الصحافة العلمية..خبايا جديدة

29/03/2017 
5 دقائق للقراءة
كتابة: AkhbarMeter 
التصنيف: أخرى


مع ازدياد العلوم و تخصصاتها الدقيقة، و مع انتشار وسائل الإعلام الجديدة و خصوصاً الصحافة الإلكترونية، تزايدت الحاجة إلى الصحافة المتخصصة، فلم يعد مفهوم الصحافة الشاملة مقبولاً الآن إلى حد كبير، إذ لكل فرع من فروع العلم و المعرفة أدواته، و مصادره و طريقته في المعالجة و العرض، وهو ما أظهر لنا ما يُعرف بالصحافة العلمية.


والصحافة العلمية فى الصحافة المتخصصة في العلوم و التكنولوجيا، حيث تتناول مقالات وتحليلات وتقارير علمية، ويُفرَد لها صفحات خاصة فى الصحف أو المجلات، أو ملاحق معنية بها، حتى تطورت إلى ظهور دوريات علمية خاصة فى كل ميادين العلوم، من طب وفلك وهندسة وفيزياء وغيرها.


تشهد الصحافة العلمية الآن نقلة جديدة من حيث الكم و النوع، نظراً لظهور مشروعات وخطط علمية و بحثية جديدة،فضلاً عن عقد المؤتمرات العلمية الدولية في مجالات حديثة باستمرار، والتى تحتاج إلى تغطية صحفية دائمة من أجل تقديمها لإلمام الجمهور المهتم بمعرفتها.


و لعل مما يبرز دور هذا النوع من الصحافة الحالي و المستقبلي قيامها بدور اجتماعي حيوي يتمثل في كونها المُتَرجِم أو حلقة الوصل بين العلماء المتخصصين الذين يغلب على كتاباتهم الطابع الحسابي والتقني شديد الدقة والتعقيد، والقراء الذين يحتاجون في فهم العلوم إلى لغة أبسط وأسلوب أوضح.


للصحفى العلمى شروط معينة يفرضها عليه تخصصه الصحفى، حيث يتطلب النجاح فى الصحافة العلمية أن يكون الصحفي مترجماً أميناً من اللغة الإنجليزية – وهي اللغة السائدة في العلوم في الوقت الحاضر- إلى اللغة العربية سهلة القراءة والاستيعاب لدى غالبية القراء، كما إنها تحتاج إلى الالتزام بالدقة والفهم الصحيح للموضوعات العلمية، واحترام العلم و العلماء و الباحثين و المخترعين، والتخلص من رهاب العلوم، إلى جانب مراعاة التخصصات العلمية الدقيقة و أخذ العلوم من مصادرها، فضلاً عن توافر الثقافة اللغوية التي تمكن الصحفي من الوصول إلى القارئ بدقة و سلاسة متلازمَين.


وبالرغم من رواج الصحافة العلمية فى المؤسسات الصحفية الأوروبية والغربية، إلا إن الوضع فى الصحافة العربية مقلق بعض الشىء، حيث يتوقع المحللون الصحفيون إن عدد الصحفيين العلميين المهتمين بالعلوم والتكنولوجيا سد الفجوة المتوقعة في هذا المجال، بعدما ازدادت أوعية النشر الخاصة به بشكل ملحوظ، فعلى سبيل المثال تكمل الطبعة العربية من مجلة (Nature) طباعة نسخها وانتشارها فى الوطن العربى، و سبقتها فى هذا المجال مجلة علوم و تكنولوجيا والعربي العلمي والتقدم العلمي والعلوم الأمريكية في الكويت، و مجلة الهندسة والتكنولوجيا في العراق، و مجلة تقنيات وعلوم وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في السعودية، وغيره، بينما يرى البعض الآخر إن الصحافة تعكس وضع المجتمع الذى تنشأ فيه، والصحافة العلمية تعكس وضع البحث العلمي في الوطن العربى، والمؤسف أن البحث العلمي الذي تُخصّص له موازنة تقدّر بـ2% من الدخل القومي الإجمالي وفق المعدل العالمي، وأكثر من 3% في البلدان المتقدمة، يكاد لا يحصل على 0.5% في المنطقة العربية؛ فعلام ستقوم الصحافة العلمية؟ 


ومن جهة أخرى، معظم الصحفيين الذين يتابعون الشؤون العلمية غير متخصّصين، والعلم لا يتحمّل الخطأ، والصحافة العلمية تقتضي الدقة، والخلفية العلمية، ومتابعة الأحداث، والإلمام بجديد العلم والتكنولوجيا، ومعرفة المصادر الموثوقة والاصطلاحات العلمية، علماً أنه ربما أكثر من 90% من مصادر المعلومات العلمية متوافرة باللغتين الإنجليزية والفرنسية وغير مترجمة. وتعدّ مجلة البيئة والتنمية من المجلات القليلة التي نجحت في اجتذاب القراء؛ لأنها تقدّم لهم الجديد والممتع بدقة ووضوح وشكل حسن، وهي تحتفل هذا العام بمرور عشرين عاماً على صدورها.

مزيد من المقالات

نشرة أخبار ميتر
للاطلاع على تقييمات المواقع الأكثر شعبية وأبرز الأخبار الكاذبة.
نحن نهتم بحماية بياناتك. اقرأ سياسة الخصوصية