إن الاهتمام بالصحافة في تركيا قديم قدم تركيا ذاتها، حيث انتشر العمل الصحفي منذ وجود الدولة العثمانية، ولكن كانت أولى بداياته الحقيقية في عام 1860، وأخذ يتوسع ويتطور خاصةً بعد سقوط العثمانيين وإعلان الجمهورية على يد كمال أتاتورك في عام 1924 إلى وقتنا وعهدنا الحالي.
وتُعد صحيفة الحريات (Hürriyet) أحد أعرق وأقدم الصحف التركية انتشارا على المستوى المحلي التركى، وقد تأسست تلك الجريدة في الأول من مايو عام 1948 على يد سدات سماڤي، وهو صحفي وكاتب ومخرج سينمائى أيضا، كان له فأكبر الأثر في إثراء الحياة الصحفية في تركيا.
بلغ عدد القائمين على "حريات" ما يقارب من 48 شخص، وحازت على نسبة كبيرة من المبيعات بلغت 50 ألف نسخة في أسبوعها الأول، وكان لها التداول الأعلى من بين الصحف التركية جمعاء منذ مطلع العام الحالي، إذ بلغت 334,000 نسخة، وهي بالضرورة صحيفة ناطقة باللغة التركية، وهو ما كان سبباً فى أعدادها التوزيعية المهولة.
مالك الصحيفة هي مجموعة دوغان للإعلام، وتعد أحد أكبر المؤسسات والشركات الإعلامية التركية.
حذت الصحيفة منذ نشأتها حذواً ليبرالياً واضحاً، مع ميول محافظة شديدة، هذا الاتجاه الليبرالى المحافظ الذي يرجع في الأصل إلى مؤسسها سماڤي، وكذلك إلى رؤساء التحرير والصحفيين الذين كتبوا بها وعملوا على إثراءها.
يمكن اعتبار الخط التحريري للصحيفة ترويجاً وسوقاً وسطياً يجمع فى طياته بين القيمة الترفيهية مع التغطية الإخبارية الشاملة لجميع الأحداث الداخلية والخارجية، وذلك من خلال امتلاكها لعدد من كاتبي الأعمدة الصحفية أصحاب الكفاءات الكبيرة، وتمتلك الصحيفة مكاتب أجنبية وإقليمية فى أهم المدن حول العالم وداخل تركيا ذاتها من أجل تحقيق ما ترنو إليه من أجل التغطية الشاملة تلك، ولذا فإن لديها مكاتب إقليمية في أهم المدن التركية مثل أنقرة، إزمير، أدنة، أنطاليا وترابزون فضلا عن مقرها الرئيسي بإسطنبول، فضلاً عن كاتبها بالخارج، كما إنها تمتلك شبكة إخبارية واسعة تضم 52 مكتبا بالإضافة إلى 600 صحفي في تركيا وخارجها.
يتم طباعة الجريدة في 6 مدن تركية بالإضافة إلى طبعها في مدينة فرانكفورت بألمانيا، وفِي عالم الواقع الافتراضي –الانترنت- فإن موقعها أخذ المركز العاشر كأكثر المواقع الإلكترونية زيارة في تركيا، والمركز الثاني باعتبارها موقع صحيفة، والمركز الرابع كموقع اخباري إلكتروني حسب موقع إليكسا بدءً من يناير للعام الحالي.