النقاد إلى دخول عالم الصحافة من أوسع أبوابه ، فظهرت المقالات الصحفية السينمائية و التحليلات الوصفية لسياق الأفلام وأهم مشاهدها وأكثرها تأثيراً، وقد زاد التداخل بينهما مع تطور الصحافة الإلكترونية، حتى أصبحت تخصص مواقع صحفية لها حسابات على موقع التواصل الاجتماعى، مثل "ذا سين" أو المشهد والتي تذهل الجمهور بانتقاء أكثر المشاهد إتقاناً في كل الأفلام، بل وصل إلى حد قيام برامج معينة بتناول الأفلام السينمائية بالتحليل ووضع تقييم لها، مثل برنامج فينييت للمذيعة إنجى.

تهتم الصحافة بالنقد الفني لعدة أسباب منها: متابعة ما يتابعه الجمهور ونقله لهم لجذب القراء قدر المستطاع، بالإضافة إلى ربط جسر تواصل بين العمل الفني والعمل الصحفي والذي يدر على كليهما الكثير من النواحي المادية.

لا يخرج النقد الصحفي للعمل السينمائي عن إطار أنواع النقد السابق ذكرها، فبعض الصحف وبعض الأقسام الفنية تعمل على النقد الإيجابي كون ذلك يُكسبها مصداقية لدى الجمهور ومن أجل تقديم محتوى جيد يستطيع من خلاله متابعة الأفضل له، ومن جهة أخرى تتجه بعض الصحف إلى النقد السلبي من أجل عمل إثارة وجذب انتباه من لاشئ الأمر الذي قد يؤدي إلى قيامها بتحطيم إنتاج سينمائي ما دعائيا أو العكس دون وضع أي اعتبار لقيمته الحقيقية.

على كل، فإن العلاقة بينهما تظل قائمة طالما تواجدا وبشكل عام فإن ذلك له أثر على شباك التذاكر وكذلك على نسبة بيع الصحف في أكشاك البيع.