قديما كان يتم التواصل ونقل الأخبار بالحمام الزاجل والطرق القديمة للنقل بين الأفراد، وتطور ليصبح في شكل وسائل الإعلام التقليدية من صحافة وراديو وتلفزيون، ومع التطور التكنولوجي استخدمت مؤخرا تطبيقات الذكاء الاصطناعي في صناعة الأخبار، من خلال تهيئة الأجهزة الذكية لتقليد البشر في طرق التفكير وأداء الأعمال. تزايدت الأخبار عن تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال الإعلام، لذا يستعرض فريق مرصد أخبار ميتر الطموحات المأمولة منها، والمخاوف المترتبة على الصناعة من تطبيقاتها.
يحمل هذا الاتجاه جانبا إيجابيا والآخر سلبيا، السلبي نجده في إمكانية وجود تحيز من قبل الذكاء الاصطناعي إذا ما تم إعطائه بيانات ومعلومات تحمل طابعًا متحيزًا سواء لسياسة معينة أو شخص معين أو مؤسسة معينة.
أما الإيجابي وهو أنه من الممكن أن يتم بناء الخوارزميات الخاصة بالذكاء الاصطناعي على تجميع المعلومات دون الالتفات للآراء، وبالتالي يتم تقديم موضوع أو محتوى خالٍ من التحيز وتبني وجهة نظر معينة. واستخدمت شركة Knowhere الإخبارية، المعروفة بحياديتها،الذكاء الاصطناعي لجمع المعلومات والآراء من آلاف المصادر، ويهدف تكوين قصة دون الانسياق وراء أي من الآراء، كما خصصت الشركة اثنين من المراجعين البشريين، ليتأكدوا من صحة وسلامة المعلومات الواردة في القصة، وخلوها من أية تحيزات.
يطلق عليها الصحافة الآلية أو صحافة الروبوت، ويعتمد فيها الذكاء الاصطناعي على تحويل البيانات بشكل تلقائي إلى قصص إخبارية وتقارير صحفية تحتوي على معلومات مكتوبة وصور ومقاطع فيديو، ويتم تعزيز الذكاء الاصطناعي وإعطائه عدد كبير من المقالات المكتوبة فعليًا ليعتمد على النمط والآلية ذاتهما في الكتابة والتنفيذ آليا.
ويرجح العديد من الخبراء إمكانية اندثار عدد كبير من الوظائف الصحفية في المستقبل إذا ما تم الاعتماد على تلك النوعية من الصحافة. ومن المفترض أن يقتصر دورها على تخفيف بعض الأعباء عن الصحفي ومساعدته في عمل موضوعات وقصص صحفية بطريقة أسهل وأكثر احترافية. على سبيل المثال، استخدمت شبكة Patch الذكاء الاصطناعي في تجهيز التقارير اليومية الخاصة بالطقس والأموال.
ولعب أيضًا الذكاء الاصطناعي دورًا في صياغة التقارير التي تعتمد على الوسائط المتعددة. وتعتمد الآلية على اختيار أفضل محتوى مرئي مناسب للتقرير الإخباري، وفق المعايير التي يتم إدخالها والسياق الذي ينتهجه. وفي هذا الصدد، اعتمدت شركة Getty Images على أداة تسمى "Panels" تنتقي ترشيحات لأفضل محتوى مرئي، كما أنها تتيح للصحفي خاصية البحث في الصور المتاحة على الموقع لاختيار أفضل الصور المناسبة للقصة الإخبارية.
ولم يتوقف الذكاء الاصطناعي عند ذلك الحد، بل امتد لإنشاء بيانات تفاعلية مناسبة في فترة زمنية قصيرة، وهي الخاصية التي استخدمتها شركة Pinary الألمانية، وفيها يحلل الذكاء الاصطناعي المحتوى ثم يبدأ في إنشاء تصورات تفاعلية بيانية له، وإرفاقها ضمن المحتوى المكتوب.
اتخذت وسائل الإعلام من منصات التواصل الاجتماعي نافذة لعرض محتواها الإخباري، للوصول لجمهور متنوع عمن يعتمد على الصحافة الورقية، خاصة مع الاستخدام المتزايد لتلك الوسائل في الفترة الأخيرة.
وتستخدم مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيس بوك وتويتر وانستجرام ولينكد إن، الذكاء الاصطناعي حتى تصل المنشورات والمعلومات إلى الجمهور وفق اهتماماته. على سبيل المثال، يحلل فيس بوك البيانات المنشورة سواء في شكل صور أو معلومات وتظهر للجمهور المشترك في الاهتمامات نفسها.
وفيما يخص تويتر، يرشح الموقع للمستخدم الجزء الأهم كي يظهر للمستخدم من أي صورة ذات حجم كبير، وفقا للاهتمامات والنتائج السابقة في البحث التي تمت من قبل المستخدم. أما موقع لينكد إن فير شح الوظائف والمقالات والأخبار بناء على المعلومات الموجودة في حساب المستخدم واهتماماته التي تمت مشاركتها سابقا.
لذا يجب أن نركز على الدور الذي من الممكن أن يلعبه الذكاء الاصطناعي في تطور وازدهار وسائل الإعلام، ذلك الدور الذي من الممكن أن يسير بشكل عكسي إذا لم يتم استخدامه بدقة وتوجيهه ليكون فعالًا وإيجابيًا.
"الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على تحسين حياة المليارات، وقد يكون الخطر الأكبر هو الفشل في القيام بذلك. من خلال ضمان تطويرها بشكل مسؤول بطريقة تفيد الجميع ، يمكننا إلهام الأجيال القادمة للإيمان بقوة التكنولوجيا" سوندار بيتشاي الرئيس التنفيذي لشركة Google & Alphabet.
"أتخيل عالمًا يجعلنا فيه الذكاء الاصطناعي نعمل بشكل أكثر إنتاجية ، ونعيش أطول ، ونحصل على طاقة أنظف." فاي فاي لي، أستاذ علوم الكمبيوتر بجامعة ستانفورد
مصدر المعلومات:
https://www.analyticssteps.com/blogs/role-artificial-intelligence-ai-media-industry