لا يستطيع أحد أن يتخيل أن يقبل جريدة تصدر هذه الأيام وهي خالية من الصورة والرسوم وغيرها من المواد المصورة كالخرائط والكاريكاتير والأشكال البيانية والرسوم التوضيحية، فالصورة هي نصف الخبر بل وأحياناً تشرح الخبر كاملاً دون نقصان، خاصة للذين لهم خيال واسع وأفاق متفتحة حول الفهم المتمعن لمحتويات الصورة من القراء، ولذا فإن من يظن إن أهمية الصور الفوتوغرافية فى الصحافة تقل الآن أو تقتصر على الصحف والجرائد والمجلات المطبوعة، هو غير مدرك لإنه مع إقتحام الصحافة للتكنولوجيا والمواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعى أضحت الصور أكثر أهمية وتأثيراً فى الأخبار الصحفية!
إن صورة فوتوغرافية واحدة قادرة على صياغة ألف خبر، حيث يُخَلَد بها تعبير وجه أو لغة جسد أولحظة وقوع حدث ما للأبد، من خلال عدسة فنان، مصور صحفى يودى به حسه الإعلامى والفنى إلى التقاط الصورة فى هذه اللحظة تحديداً، ليستطيع بها أن يوجز الخبر كله، وفضلاً عن هذا، فإن التفاعل المرئى مع الحدث يجعل القارئ أكثر تفاعلاً واندماجاً مع الخبر أثناء قراءته، ولذلك فإن صورة فوتوغرافية واحدة قادرة على صناعة العديد من الأخبار!
حسّنت التكنولوجيا من قدرة المصور الصحفى على التقاط صور دقيقة وقريبة لمواقع الأحداث والأخبار وأشخاصها، بتقنيات عالية شديدة الحساسية، تُشعِر القارئ وكأنما كان حاضراً للحدث بالفعل أثناء وقوعه، فضلاً عن هذا فإن ظهور الصور المتحركة أو ما يُعرَف حالياً بالـ GIF قد عزز من تأثير الصور.
عانى المصورون الصحفيون من تحديات كبيرة أثناء تصويرهم للأحداث والأخبار، من خلال تواجدهم فى أماكن خطيرة وتعرضهم للهجوم والقصف والقبض عليهم بالخطأ فى بعض الأحيان، فضلاً عن إن أخلاقيات ومهنية الصحافة تضع على المصورين عراقيل كثيرة أثناء إلتقاطهم للصور الصحفية، حيث تثور أسئلة من نوعية "هل يجب ظهور شكل جسد الضحايا الممزق أو المقصوف بشكل غير آدمى ودموى جداً؟" "هل يجب إغفال الصور الشنيعة كالتعذيب والقتل؟"، ولذلك فإن القرارات الخاصة بنشر الصور الفوتوغرافية الصحفية قرار صعب للغاية ومثير للجدل دائماً بين الصحفيين، نظراً لما تتعلق به من حقوق أشخاص وحساسيات قراء، ونظراً لما تستوجبه من التوصل إلى قرار مهنى وإنسانى فى الوقت ذاته.
أنشئت العديد من الجوائز الصحفية الخاصة بالفوتوغرافيا والتى مُنِحت للعديد من المصورين الصحفيين لتصويرهم صور صحفية خلّدت مشاهد تمثل تحولات جذرية فى تاريخ الإنسانية، منها جائزة شوكان للتصوير الصحفى فى مصر، وجائزة البوليترز والتى تتضمن التصوير الصحفى كأحد أفرع المجال الصحفى للفوز بالجائزة.
دينا إبراهيم
تمتلك مديرة المرصد خبرة متميزة في الصحافة تتجاوز 17 عامًا، إلى جانب أكثر من سبع سنوات في مجال الرصد الإعلامي والتحقق من المعلومات، مما أكسبها مهارا...
تمتلك مديرة المرصد خبرة متميزة في الصحافة تتجاوز 17 عامًا، إلى جانب أكثر من سبع سنوات في مجال الرصد الإعلامي والتحقق من المعلومات، مما أكسبها مهارات استثنائية في هذا القطاع. حاصلة على درجة الماجستير في قيادة الاتصالات الرقمية من جامعتي بروسيلز الحرة وسالزبورج، وتواصل حاليًا دراساتها في مجال علوم البيانات، مدفوعةً بشغفها لتعزيز إمكانياتها في خدمة صناعة الإعلام. من أبرز إنجازاتها المساهمة في تطوير منهجيتي تقييم المحتوى الإعلامي المكتوب والتحقق من المعلومات وتأسيس قسم التحقق من المعلومات. نالت تقديرًا دوليًا، حيث حصلت، ممثلة عن الفريق، على المركز الثاني في تحدي الابتكار الشبابي حول الديمقراطية والحكم في إفريقيا، وفازت بتحدي الابتكار في مجال الإعلام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذي نظمته الشبكة العربية الرقمية.
تشرف مديرة المرصد على جميع أنشطته وتضع خطط التطوير بالتعاون مع مسؤولي الأقسام واختيار فريق العمل، كما تتولى التنسيق بينهم وتحديد السياسة التحريرية للمرصد، وتكون المرجع في حال حدوث أي خلافات تحريرية أو تقييمية.
pages.topic.correctionStatement
pages.topic.requestCorrectionText 📱 pages.topic.contactUs