في السنوات الأخيرة، زادت شعبية الصحفيين الذين يعملون على تصحيح المعلومات المزيفة، وكشف الكذب الذي ينشره السياسيون من خلال خطاباتهم الدعائية. لكن يبدو أن مصداقيتهم باتت مهددة، بسبب إطلاق بعض السياسيين، لمنصات التحقق من المعلومات، والتي لا تعمل بطريقة نزيهة.
نشرت الشبكة الدولية لتقصى الحقائق بعض الأمثلة على هذا السلوك، ونسردها في هذا التقرير.
نهاية الشهر الماضي، أطلق الرئيس المكسيكي أندريس لوبيز خدمة لتدقيق المعلومات، تسمى"Verificado Notimex" وهي خدمة يومية تابعة لوكالة أنباء المكسيك التي يديرها موظفو الرئيس، وقد صممت لفضح الأخبار الكاذبة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.
المشكلة أن الخدمة متهمة باستخدام نفس الاسم الذي تشتهر به منصات تحقق أخرى.
على سبيل المثال، هناك مبادرة إقليمية تسمى "VerificadoMX" وتعمل على تدقيق الحقائق في ولاية مونتيري منذ 2017. وقد أعلن القائمون على المبادرة أنهم سيذهبون للمحكمة لحماية علامتها التجارية، المسجلة بشكل قانوني.
أيضا هناك مشروع للتحقق من المعلومات يسمى Verificado يهدف إلى معالجة المعلومات الخاطئة حول الانتخابات العامة في المكسيك، وقد انطلق في مارس 2018 من خلال تعاون أكثر من 60 صحفياً وشركة تقنية.
كما تم استخدام هذا الاسم من قبل في مبادرة "Verificado 19S" ، والتي عملت على جمع معلومات وحقائق حول الزلزال الذي ضرب المكسيك في عام 2017.
بعيدا عن النقاش حول انتحال الاسم، هناك انتقادات لأسلوب عمل المنصة التابعة للرئيس، فهي لا تقوم بمراجعة خطاباته التي يلقيها كل صباح لمدة ساعتين عبر يوتيوب، في الوقت الذي قامت VerifiedMX بمتابعة تصريحاته، واستنتجت أنه 50% مما يقول غير صحيح.
وفي اليوم الثاني من الشهر الحالي، وبمناسبة مرور عام توليه السلطة، ألقى الرئيس خطابه بنفس الطريقة لمدة 90 دقيقة.
وبينما قام موقع أنيمال بوليتيكو بتوثيق 6 ادعاءات كاذبة حول التوظيف وأسعار الغاز والاستثمارات الأجنبية وموضوعات أخرى، كانت الخدمة التابعة للرئيس تتجاهل تدقيق أي تصريحات له.
ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها شخصية حكومية، الشعبية الكبيرة لتدقيق الحقائق لعرض وجهات نظرها. ففي عام 2017 ، أنشأ مرشح لرئاسة الوزراء التشيكية يدعى ميج ديماغوج، موقعًا خاصًا به لتقصي الحقائق.
كان الموقع يهدف للرد على المزاعم التي وجهها له خصومه، ويشبه مواقع التحقق من المعلومات من حيث المظهر، لكن في الواقع، لم يكن يتحدث سوى عن آراء المرشح. لا يزال الموقع موجودا، لكنه لم يعد ينشر أي شيء بعد ما عجز عن الفوز.
وفي ربيع هذا العام، أطلقت السناتور الديمقراطية إليزابيث وارين مشروعها الخاص لتقصي الحقائق كجزء من حملتها لرئاسة الولايات المتحدة.
من خلال قسم بعنوان "فرقة الحقيقة" على موقعها على الإنترنت، نشرت الحملة عدد قليل من التوضيحات، لنفي الاتهامات الموجهة ضدها.
وفي الآونة الأخيرة، أعلن مكتب الإعلام التابع للحكومة الهندية ، عن خططه لإنشاء وحدة لتقصي الحقائق، لمكافحة أي أخبار مزيفة حول الحكومة وسياساتها. لكن وفق صحيفة هندوستان تايمز، تفاصيل الخطة ليست واضحة بعد، بما في ذلك كيفية عمل الخدمة وموعد إطلاقها.
وفق تقرير الشبكة الدولية لتقصى الحقائق، هناك مجموعة متزايدة من مواقع التحقق في جميع أنحاء العالم تقوم بانتحال شخصية مواقع التحقق المعروفة، في محاولة للتصدي لأعمالهم، أو تسويق وجهات نظر سياسية بشكل معين.
ربما لا يكون وجود موقع أو اثنين من هذه النوع مؤذيا بشكل كبير، لكن قد يشكل انتشارها تهديدا محتملا لمصداقية مدققي الحقائق في المستقبل.
تصنيفات الموضوعات
دينا إبراهيم (المديرة التنفيذية)
تمتلك مديرة المرصد خبرة متميزة في الصحافة تتجاوز 17 عامًا، إلى جانب أكثر من سبع سنوات في مجال الر...
تمتلك مديرة المرصد خبرة متميزة في الصحافة تتجاوز 17 عامًا، إلى جانب أكثر من سبع سنوات في مجال الرصد الإعلامي والتحقق من المعلومات، مما أكسبها مهارات استثنائية في هذا القطاع. حاصلة على درجة الماجستير في قيادة الاتصالات الرقمية من جامعتي بروسيلز الحرة وسالزبورج، وتواصل حاليًا دراساتها في مجال علوم البيانات، مدفوعةً بشغفها لتعزيز إمكانياتها في خدمة صناعة الإعلام. من أبرز إنجازاتها المساهمة في تطوير منهجيتي تقييم المحتوى الإعلامي المكتوب والتحقق من المعلومات وتأسيس قسم التحقق من المعلومات. نالت تقديرًا دوليًا، حيث حصلت، ممثلة عن الفريق، على المركز الثاني في تحدي الابتكار الشبابي حول الديمقراطية والحكم في إفريقيا، وفازت بتحدي الابتكار في مجال الإعلام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذي نظمته الشبكة العربية الرقمية.
تشرف مديرة المرصد على جميع أنشطته وتضع خطط التطوير بالتعاون مع مسؤولي الأقسام واختيار فريق العمل، كما تتولى التنسيق بينهم وتحديد السياسة التحريرية للمرصد، وتكون المرجع في حال حدوث أي خلافات تحريرية أو تقييمية.
يتيح فريق أخبار ميتر المساحة المناسبة لرد الأشخاص المعنيين والجمهور على المعلومات الواردة في عملية تقصي الحقائق بتصحيحها بشفافية كاملة. يمكن التواصل معنا عبر بريد الموقع الإلكتروني [email protected]. كما يتكفل الفريق بإجراء التصحيحات اللازمة حال التأكد من صحة المعلومات وقبولها في أسرع وقت ممكن.
هل لديك تصحيح أو معلومة غائبة ترغب بإضافتها؟ 📱 تواصل معانا