عاشت كل الدول فترة من الأزمات الصعبة التي أثرت على تقدمها ونهضتها وأضرت بها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وتحدث هذه الأزمات لأسباب متعددة، فإما تكون نتاجاً لأزمة طبيعية، أو لمشاكل وصراعات داخل بوتقة مجتمعها مثل الصراعات الإثنية والعرقية أو الحروب الأهلية، أو بينها وبين الدول الآخرى فى البيئة الدولية، في ظل كل هذا، تلعب الصحافة دوراً حيوياً لتغطية هذه الأزمات وكشف تفاصيلها ونقل حقائقها إلى الجمهور، فضلاً عن تدخُلها فى بعض الأحيان لحل هذه الأزمات إما بتحليلها تحليلاً مستفيضاً استقصائياً دقيقاً، والتنبوء بنتائجها ووضع حلول مستقبلية لها من خلال الكتابات والمقالات الصحفية، فضلاً عن استغلال الحكومات والنظم ومراكز صنع القرار للتعبئة الاجتماعية ولشحذ العامة خلف الحكومة من أجل القدرة على حل الأزم، فالكلمة هى أحد المفاتيح السحرية لسبر أغوار النفس البشرية وإخراج ما بهم من همم ودفعهم إلى فعل ما قد لا يكون متصوراً بالعقل، وكذلك يمكنها أن تفعل العكس، إذ أنها تستطيع أن تثبط من معنويات أشد الناس قوة وإرادة وأجدرهم على تحمل الصعاب، ولهذا تستغل الدول المنكوبة أو المُتعرِضة لأزمات حيوية المؤسسات الصحفية والإعلامية من أجل توجيه الهمم لرفعة الدولة وإخراجها من أزمتها بالجهود الفردية والجمعية.
وقد رأينا دولاً عديدة تعرضت لأزمات طاحنة، كالحروب والمجاعات والزلازل والبراكين والانهيارات الاقتصادية، وغيرها مما قد يودي بالدولة إلى الهاوية، إلا إنها استطاعت أن تنجو بالصحافة، حيث كان للصحافة وكلمتها أبلغ الأثر في شحذ جهود المجتمع و طاقاتها ومواردها البشرية والطبيعية وكل ما تملك من أجل تخطي تلك الكارثة، ففي وقت الحروب على سبيل المثال، تعمل الدولة على تكوين أداة دعائية قوية، من خلال دعم الاتجاه الصحفي والإعلامي وتقويته، لاستخدامه على شقين، إما لخداع وتضليل الدولة العدو، وإما لتحفيز أفراد الشعب على الوقوف وراء القيادة السياسية من أجل الانتصار في الحرب.
وقد تطور تعامل الصحافة مع الأزمات المحلية والدولية بتطور التكنولوجيا وانخراطها فى المجال الصحفى والإعلامى، حيث أصبحت تُنقَل الكوارث الطبيعية والأزمات السياسية والاقتصادية نقلاً مباشراً من قلب الحدث، يتيح للجماهير متابعة تصاعد وتيرة الأحداث لحظة بلحظة، ويمنع الحكومات من ممارسة أى تعتيم إعلامي أو إخفاء للحقائق كما كانت الأمور سابقاً، حيث لم يكن للعامة قدرة على التطرُق لحقائق المعلومات الخاصة بالأزمات بسبب التعتيم الإعلامي الذى تفرضه الحكومات، ومع هذا، فإن هذا قد وضع الشعوب أمام مصادر صحفية عديدة، وأوقعهم بين القيل والقال، حيث تتخلى بعض المؤسسات الإعلامية والصحفية عن المهنية الصحفية والموضوعية والشفافية الإعلامية فى نقلها للأحداث، وهو ما يؤدى إلى انتياب العامة لحالة من الذعر فى بعض الأزمات، نظراً لتعاقُب الشائعات واختلاف الآراء والتحليلات، وهو ما ينفي مصداقية هذه المؤسسات لدى الشعوب، ويمنعهم من متابعتها.
إن تواجد الصحافة في وسط الأحداث الصعبة يجعل لها دور أكثر أهمية ونبلاً، لتتولى مهمة لا يمكن لأي جهة أخرى أن تحل محلها، وهي أن تكون حلقة الوصل بين قيادة الدولة وبين أفراد الشعب.
دينا إبراهيم
تمتلك مديرة المرصد خبرة متميزة في الصحافة تتجاوز 17 عامًا، إلى جانب أكثر من سبع سنوات في مجال الرصد الإعلامي والتحقق من المعلومات، مما أكسبها مهارا...
تمتلك مديرة المرصد خبرة متميزة في الصحافة تتجاوز 17 عامًا، إلى جانب أكثر من سبع سنوات في مجال الرصد الإعلامي والتحقق من المعلومات، مما أكسبها مهارات استثنائية في هذا القطاع. حاصلة على درجة الماجستير في قيادة الاتصالات الرقمية من جامعتي بروسيلز الحرة وسالزبورج، وتواصل حاليًا دراساتها في مجال علوم البيانات، مدفوعةً بشغفها لتعزيز إمكانياتها في خدمة صناعة الإعلام. من أبرز إنجازاتها المساهمة في تطوير منهجيتي تقييم المحتوى الإعلامي المكتوب والتحقق من المعلومات وتأسيس قسم التحقق من المعلومات. نالت تقديرًا دوليًا، حيث حصلت، ممثلة عن الفريق، على المركز الثاني في تحدي الابتكار الشبابي حول الديمقراطية والحكم في إفريقيا، وفازت بتحدي الابتكار في مجال الإعلام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذي نظمته الشبكة العربية الرقمية.
تشرف مديرة المرصد على جميع أنشطته وتضع خطط التطوير بالتعاون مع مسؤولي الأقسام واختيار فريق العمل، كما تتولى التنسيق بينهم وتحديد السياسة التحريرية للمرصد، وتكون المرجع في حال حدوث أي خلافات تحريرية أو تقييمية.
pages.topic.correctionStatement
pages.topic.requestCorrectionText 📱 pages.topic.contactUs