خبر قديم يكشف أكاذيب الصحافة عن ثريا فخري

أثار منشور جدلا واسعا على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك عن حياة ثريا فخري، الدادة السينمائية المشهورة.

ولاقى المنشور رواجا بعد تداوله بساعات قليلة، به العديد من المعلومات الخاطئة عن الفنانة.

يحمل المنشور رسائل كراهية للفنانة بأنها كانت تكره الإسلام، وأنها عاشت حياتها في مصر تتجسس لصالح إسرائيل وتقوم بعمليات إرهابية.

زوجها الأول حسب المنشور هو محاسب الفنانين محمد توفيق، طلقها بعد فترة قليلة بعد كشفه حقيقتها، وأنها تزوجته لتعرف دخل ليلى مراد.

ذكر المنشور المزيف أيضا، أنها كانت تخفي متفجرات تحت منزلها، بهدف التخريب والقيام بعمليات إرهابية، إلى أنها نالت جزاءها لينفجر المنزل وتموت تحت الركام.

بالبحث والتدقيق تبين أن المنشور تداول أول مرة في ذكرى وفاتها يوم ٢٣ فبراير ٢٠٢١، وبدأت الأخبار في الكتابة عنه وتصحيحه منذ ذلك الوقت.

صححته صحيفة الموجز ومصراوي والمصري اليوم، بعد شرحهم لمشوار حياتها، ولكن يوجد عدة معلومات تثير الانتباه. 

تناولت الأخبار حياتها ومولدها حيث ولدت في مدينة زحلة اللبنانية لعائلة يهودية، ووالدها كان يعمل بتجارة الأقمشة، ولم تنل قسط كبير من التعليم، لبساطة عائلتها.

جاءت مع عائلتها إلى مصر في عمر ٢٥ إثر تعثر والدها ماليا في لبنان.

عشقت التمثيل منذ الصغر، وانضمت لفرقة علي الكسار المسرحية فور انتقالها إلى الإسكندرية.

تزوجت على مدار حياتها ثلاثة زيجات، الأولى من محاسب الفنانين محمد توفيق وانتهت الزيجة بالطلاق سريعا، ثم تزوجت من شاب مصري يدعى نبيل دسوقي ودام الزواج ١٠ سنوات وتوفى الزوج إثر مرض، ثم تزوجت من فؤاد فهيم ودام الزواج ٧ سنوات إلى أن توفى وترك لها ثروة كبيرة. 

صحيفة مصراوي استشهدت بالناقد السينمائي محمود قاسم في تصريح لها، حيث أكد أن هذا الكلام غير صحيح بالمرة، وهناك من يحاول أن يشوه صورة بعض الفنانين.

والمنطق أيضا فلو كانت جاسوسة صهيونية كيف تزوجت من ثلاثة رجال مسلمين وكيف لم ينكشف أمرها على مدار حياتها كاملة من قبل المخابرات المصرية إلى أن توفيت في مصر. 

ما حقيقة تلك الأخبار وهل هذه هي القصة الحقيقية؟ 

الحقيقة الوحيدة هي أنها لبنانية يهودية قولا واحدا.

بالنسبة لتاريخ الوفاة لم يوجد دليل واحد على التاريخ الحقيقي لوفاتها، لسبب بسيط فهي فنانة كانت شبة مجهولة أقرب للكومبارس، والاهتمام المفاجئ بها تمثل في ما تركته من أموال.

نشر موقع إعلام دوت كوم صورة خبر قديم من جريدة أخبار اليوم عن وفاة ثريا، بقلم محرر اسمه أحمد زعبوط، بعنوان ثروة تبحث عن وريث، والواضح أن هذا هو الخبر الوحيد عن الوفاة.

والخبر كان بتاريخ ٢٧ نوفمبر ١٩٦٥ وذلك بعد أسبوع أو أكثر من وفاتها، وتتحدث كل الأخبار الحديثة عن تاريخ الوفاة أنه في ٢٣ فبراير ١٩٦٦.

معنى ذلك إن ذكرى الوفاة التي تحتفل بها الأخبار حديثا غير صحيحة.

بالبحث اكتشفنا أنه لم ينشر خبر وفاتها إلا بسبب الثروة التى لم تكن هائلة كما نقرأ في الأخبار ولكن كل الموضوع أنها ثروة تبحث عن وريث. 

الثروة حسب الخبر القديم قدرت ب ١٣ ألف جنيها مصريا وعمارتين، وهي نتيجة ميراثها من زوجها المحاسب وعملها بالسينما طيلة حياتها.

وذكر الخبر أيضا معلومة هامة أنها لم تطلق من محاسب الفنانين كما ذكرت الأخبار حديثا، ولكنها عاشت معه طيلة الزواج إلى أن توفاه الله وعاشت على خدمته لمدة ٧ أعوام. 

بمعنى أن الثروة ليست نتيجة ميراثها من زوجها الثالث، وأنها ورثت زوجها المحاسب.

الخبر القديم ذكر معلومات مقتضبة عنها عن طريق فايزة داود التي كانت تفصل ملابس ثريا وزميل لها في مسرح الكسار ذكرته الأخبار الحديثة على أنه أحد أزواجها يدعى نبيل دسوقي.

أوضحت فايزة أن أول زيجة لثريا كان ظابط بوليس وانتهت حياتها معه بالطلاق مع وفاة والدها بالإسكندرية.

معنى ذلك أن أول زيجة لها لم يكن محاسب الفنانين، وأن نبيل دسوقي ليس أحد أزواجها.المبلغ الذي كانت تدفعه بانتظام طول حياتها، كان مبلغ إعانة للمستشفى القبطي التي تم علاجها فيها أيام فقرها حيث لم تجد من يساعدها. 

وحسب رواية أحد جيرانها عن وصيتها، فكانت تنوي التبرع بأموالها لصالح المؤسسات الخيرية وللفنانة نادية عزت، والتي كانت فنانة ناشئة في المسرح وقتها، والمعروفة اليوم بزينات زوجة خلة في مسلسل ونيس.

وذلك يعتبر تكذيب لخبر أخبار اليوم عن أنها كونت ثروتها نتيجة البخل والشح.

مصادر
https://bit.ly/3FEtY4o
خبر مصراوي للتوضيح هذا العام
https://bit.ly/3tDUN6j
اليوم السابع
https://bit.ly/3qBKEW4
أخبار اليوم عاشت بخيلة
https://bit.ly/3rsaXgF
الموجز التصحيح في عام ٢٠٢١
https://bit.ly/3FI7HTx
الصحفي والناقد بهاء حجازي
صورة الوفاة موقع إعلام دوت كوم
https://bit.ly/3AaUfq2
إعلام دوت كوم القصة الحقيقية
https://bit.ly/3fBkBrR
المنشور المزيف